قدم رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية، ، تعازيه الحارة إلى القيادةالمصرية في وفاة أحد الجنود المصريين في الأحداث المؤسفة التي وقعت بعد ظهر أمسالأربعاء (6-1) قرب بوابة صلاح الدين على الحدود الفلسطينية - المصرية. وأكد هنية، في تصريحٍ صحفي في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء (6-1)، أن "الدماء المصرية والفلسطينية غالية علينا جميعا". وتمنى هنية الشفاء العاجل للجرحى الفلسطينيين الذين أصيبوا خلال الأحداث، داعيا في الوقت ذاته إلى "ضرورة ضبط النفس والتحلي بكل المعاني الأخوية والإستراتيجية التي تربط مصر وفلسطين". سحابة صيف واعتبر رئيس الحكومة الفلسطينية أن ما حدث سحابة صيف عابرة في سماء الشعبين الشقيقين الذين تربطهما العقيدة والعروبة.
وكانت وزارة الدفاع المصرية قد أصدرت بيانا أعلنت فيه أن قناصا تابعا لحركة حماس أطلق النار علي المجند أحمد شعبان من قوات حرس الحدود أثناء تمركزه في برج للمراقبة يواجه بوابة صلاح الدين, مما أدي إلي استشهاده علي الفور. غير أن شهود عيان من قطاع غزة أكدوا أن إطلاقنار من بناية مصرية يتحصن فيها جنود مصريون هو الذي أدى إلى إصابة أحد الجنود المصريين، إلى جانبشاب فلسطيني خلال الأحداث التي وقعت بعد ظهر الأربعاء (6-1-2010)، قرب "بوابة صلاح الدين" على الحدود الفلسطينية المصرية.
وتحركت تعزيزات مصرية إلي منطقة الحدود مع القطاع حفاظا على حالة الهدوء التى سادت بعد دخول قافلة (شريان الحياة 3) إلى القطاع من معبر رفح، وتركزت التعزيزات عند نقطة صلاح الدين وقبالة حي البراهمة.
كما أكد سامي أبو زهري المتحدث الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن حركته ليست معنية بأي تطورات على الحدود ولا بالتصعيد ضد مصر، مشيرا إلى أنها تطالب بحلول سلمية للخلافات والملفات العالقة، وخاصة قضية "الجدار الفولاذي" على الحدود المصرية مع قطاع غزة. وتعجب جالاوي من تصرفات الأمن المصري، "التي أدت إلى أن يكون مصير أعضاء القافلة الذهاب إلى المستشفيات، بعد أنكسرت عظامهم وسالت دماؤهم، لا لشيء سوى أنهم يريدون إيصال الدواء والغذاء إلى شعب غزة المحاصر". وذكر النائب في "مجلس العموم البريطاني" أن السلطات المصرية كانت قد وعدتهم بالسماح لهم بالدخول عبر ميناء العريش إلا أنهم لم يلتزموا بذلك، قائلا: "بل حاصرونا وحبسونا وخانونا".على حد قوله. واستهجن جالاوي المزاعم المصرية بأن يكون هذا كله مفتعلا من قبل أعضاء القافلة، مؤكدا أنه "لا يمكن أن يكون تكسير العظام وإسالة الدماء شيئا مفتعلا". وشدد على أنه توسل إلى الحكومةالمصرية ب "أن لا يجعلوا المشكلة عندهم، وأن يجعلوها عند "إسرائيل"، لكنهم أصروا على أن يفعلوا ذلك".
خزى وعار ووصف النائب البريطاني الأحداث التي جرت ب "الخزي والعار الذي لحق بمصر، التي تعتبر نبض القلب العربي، وهذا بسبب الأعمال التي تقوم بها حكومتها"، مؤكدا في الوقت ذاته أنه على يقين بأن 80% من الشعب المصري لا يوافقون على الطريقة التي عوملت بها القافلة. وعن التصريحات المصرية التي تفيد بأن جالاوي أراد التصعيد الإعلامي أكد أن هذه القافلة ليست الوحيدة التي حدث فيها ذلك، بل سبق مثل هذه الأحداث في كل القوافل التي دخلت غزة قبل ذلك، مشددا على أن الدعاية التي قامت بها مصر من خلال هذه السياسة أكثر مما كان يتوقع.
