بدأ عدد من النشطاء السياسيين المصريين حملة جديدة واسعة ضد بناء الحكومة المصرية الجدار الفولاذي العازل على الحدود المصرية مع قطاع غزة، معلنين أن فعالياتهم ستمتد لتشمل ندوات وفعاليات احتجاجية، أثناء انعقاد معرض الكتاب الدولي في 27 يناير الجاري لكشف تواطؤ النظام المصري. وقالت الحملة التي تحمل اسم "الحملة المصرية ضد جدار العارالفولاذي" في بيان لها اليوم: إن أخطاء النظام المصري الحاكم تؤدي إلى مزيد من تصاعد الأمور يوميا؛ فهو يصر وبطريقة خاطئة للغاية على الاستمرار في طريق خدمة الاحتلال والصهيونية، والمساعدة في حصار أشقائنا في غزة عن طريق الاستمرار في جدارالخزي والعار". وأضافت الحملة أن كافة مواقف النظام أظهرت إصرارا غير مقبول ولامبرر، لا يهدف إلا لمواصلة خدمة الكيان الصهيوني والاستعماري ضد الإخوة الفلسطينيين، بدءً من الإصرار على أن تدخل قافلة "شريان الحياة" من العريش بدلا من نويبع إلى الاعتداء على أعضاء قافلة "شريان الحياة" عند وصولهم إلى العريش،وصولا إلى الاعتداء في القاهرة على الأجانب الذين حضروا خصيصا لدعم الفلسطينيين،وانتهاءً باختلاق العنف الذي يؤدي إلى عنف مضاد.
وطالبت الحملة النظام المصري بسرعة الخروج من معسكر الاستعمار والصهيونية، والعودة بأسرع ما يمكن إلى معسكر الوطنية والعروبة والإسلام، مؤكدة أن أفعال النظام المصري تؤكد استمراره في طريق خدمة الاستعمار والصهيونية والمساعدة في حصار قطاع غزة.
وأوضح كمال خليل الناشط السياسي وأحد منسقي الحملة أن الحملة تعتزم خلال الأيام المقبلة إصدار كتيب دعائي عن حقائق الجدار الفولاذي العازل، وجمع توقيعات شعبية على عريضة مجهزة لرفض الجدار، فضلا عن تنظيم ندوات وفعاليات احتجاجية بمعرض الكتاب والنقابات المهنية لفضح ممارسات النظام المصري.
وأشار خليل إلى أن الحركة تضم ممثلين للقوى الوطنية والحركات الاحتجاجية والمستقلين، موضحا أن كارثة الجدار لا تحتمل المشهد الصامت الحالي، وتتطلب كل جهد لوقف مواصلة بنائه ووقف الحصار المصري عن قطاع غزة.
اعتراف بالاحتلال كما أكد المستشار طارق البشري – نائب رئيس مجلس الدولة الأسبق - أن قانون الجدار الفولاذي بين مصر وفلسطين يخضع لحكم السياسة، مضيفا أن للقانون أطرا وحدودا، كما أن هناك مصالح متعارضة ومتناحرة ووجهات نظر مختلفة تجددها المعاهدات والاتفاقيات السياسية، ثم تدخل في إطار القانون الدولي العام، لافتا إلي أنه في الجوانب القانونية عموما، والقانون الدولي علي وجه الخصوص يتم النظر فيه بعد النظر في السياسة وأوضاعها. وأضاف البشري في ندوة بمركز الدراسات الاشتراكية أن القانون يحمي الحق في شكله العام، فما نعتبره حقا نجد القانون في صالحه، مشيرا إلي أن الأنفاق تعد أمرا غير طبيعي شاقا علي الفلسطينيين، وأن العبور الطبيعي وفقا للقانون عن طريق معبر رفح، لافتا إلي أن النظام المصري بغلقه المعبر، وقيامه بإنشاء الجدار الفولاذي، إنما يشارك في خنق الفلسطينيين، والاعتراف باحتلال "إسرائيل" لغزة رغم جلاء القوات "الإسرائيلية" عنها، مشيراً إلي أن بناء الجدار الفولاذي في الوقت الذي لا يتم فيه فتح المعبر، يعد تأمينا "لإسرائيل".
