يعيش الأسرى الفلسطينيون والمقدسيون خصوصًا حياة بالغة الصعوبة داخل سجون الاحتلال؛ حيث يعتبرهم الصهاينة "إسرائيليين"؛ فلا يخضعون لمعايير الفلسطينيين في صفقات التبادل، فيما يعتبرونهم فلسطينيين داخل السجون، فيتعرَّضون لتعذيب وإهانة وإذلال. المقدسيون في بؤرة الاستهداف لا شك أن الأسرى المقدسيين في بؤرة الاستهداف كما هي مدينة القدس؛ ففي اللحظة التي يسعى فيها الاحتلال إلى تغيير معالمها بالمغتصبات وشراء الأراضي وحفر الأنفاق وتدنيس باحات الأقصى بالمتطرِّفين؛ يتم تجاوز أسرى القدس من الإفراجات؛ فمنهم من شارف على الثلاثين في سجون الاحتلال؛ منهم عميد الأسرى المقدسيين فؤاد قاسم الرازم المعتقل في (30-1-1981م). وتشمل هذه الإجرارت التعسفية العشرات أمثال الرازم؛ منهم الأسرى: هاني جابر المعتقل في (3-9-1985م)، وعلى المسلماني المعتقل (28-4-1986م)، وفواز بختان المعتقل (29-4-1986)، والشقيقان عبد الناصر الحليسي وطارق الحليسي المعتقلان في (16-10-1986م)، وإبراهيم عليان وسمير أبو نعمة المعتقلان في (20-10-1986م)، وخالد محيسن وعصام جندل وعلاء البازيان المعتقلون في 1986م. ولم يعش هؤلاء الأسرى وحدهم حياة الإهانة والذل، بل عاش ذووهم حياة مريرة؛ نتيجة حرمانهم من الإفراج عن أبنائهم. وتشدد المؤسسات الحقوقية على ضرورة الانتباه إلى هؤلاء الأسرى، والتدخُّل العاجل لرفع معاناتهم، خاصة أسرى القدس الذين يتعرَّضون لظلمٍ وصلفٍ مضاعفٍ من جرَّاء الإقامة الخاصة التي فرضها المحتل عليهم. وتطالب بالضغط على سلطات الاحتلال لإطلاق سراح كافة الأسرى دون قيدٍ أو شرطٍ، وأن يتم التعامل معهم كأسرى حرب؛ يتمتعون بحقوقٍ قانونيَّ بالاستناد إلى القوانين والمواثيق الدولية، مؤكدة أنَّ الإبقاء على اعتقالهم انتهاكٌ صارخٌ للمواثيق الدولية، مطالبين الإعلاميين بإثارة هذا الموضوع.
اعتصامات ونفَّذ أهالي أسرى القدس اعتصاماتٍ عديدة في مقر الصليب الأحمر في الشيخ جراح بالقدسالمحتلة، وشارك العشرات من الأهالي حاملين صور أبنائهم القابعين في السجون الاحتلال، وتكاد الدموع لا تفارق عيونهم. يذكر أن أهالي أسرى القدس يمنعون من الزيارات، كما غيرهم من الفلسطينيين، ويتعرَّضون لمعاملة غير إنسانية من قبل إدارة السجون في "رامون" و"نفحة". مأساة منذ عقود وعن الواقع الأليم الذي يعيشه ذوو الأسرى المقدسيين، تصف أم نضال الرازم شقيقة عميد الأسرى المقدسيين في سجون الاحتلال فؤاد الرازم؛ تفاصيل المعاناة التي يعيشها أهالي أسرى القدس، وترسم بكلماتها واقع مأساة إنسانية مستمرة منذ عقود، في ظل استثناء سلطات الاحتلال الأسرى المقدسيين في صفقات التبادل. وتتساءل: "لماذا يحرمونهم الحرية؟! هم فلسطينيون وقاوموا من أجل فلسطين كما فعل باقي المعتقلون"، متابعة: "منذ أكثر من عقدين، ومع قرب عقد اتفاق سلام، أو قرب صفقة تبادل أسرى، كنا نزين البيت، وننتظر قدوم فؤاد، وكان لدينا أمل في حل مشكلة الأسرى مع كل اتفاقٍ يتوصَّل إليه الفلسطينيون، لكن اليوم الأمل تحوَّل إلى خوفٍ وقلقٍ، ويبقى أملنا في الله وحده".