حرب شاملة وأضاف: "الكل يعلم أنها حرب شاملة تعبر عن سياسة التواطؤ ضد غزة؛ على أمل أن يستسلم شعبها، ولكني أقول إن هذا الشعب يبذل دمه من أجل قضيته، ولن يستسلم حتى لو حاصرتموه 100 عام"، مؤكدا أنه لن تطأ قدماه أرض مصر أبدا بعد بناء هذا الجدار الذي يحاصر أهل غزة. وأوضح أن القوافل ستستمر من كل مكان، "وعلى رأسها قافلة فنزويلا بقيادة الرئيس هوجو تشافيز، وقافلة جنوب إفريقيا بقيادة رئيسها جاكوب زوما، وقافلة ماليزيا بقيادة رئيس وزرائها السابق مهاتير محمد". وتوجه جالاوي بالنصح إلى القيادة المصرية بأن لا تكرر ما حدث في قافلة "شريان الحياة 3"، مع قافلة تشافيز، "لأن ذلك سيكون خطأ كبيرا". واستنكر كل التصريحات التي وردت على لسان المسئولين المصريين خاصة السفير حسام زكي، والتي تفيد بأن أعضاء القافلة هم الذين لم يلتزموا بالتعليمات المصرية، واصفا إياها بالأكاذيب.
بكاء الجنود المصريين وذكر الناشط البريطاني، أن سيارات القافلة المحتجزة لدى السلطات المصرية لا تزال موجودة عندهم، ومنها سيارته الشخصية التي كان ينوي أن يهديها إلى أهل غزة، وأن الحكومة المصرية طلبت منهم أن يطلبوا الإذن من الكيان الصهيوني، حتى يستعيدوا هذه السيارات، مشددا على أنه لن يفعل ذلك،لأنه لا يعترف ب "إسرائيل" طالما تمارس القتل ضد الشعب الفلسطيني وأطفاله.
تقدير للشعب المصرى وأعرب جالاوي عن تقديره للشعب المصري "الذي لايستحق أن تكون هذه حكومته"، مضيفا: "البعض من الجيش المصري كانوا يبكون أمس، لا من الغاز المسيل للدموع، ولكن يبكون من أجل الفلسطينيين؛ حيث أقيمت الصلاة ليلا، وظل المصلون يدعون لأهل غزة والجميع يؤمن، فسالت الدموع من قبل أفراد كثيرين من قوات الأمن المصري تأثرا بهذا المشهد".
60مصابا وأعلنت مصادر طيبة فلسطينية عن ارتفاع أعداد المواطنين الفلسطينيين المصابين خلال المصادمات، بين مئات المتظاهرين الفلسطينيين والأمن المصري بالقرب من "بوابة صلاح الدين" في رفح، جنوب قطاع غزة، والذين كانوا يحتجون على اعتداء السلطات المصرية على المتضامنين الدوليين في قافلة "شريان الحياة 3" إلى 35 مواطنا فلسطينيا.
وأضاف حسنين أن أكثر من 25 حالة أخرى وصلت إلى المستشفى، مشيرا إلى خروج العديد من المصابين بعد تلقيهم العلاج الأولي في مكان المواجهات وب"مستشفى النجار". وكان 55 شخصا قد جرحوا مساء الثلاثاء (5-1-2010)، في مدينة العريش المصرية، في مواجهات وقعت بين الشرطة المصرية والناشطين المؤيدين للفلسطينيين الذين كانوا يشاركون في قافلة "شريان الحياة 3" التي تحمل مساعدات إلى قطاع غزة. وقال معاوية حسنين مدير "الإسعاف والطوارئ" في وزارة الصحة الفلسطينية في تصريحٍ صحفى "إن خمسة مواطنين أصيبوا بجراح من جراء عيارات نارية أطلقت عليهم؛ حيث تم نقلهم إلى "مستشفى أبو يوسف النجار" برفح، واصفا حالتهم بالحرجة جدا. ومن جهته أكد الناشط والنائب فى مجلس العموم البريطانى جورج جالاوي رئيس قافلة "شريان الحياة 3" أن قافلته، بعد 31 يوما، "استقبلت بفرحة غامرة وترحيب شديد كأنه بركان من الفرح والسعادة؛ لأن أهل غزة رأونا أمس ونحن نبذل الدم من أجلهم".وأكدوا أن الجندي المصري كان قريبا من المنطقة التي يوجد بها الشبان الفلسطينيون، والتي تعرضت لإطلاق نار من القوات المصرية في البناية، فأصيب الجندى المصرى.وأضاف الشهود أنه لدى اقتراب الشاب من الحدود قام جنود مصريون في بناية مرتفعة، تقع إلى الخلف من البرج؛ بإطلاق عدة أعيرة نارية تجاه المنطقة التي يوجد فيها الشاب؛ مما أدى إلى إصابته وإصابة الجندي المصري أيضا. وقال الشهود أن شابا فلسطينيا قد اقترب، في ظل حالة الغضب التي لفت بعض المشاركين في الاعتصام السلمي المندد ب "الجدار الفولاذي" والاعتداء على قافلة "شريان الحياة 3"، من الشريط الحدودي بالقرب من نقطة فيها ثكنة يوجد بها جندي مصري.