حماية للاحتلال وقال البشري: إذا كان النظام المصري لا يزال يعتبر غزة تحت الاحتلال الإسرائيلي فإنه بهذه الأفعال يقوم بتدعيم إسرائيل بحماية احتلاله ويتخذ من الإجراءات ما يحقق الحماية لهذا الوضع، لافتاً إلي أن النظام المصري لا يمنع الفلسطينيين من أن يحاربوا بسلاحهم وبمقاومتهم فقط وإنما يقوم بمحاربتهم في الاحتفاظ بهذا الحق، مضيفاً أن هذه الأفعال تدعو للعجب، ويجب أن يسأل عنها النظام المصري. ووصف البشري المسئولين في النظام المصري في حديثهم عن الأمن القومي بأنهم أشباه مسئولين، حيث لديهم معرفة تخصصية في شئون الأمن، بل لديهم خلل في مفهومهم عنه، ويعتقدون أن أمن مصر القومي يكون في مواجهة من يهددها بالسلاح، وليس في مواجهة إسرائيل وأن هناك اتفاقيات ومعاهدات بينهم، وهذا غير صحيح علي الإطلاق، فإسرائيل إذا كانت تري النظام المصري الحالي جيداً في التعامل معها، فإنها لا تضمن من يأتي بعده وتعلم جيداً مدي السخط الشعبي تجاهها، ولذلك فإنها تعتبر مصر عدوها الأول. وتابع البشري: القائمون علي السياسة في مصر لا يعلمون أن أمن مصر القومي يتعلق بالمجال الأمني خارج حدودها الإقليمية. وأشار البشري إلي أنه علي النظام المصري والذين يتحدثون عن أمن مصر القومي أن يعلموا جيدا أنه لا أمن لمصر دون أمنها شرقا وهو المتمثل في فلسطين وبمفهوم أوسع أمن بلاد الشام، وأمنها جنوباً حيث السودان.
تحالف استراتيجى وأكد البشري أن ما يقوم به النظام المصري الآن هو التحالف الاستراتيجي مع العدو الاستراتيجي ليس حماية للأمن القومي وإنما حماية لبقاء النظام، مشيراً إلي أنه منذ خمسين عاماً ونحن نعرف أن الولاياتالمتحدة هي العدو الاستراتيجي لنا وفي عشرين عاماً فقط أصبحت الحليف الاستراتيجي، وانتقد البشري ما يتردد علي لسان النظام بأن ما يقوم به حالياً يعكس بعد نظره، لافتاً إلي أنه لا يوجد خير مثال علي ذلك لضيق الأفق، فالسادات عندما قرر توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل قال إنه إذا لم يقم بذلك فسيخسر أمريكا ويكون عدوها وسنحاربه، أما إذا قام بتوقيع السلام فسيكون حليفها الأول، وبعد مرور عام علي الاتفاقية، ازدادت مكانة "إسرائيل" عند أمريكا وازداد تحالفهما. قافلة لغزة وعلى الصعيد نفسه عقدت اللجنة المصرية لفك الحصار عن غزة اجتماعاً موسعاً يوم الاثنين الماضي الموافق 5-1-2010 بالمركز العربي للدراسات في تمام الساعة السادسة مساءا لبحث تطورات الاوضاع الاخيرة بشأن غزة و بناء النظام المصري لجدار العار على الحدود المصرية الفلسطينية .إفتتح الاجتماع الأستاذ عبد الحميد بركات أحد مؤسسي اللجنة و الامين العام المفوض لحزب العمل و الذي أعلن في كلمته أن اللجنة ستشهد الفترة القادمة نشاطا مكثفا لمواجهة ذلك الجدار الذي يبنيه النظام المصري على الحدود المصرية الفلسطينية بالتعاون مع الولاياتالمتحدةالامريكية و طالب بركات اعضاء اللجنة بضرورة سرعة تفعيل تلك النشاطات.
