كوارث بيئية خطيرة من العيار الثقيل، تتعرض لها شواطئ البحر الأحمر، وذلك بعد تسرب بترولي من عدد من البريمات البترولية وبعض شركات البترول شمال البحر الأحمر بمنطقة جبل الزيت ورأس غارب والزعفرانه والجمشة لتنتشر أعداد كبيرة من البقع الزيتية على شواطئ القرى والفنادق السياحية والجزر والشعاب المرجانيه ابتداء من الجونة شمالاً وحتى الغردقة وخليج مكادى وسهل حشيش، بالإضافة إلى جزر البحر الأحمر الشمالية مما يهدد الحياة البحرية والسياحة حيث تمنع تلك البقع السياح من النزول إلى الشاطئ فيما تكتفي البيئية بالبحث عن مصدر التسريب، وغالبا يكون مجهول، وإذا تم تحديده توقع غرامات ربما لا تتناسب مع حجم الخسائر التي تستنزف من رصيد الأجيال القادمة. يقول حسن الطيب رئيس جمعية الإنقاذ البحري وحماية البيئة إن التلوث البترولي ينتج غالبا من بعض الأخطاء أثناء العمل بشركات البترول أو المنصات الخارجية الموجوده فى عرض البحر وفي الغالب يكون هناك كميات تتسرب للبحر قبل السيطرة على كميات الزيت البترولي المتسرب. وأشار إلى أن تغليظ العقوبات بجانب زيادة حجم الغرامات قد يكون رادعا لشركات البترول، موضحًا أن أغلب شركات البترول تتعامل مع الزيوت المتسربه بنظام التشتيت الكميائي وهذا النوع يكون مضر جدا بالبيئة البحرية حيث تصل تلك الزيوت إلى عدد من الجزر مثل جزيرة طوال وأم الحمات وتتسبب فى اتلاف شواطئها بالكامل كما تتسبب فى موت أعداد كبيرة من طيور النورس المسطوطنة بالجزر والبيض . و حذر الطيب من امتداد التلوث لعدد من الجزر الموجودة والتى تشهد حركة سياحية يومية مثل الجيفتون ومجاويش وأبورماد حيث أن ذلك قد يصيب الأنشطة والسياحة البحرية في مقتل . ويوضح حامد بيارة -صياد-، أن التلوث البترولي أضراره لا تقف عند البيئة البحرية فقط بل يمتد ويضر بالصياد بشكل مباشر، وذلك من خلال إصابة معداته ومراكبه ونفوق عدد كبير من الأسماك والكائنات البحرية الأخرى. وكشف محمود حميد -غواص-، عن أنه كثيراً ما يجد أسماك نافقة بسبب التلوث البترولي، مشيراً إلى أن الشواطئ التى تلوثت تحتاج إلى فترة طويلة لإزالة تأثيراتها. من جهته، قال اللواء مصطفى صدقى سكرتير عام محافظة البحر الأحمر، إنه فور تلقي المحافظة لأي بلاغات بتلوث بترولي تقوم بتشكيل لجان بيئية من إدارة البيئة بالمحافظة والفرع الإقليمي لجهاز شئون البيئة ومحميات البحر الأحمر، ويتم أخذ عينة من أي تسرب بترولي ومضاهاتها ببصمة كل شركة يشتبه أن تكون متسببة فيه، حيث توجد بصمات لكل زيت يخرج من كل شركة كي يمكن تحديد مكان أي تسريب كذلك أي مركب عبر خليج السويس وتقدر غرامات كبيره بمعرفة وزارة البيئة.