كشفت مصادر مقربة من رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني عن لقاءات سرية عقدها مسئولون في حكومة أحمدي نجاد مع مسئولين أمريكيين؛ وذلك بهدف تحسين العلاقات بين الجانبين وبحث أزمة الملف النووي الإيراني. وقال موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت مقرب من لاريجاني إن لقاء جمع بين "إسفنديار رحيم مشائي"، صهر الرئيس الإيراني ومساعده الخاص، ومسئولين أمريكيين، منهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، سرًّا في العاصمة القطرية الدوحة وفي عواصم أوروبية، حسبما أفاد تقرير لقناة "العربية" اليوم السبت.
اتصالات متواصلة وأماطت مصادر صحفية أمريكية فى نهاية الشهر الماضي اللثام عن اتصالات سرية بين مسئولين أمريكيين وإيرانيين على مستوى عالٍ عقدت فى عدد من الدول الأوربية، واستمرت لمدة عام كامل.
وقالت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية إن "وليام بيري" وزير الحرب الأمريكي السابق فى إدارة الرئيس "كلينتون" قد أجرى اتصالات سرية مع "مجطابا هاشمي سمريا" كبير مستشاري الرئيس الإيراني "أحمدي نجاد" حول البرنامج النووي الإيراني.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمريكي مطلع أن تلك الاتصالات التي تمت فى عدد من العواصم الأوربية، كانت بهدف استقصاء المواقف الأمريكيةوالإيرانية بشأن البرنامج النووي للأخيرة.
وقالت الصحيفة إن عناصر دبلوماسية رفيعة المستوى فى واشنطن كانت على علم بإجراء اتصالات سرية على مستوى عال بين مسئولين أمريكيين وإيرانيين، طوال السنوات الماضية، لكنها لم ترقَ لمستوى إيراني كبير مثل "سمرايا".
وأشارت الصحيفة إلى أن "بيري" الذى شغل منصب وزير الحرب خلال الفترة مابين عامي(1994-1997)، سبق له وأن نفذ مهام سرية للرئيس الأمريكي السابق"بيل كلينتون" فى كوريا الشمالية.
لوبى إيرانى ومن جهة أخرى، كشفت تقارير صحفية عن تنامي نفوذ اللوبي الإيراني في العاصمة الأمريكيةواشنطن، زاعمة إلى أنه يدفعها لتقديم مصالح طهران على مصالح العرب.
ونقلت صحيفة "الرأي" الكويتية عن سياسي لبناني، أثناء زيارة خاصة إلى العاصمة الأمريكية، قوله "إن الحركة الاستقلالية في لبنان فقدت تأييد فرنسا لها، منذ انتخاب نيكولا ساركوزي رئيسًا، لأن قطر نجحت في استقطاب أحد أبرز المستشارين اللبنانيين المقيمين في العاصمة الفرنسية، ممن كانوا في عداد فريق رئيس حكومة لبنان الراحل رفيق الحريري".
اغتيال الحريري وأوضح السياسي اللبناني، الذي لم تكشف الصحيفة عن اسمه، أنه لا شك في أن أشهر ما عرف عن الراحل رفيق الحريري هو العلاقات الدولية الواسعة التي تمتع بها، مشيرًا إلى أنه لم يبخل في تسخيرها في خدمة حلفائه.
وأضاف أنه "منذ اغتيال الحريري في فبراير 2005، انقلبت الصورة في معظم العواصمالغربية، فاستقطبت الدوحة ودمشق فرنسا وبريطانيا، فيما يبرز اليوم "لوبي إيراني"، بمؤازرة قطرية وسورية وليبية، في العاصمة الأمريكية، يدفع الإدارة الأمريكية على تقديم مصالح إيران على مصالح الدول العربية".
مؤسسة علوي وعلى صعيدٍ آخر، أفادت الصحيفة بأن تمويل "اللوبي الإيراني" يتم عن طريق "مؤسسة علوي"، مشيرةً إلى أن من أبرز النشاطات السياسية التي قامت بتمويلها هو تبرعها بمبلغ 100 ألف دولار لجامعة كولومبيا، بعد أن وافقت الأخيرة على استضافة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، في ندوة، على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2007.
وأشارت إلى أن أمير أحمدي، الناشط الإيراني - السويدي استقدم في العام 2000، تريتا بارسي، إلى الولاياتالمتحدة، حيث بدأت المرحلة الأكثر نفوذًا من نشاط "اللوبي الإيراني" داخل أمريكا.
وأضافت أن بارسي أنشأ "المجلس الوطني الإيراني الأمريكي"، وأن هدفه المعلن الدفاع عن مصالح الأمريكيين من أصل إيراني. ولوبي سوري ومن جهةٍ أخرى، قالت الصحيفة إنه على تخوم "اللوبي الإيراني" يبرز مجهود سوري وإن كان أضعف بكثير، يقوده السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى، ويعاونه عدد من الأمريكيين يتصدرهم، روب مالي عضو "مجموعة الأزمات الدولية"، والتي يترأسها السفير السابق، وعضو "المجلس الأمريكي – الإيراني" توماس بيكيرينج.
ويرى مراقبون أن الحرب في العراق، وتنامي دور إيران وتحالفها في منطقة الشرق الأوسط، وتراجع الدور العربي، وتراجع الإدارة الأمريكية المتكرر في وجه طهران، لا يأتي من فراغ، بل يأتي من تراجع غير مسبوق للصوت العربي في عواصم العالم، وفي طليعتها واشنطن، وتقدم هائل للأدوار الإيرانية والقطرية والسورية والليبية في هذه العواصم.
كذلك يعتبر المراقبون أن "اللوبيات" المختلفة في العاصمة الأمريكية إنما تعكس حسن تنظيم وتمويل الأطراف في البلد الأم، وأن الناظر لميزان القوى في الشرق الأوسط، لا يسعه إلا ملاحظة تنامي دور التحالف الذي تقوده إيران في وجه التحالف العربي، والنجاح والفشل على صعيد استقطاب الرأي العام العالمي، ما هو إلا انعكاس لأداء كلا الطرفين في المنطقة عمومًا.