أسفرت اشتباكات بين عناصر المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الصهيوني في مخيم جنين شمال الضفة الغربية الليلة الماضية عن إصابة جندي صهيوني بجروح خطيرة. واندلعت الاشتباكات بينما كانت تسعى قوة صهيونية لاقتحام المخيم وتنفيذ حملة دهم واعتقالات به . وفي تطور متصل اقتحمت أعداد كبيرة من القوات الصهيونية مجددا فجر اليوم مدينة نابلس وسط إطلاق نار عشوائي وبدأت حملة مداهمة للمنازل. ويأتي اقتحام نابلس بعد يوم من اقتحام قوة صهيونية خاصة أمس مخيم بلاطة للاجئين قرب المدينة مما أسفر عن إصابة ستة فلسطينيين بينهم قائد كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أحمد سناقرة (22 عاماً) الذي وصِفت جراحه بالخطيرة. ويأتي هذا التصعيد في ظل بقاء قطاع غزة والضفة مغلقين منذ ثلاثة أيام في طوق أمني يفرضه الاحتلال، قالت تل أبيب إنه سيستمر حتى نهاية عيد الفصح اليهودي في التاسع من الشهر الجاري. في التطورات السياسية فإن وزير الخارجية الفلسطيني زياد أبو عمرو يواصل جولة أوروبية لفك الحصار الدولي عن الفلسطينيين والتقى أمس في باريس رئيس الوزراء الفرنسي دومنيك دو فيلبان ووزير الخارجية فيليب دوست بلازي. كما تواصلت الضغوط الغربية على الحكومة الفلسطينية بهدف الاعتراف بالكيان الصهيوني والتخلي عن المقاومة ضد الاحتلال حيث أعلنت الخارجية الفرنسية أنها أبلغت أبو عمرو بأنها لا تزال تعارض التعامل مع وزراء حركة حماس بحكومة الوحدة الوطنية. فيما قال دوني سيمونو مساعد المتحدث باسم الخارجية إن الاتحاد الأوروبي ما زال يعتبر حماس منظمة "إرهابية" – على حد زعمه. وكان دوست بلازي دعا حكومة الوحدة الفلسطينية لجهود إضافية لتلبية الشروط المسبقة لتطبيع العلاقات معها وأيضا لتقديم مبادرات إضافية خاصة ما يتعلق بإطلاق الجندي الصهيوني جلعاد شاليط الحامل للجنسية الفرنسية أيضا. غير أن زياد أبو عمرو قال إن الحكومة استجابت لكل شروط المجتمع الدولي "تقريبا" مطالبا بالتفريق بينها وبين حماس التي هي جزء منها مثلها مثل فتح وباقي الفصائل. وفي سياق الضغوط دعت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت الحكومة الفلسطينية إلى الالتزام الكامل بمبادئ الرباعية الدولية معربة عن أملها في أن تقبل الآن حكومة الوحدة هذه المبادئ وتعمل على إيضاح ذلك بالأقوال والأفعال. وفي اتجاه مغاير لدول الاتحاد الأوروبي، أعرب وزير الخارجية النرويجي جوناس غار ستور عن أمله في أن يعلن الاتحاد الأوروبي قريبا اعترافه الرسمي بالحكومة الوحدة التي شكلت الشهر الماضي برئاسة إسماعيل هنية. وقال ستور بالقاهرة أمس بعد لقائه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إنه ينبغي منح فرصة لحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الجديدة. من جانبه وصف عمرو موسى دعوة رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت لعقد مؤتمر يجمع الكيان الصهيوني بالفلسطينيين والدول العربية المعتدلة وأطراف دولية أخرى بأنها أمر لا يحتمل التعليق ومحاولة للتطبيع المجاني. وقال موسى إن جميع المسؤولين الصهاينة يدورون حول نقطة واحدة هي كيفية التطبيع المجاني مضيفا أن تل أبيب أرسلت في الأيام القليلة الماضية رسائل ثلاث أولاها تعديل المبادرة والثانية أن الانسحاب واللاجئين خطوط حمراء والثالثة من رئيس الوزراء الصهيوني أن المسألة لا تزال تحتاج خمس سنوات. ووصف موسى السياسة الصهيونية بغير الجادة وبكلام غير مترابط لا يعكس موقفها الواضح.