هدد الرئيس الأمريكى باراك أوباما السودان الثلاثاء (2-2-2010)، السودان من عواقب وخيمة بسبب ما زعم أنه عدم تعاون الخرطوم مع الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في البلاد. وزعم أوباما في إجابته على أسئلة قدمت إليه عبر موقع (يوتيوب) على الانترنت ان أمريكا والأممالمتحدة ودولا أخرى تعمل من اجل التوسط في سلسلة اتفاقات لتحقيق الاستقرار في السودان والسماح بعودة اللاجئين إلي ديارهم في دارفور.
وأضاف "نواصل ممارسة ضغط على الحكومة السودانية وإذا لم يبدوا روحا تعاونية في هذه الجهود عندئذ فسيكون من المناسب لنا استنتاج ان أسلوب التواصل غير ناجح وان علينا ان نمارس ضغطا إضافيا على السودان من اجل تحقيق أهدافنا".
وقال "نأمل أن نتمكن من التوسط في اتفاقات مع جميع الأطراف المعنية للتعاون مع (مأساة إنسانية هائلة) في تلك المنطقة".
وتتضمن استراتيجية الولاياتالمتحدة تجاه السودان تجديد العقوبات الاقتصادية.
يشار الى ان أوباما كان قد أعلن في 19 أكتوبر الماضي إستراتيجيته حيال السودان والتي ترتكز على سياسة الحوافز التي تشجع على التعاون والعقوبات في حال استمرار ما يصفه البعض ب"الإبادة" في دارفور.
يذكر ان هناك تباين كبير في التقديرات في ما يتعلق بعدد الأشخاص الذي قتلوا في الصراع في إقليم دارفور الواقع غربي السودان والذي شهد حمل متمردين غالبيتهم من غير العرب السلاح ضد الحكومة في 2003. اتهامات سودانية من جهته، اتهم السودان قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي الاثنين (1-2)، بالتعاون مع متمردي دارفور وإمدادهم بالمركبات وهي خطوة قد تقوض قدرة القوة على العمل هناك.
ويفترض ان تضم القوة 26 ألف فرد وهي اكبر قوة لحفظ السلام تمولها الأممالمتحدة لكن إنشاءها لم يكتمل إلا بنسبة 75 في المائة وهي تقول ان تأمين المنطقة الواقعة في غرب السودان صعبة في غياب اتفاق للسلام بين الخرطوم والمتمردين الذين بدأوا الصراع في 2003.
وأبلغ متحدث باسم القوات المسلحة السودانية وسائل إعلام، بأن ثماني شاحنات للقوة الافريقية الدولية المشتركة تنقل كميات من الغذاء والوقود استولت عليها حركة العدل والمساواة لكن القوة لم تبلغ عن فقد هذه المركبات ونفت أنها سرقت.
وقال المتحدث باسم الجيش "الجيش يعتبر هذا تنسيقا بين "يوناميد"، القوة المشتركة، وبين حركة العدل والمساواة. هذا أخذ شاحنات ومنحها لحركة العدل والمساواة".
وأضاف "هذا يعتبر تعاونا... مع حركة العدل والمساواة."
وزعمت القوة المشتركة ان هذا الاتهام "لا أساس له بالمرة" وقالت إنها أعلنت عن خطف الشاحنات التابعة لشركة متعاقدة في نفس اليوم الذي حدث فيه ذلك.
وقال كمال سايكي المسئول بالقوة "نحن نرفض الاتهام بأننا يمكن أن نكون غير محايدين".
تحذير من عودة الحرب الأهلية ومن ناحية أخرى، حذر رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي جان بينج الأربعاء (27-1)، من احتمال عودة السودان الى الحرب الأهلية في حال قرر الجنوب التصويت لصالح الانفصال.
ووصف بينج حالة السودان مثل الجالس فوق قنبلة موقوتة. وقال انه لو تحقق ذلك السيناريو فقد يحفز مناطق أخرى، مثل دارفور، على الانفصال.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد قال، في كلمة ألقاها في احتفال الذكرى السنوية الخامسة لانتهاء الحرب بين الشمال والجنوب، ان السودان مستعد لقبول انفصال الجنوب في حال صوت سكان الجنوب لصالح الاستقلال السنة القادمة.
وأضاف البشير ان حزب المؤتمر (الشمالي) لا يريد للجنوب أن ينفصل، ولكنه سيكون أول من يرحب بقرار الجنوبيين، وهو ما اعتبره مراقبون أسلوبا تصالحيا في خطابه للجنوبيين وغيرهم.
وكانت الشهور الأخيرة قد شهدت تصاعدا في التوتر بين الشمال والجنوب، فقد اتهم عدد من السياسيين الجنوبيين البشير ومن تحالف معه بالسعي لتزوير نتائج الاستفتاء لتخدم مؤيدي عدم الانفصال، لكن البشير نفى ذلك.
وكان الاستفتاء المزمع إجراؤه العام القادم قد اتفق عليه في اتفاق السلام الذي وقع عام 2005، ووضع نهاية للحرب الأهلية.
ونص الاتفاق أيضا على إجراء انتخابات عامة، وستجرى تلك الانتخابات في إبريل القادم.