و هو ما أكدت عليه دكتور نجلاء القليوبي عضوة اللجنة وأمينة المرأة بحزب العمل حيث إقترحت تكوين قافلة مكونة من خمسين شخصية عامة تنطلق يوم الجمعة بعد القادمة الموافق 15-1-2010 بإتجاه غزة لفك الحصار و الضغط على النظام المصري سياسيا لفتح المعابر.
و إنتهى الاجتماع الذي استمر أكثر من ساعتين بعدد من الاقتراحات و التوصيات اهمها:
1- التوجه بقافلة لغزة تنطلق يوم الجمعة الموافق 15-1-2010من امام نقابة الصحفيين في تمام السابعة صباحا.
2- و كذلك الاسراع في عمل توكيلات جماعية للمشاركة في القضية المرفوعة بمجلس الدولة ضد الجدار الفولازي.
3- بالاضافة الى الاتصال بكافة اللجان و النقابات المهنية للتنسيق معها بشأن النشاطات المساندة لغزة و المناهضة للجدار.
4- و تشكيل وفد للمشاركة في قافلة جالاوي لكسر الحصار عن غزة.
5- وكذلك المشاركة في كافة التجمعات الشعبية و إستغلالها لصالح تلك القضايا كعقد مؤتمرات شعبية عقب كل صلاة الجمعة في الجامع الازهر الشريف وجامع عمرو بن العاص بمصر القديمة وغيرهم من مساجد مصر.
6- الاعداد من الان لمظاهرة حاشدة في معرض الكتاب بعد افتتاحة اخر الشهر الحالي.
7- الاهتمام بعمل قوافل شعبية للمحافظات وعقد مؤتمرات ومظاهرات بها لتعبئة الجماهير ضد حصار اهلنا في غزة.
عقاب جماعى ومن ناحية أخرى رأى كاتب بريطاني أن منع السلطات المصرية لقافلة "شريان الحياة 3" الأخيرة من دخول قطاع غزة عرى تماما موقف الحكومة المصرية في جريمة الحصار الذي تقوده الولاياتالمتحدة وأوروبا على غزة والعقاب الجماعي على مليون ونصف المليون من سكانها.
وتناول مايلن التظاهرات الفلسطينية التي حدثت الأربعاء على الجانب الفلسطيني من معبر رفح؛ احتجاجا على منع القافلة من الدخول،والتي أدت إلى صدامات مع قوات الأمن المصرية وقتل خلالها جندي مصري، وأصيب عشرات الفلسطينيين. الحصار بقيادة أمريكا وأوروبا وقال الكاتب إنه رغم أن هذه المواجهات تم تجاهلها بالغرب فإنها كانت حدثا رئيسيا لأجهزة الإعلام بالشرق الأوسط أضر بسمعة بمصر، وفي الوقت الذي قالت فيه الحكومة المصرية إنها ببساطة تدعم سيادتها الوطنية، فإن قصة البطولة هذه عرت تماما مشاركتها في جريمة الحصار الذي تقوده الولاياتالمتحدة وأوروبا على غزة والعقاب الجماعي على المليون ونصف المليون منسكانها.
وعزا ذلك جزئيا إلى "خوف الديكتاتورية المصرية من التلوث الذي يمكن أن يأتي من قبل حكومة "حماس" المنتخبة في غزة، والتي يمكن أن يفوز حلفاؤها الأيديولوجيون "جماعة الإخوان المسلمون" إذا أجريت انتخابات حرة في مصر". وأشار الكاتب إلى أن هناك عاملين آخرين يبدو أنهما حاسمان في إقناع مصر بالخضوع للضغط الأمريكي والصهيوني وإغلاق الباب أمام فلسطينييغزة ومناصريهم، الأول هو تهديد واشنطن بقطع المعونات عن مصر إذا لم توقف تهريب الأسلحة والمواد الأخرى إلى غزة.
