قالت مصادر دبلوماسية أن هناك اتصالات رفيعة المستوى تجرى حاليا بين القاهرةودمشق تحضيرا لأول زيارة سيقوم بها الرئيس السوري بشار الأسد القيام إلى مصر منذ أكثر من أربع سنوات، وذلك لتهنئة الرئيس حسني مبارك بالشفاء من الجراحة التي أجراها لاستئصال الحويصلة المرارية، وطي صفحة التوتر في العلاقات بين القيادتين، بسبب الخلافات حول الملف اللبناني. وذكرت المصادر أن زيارة الرئيس الأسد يتوقع أن تتم خلال الأسبوع القادم على أكثر تقدير في حال إنهاء الترتيبات الخاصة بها، والاتفاق على أهم الملفات التي سيتم التطرق إليها خلال الاجتماع المرتقب، والتخطيط لزيارة يقوم بها الرئيس مبارك إلى دمشق خلال الأشهر القادمة، باعتبار أن إتمام هذه الزيارة سيشكل إعلانا بإعادة علاقات البلدين لمسارها الطبيعي وانتهاء حالة الجمود التي سادت هذه العلاقات. واعتبرت المصادر أن الزيارة ستكون لها تأثيرات إيجابية على عديد من الملفات المهمة خاصة المتعلقة بعملية السلام، وملف المصالحة الفلسطينية، سعيًا لاستغلال نفوذ دمشق لدى الفصائل الفلسطينية في التوقيع على اتفاق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" التي تعثرت كثيرًا بعد أن كانا أوشكا على التوقيع عليها في نهاية العام الماضي. ومهدت تصريحات الرئيس الأسد التي أبدى فيها رغبته بزيارة مصر خلال مؤتمر القمة العربية لتهيئة الأجواء لإتمام الزيارة التي لم يتم الاتفاق على موعدها بعد، إضافة إلى زيارة وفد مصري برئاسة المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة لدمشق مؤخرًا، مما أسهم في إذابة الجمود الذي ساد العلاقات بين القاهرةودمشق لمدة أربع سنوات ومهد لإنهاء القطيعة بين القيادتين، وتطبيع العلاقات بينهما. وكان الرئيس السوري قد صرح خلال قمة "سرت" إن لقاءً كان مرتقبًا كان مقررًا أن يجمعه والرئيس مبارك على هامش اجتماعات القمة، لكن غيابه بسبب ظروفه الصحية حال دون إجراء هذا اللقاء، وقال إنه يخطط لزيارة مصر قريبًا، ورد وزير الخارجية أحمد أبو الغيط مرحبًا، قائلا: "إن هذا أمر طيب ونرحب به إذا كان هناك رغبة من الرئيس بشار فهو رئيس عربي شقيق لدولة ارتبطت بأحسن العلاقات على مدى سنوات مع مصر وأثق أن القيادة المصرية سترحب بذلك".