أقدم طارق الفضلي وهو أحد قادة ما يعرف ب"الحراك الجنوبي" في اليمن على رفع العلم الأمريكي فوق منزله بمدينة زنجبار جنوب اليمن، في بادرة غير مسبوقة. وذكرت وكالة فرانس برس أن الفضلي قام كذلك بعزف النشيد الوطني الأمريكي لدى استقباله أقارب في منزله بزنجبار، كبرى مدن محافظة أبين جنوب صنعاء. وقال مقربون من الفضلي إنه وهو المتهم من قبل السلطات بالانتماء إلى تنظيم القاعدة قام بهذه الأفعال ليظهر حسن النوايا، ويؤكد عدم صلته على الإطلاق بالقاعدة وأنه مستعد لمساندة واشنطن في حربها ضد الإسلاميين باسم "مكافحة الإرهاب". وأضافت المصادر المقربة من الفضلي أنه أعلن إجرائه اتصالات مع مسئولين في السفارة الأمريكية بصنعاء وأبلغهم بموقفه وأنه قيادي في الحراك الجنوبي وعلى استعداد للتعاون في "مكافحة الإرهاب". من هو طارق الفضلي؟ وقالت فرانس برس إن طارق الفضلي، أو الشيخ طارق كما يسميه أنصاره، هو نجل آخر سلاطين المشيخة الفضلية في محافظة أبين بجنوب اليمن، وعندما غادر الجنود البريطانيون عدن وجنوب اليمن عام 1967 خلال مرحلة الاستقلال عن الاستعمار البريطاني، غادر طفلاً مع أسرته إلى السعودية، ولم يعرف اسمه إلا عندما التحق بما يسمى "المجاهدين العرب" في أفغانستان في فترة الغزو السوفيتي، وكان زميلاً لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وخاض معه معركة جلال آباد عام 1989. بعد قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو عام 1990 عاد إلى اليمن، والتحق بحزب المؤتمر الشعبي العام، وتحالف مع الرئيس علي عبد الله صالح ضد الحزب الاشتراكي اليمني الذي كان يكن له العداء لإجراءاته بعد الاستقلال بحق السلاطين والمشايخ وبينهم والده، ومصادرة أموالهم التي استردها طارق الفضلي بعد حرب صيف 1994. وبعد قرابة 15 عاما توترت العلاقات بينه وبين النظام، وحاول تقديم استقالته من الحزب الحاكم ومجلس الشورى، وظل صامتًا لمدة عام تقريبًا، قبل أن يفجر مفاجأة بإعلانه الانضمام إلى "الحراك الجنوبي" المطالب ب"فك الارتباط" بين شمال اليمن وجنوبه. وأوضحت فرانس برس أن طارق الفضلي يعيش اليوم محاطًا بحراسه في مدينة زنجبار، ويحشد المواطنين ل"الحراك"، ويقود مظاهرات واعتصامات وإضرابات وعصيانات مدنية، في وقت تلوح فيه السلطات بمحاسبته.