أما العامل الثاني – كما يقول الكاتب - فهو الحاجة إلى قبول الولاياتالمتحدة مسألة خلافة جمال مبارك لوالده في رئاسة البلاد، مشيرا إلى أن الحكومة المصرية باعت سيادتها على أراضيها مقابل استمرار الدعم المالي الأجنبي واستمرار دورها الاستبدادي،مضحية بدورها التاريخي في زعامة العرب في عملية السلام.
وختم بالقول إنه "بدلا من تقليل الدعم الغربي للديكتاتوريات وعمليات الاحتلال التي تؤدي إلى المزيد من "إرهاب" تنظيم القاعدة وتركيز موارده على دعم قوات الأمن لمواجهته، فإن الولاياتالمتحدة وحلفاءها اندفعوا بعناد إلى تكرار وتوسيع الفظاعات التي أوقدت شرارتها هي بالمقام الأول"، معتبرا ذلك "وصفة لحرب ضد الإرهاب بلا نهاية".وأوضح الكاتب أنه بدلا من أن تتجه الولاياتالمتحدة إلى معالجة أسباب العداء للسيطرة الأجنبية على المنطقة، فإنها قامت بالمزيد من عمليات توسيع الوجود الأجنبي، ونفذت العديد من التدخلات المدمرة كغزو العراق والحرب بأفغانستان وغيرها. وأكد الكاتب أن تبني الغرب واحتضانه للأنظمة القمعية مثل النظام المصري إضافة إلى الدعم اللا محدود للاحتلال الصهيونى للأراضي الفلسطينية؛ هو قلب المأساة في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.
بيع السيادة المصرية وأضاف مايلن أن النظام المصري بسبب عدم احتماله تلك الأنفاق التي أنقذت أهل غزة من التسول التام فإنه يقوم الآن ببناء" جدار العار" كما يسميه العديد من المصريين، تحت إشراف أمريكي لصيق من أجل إكمال عملية حصار غزة. وأوضح أن الكيان الصهيونى المتزعم الرئيسي لعملية الحصار، يسيطر فقط على ثلاثة جهات من القطاع، وبدون مصر التي تسيطر على الجهة الرابعة من القطاع فإن الحصار سيكون غير فعال. وأوضح أنه قد تم أخيرا السماح للنائب البريطانى جورج جالاوي و150 سيارة من قافلته المكونة من 200 سيارة محملة بالأدوية والمساعدات الطبية بالدخول إلى غزة بعد أن منعت، وتم التعرض لها والتحرش بها مرارا من قبل الأمن المصري، بما في ذلك الاعتداء العنيف في ميناء العريش مساء الثلاثاء، والذي أدى إلى جرح العشرات واعتقال سبعة آخرون من أعضاء القافلة، بالرغم من مشاركة نائب بريطاني وعشرة نواب أتراك بالقافلة. وأشار الكاتب إلى أنه طيلة الأسبوعين الماضيين ظلّت مجموعتان من مئات النشطاء في صراع مع الشرطة والمسئولين المصريين من أجل العبور إلى قطاع غزة؛ لإظهار تضامنهم مع مواطنيها المحاصرين بمناسبة الذكرى الأولى للاعتداء الصهيوني المدمر على غزة. وقال الكاتب سيوماس مايلن في مقال بصحيفة "الجارديان" البريطانية، نشر اليوم السبت (9-1-2010م)، إنه إذا أضرب ناجٍ من الهولوكوست عمره (85 عاما) عن الطعام دعما لأناس محاصرين بجزء آخر من العالم، وضرب محتجون معظمهم غربيون وقمعوا بواسطة الشرطة؛ فإن العالم سيسمع بهذه الأمور، ولكن لأن ذلك حصل في مصر المدعومة بواسطة الغرب وليس في إيران، ولأن المحتجين يساندون الفلسطينيين في غزة وليس طالبان على سبيل المثال، فإن معظم الناس في أوروبا وأمريكا الشمالية لا يعلمون شيئا عن ذلك.