أعلن يوفال ديسكين رئيس جهاز مخابرات الداخلية الصهيوني (الشين بيت) أنه لا يستبعد أن يتعرض المسجد الأقصى المبارك لعملية تفجير أو إحراق، على حد قوله. ولم يحدد المسئول العسكري كيفية حدوث ذلك التفجير، وقال: إنه في حال حدوث عمل كبير كهذا أو هدم مساجد فإنه يمكن أن يشكل هذا سببًا قويًّا لاندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة. وأوضح ديسكين أمام لجنة الدفاع والشئون الخارجية في الكنيست أن "احتمالات قيام انتفاضة ثالثة عام 2010 ضعيفة"، وتابع مستدركًا: إلا أن وقوع أحداث خطرة مثل تعرض باحة المسجد الأقصى في القدس للهجوم أو إحراق مساجد قد يوتر الوضع ويؤدي إلى قيام تظاهرات. وفي سبتمبر 2000 أدت زيارة قام بها آرئيل شارون زعيم اليمين للكيان الصهيوني المتطرف إلى باحة المسجد الأقصى إلى قيام الانتفاضة الثانية استمرت أكثر من خمس سنوات وعرفت ب"انتفاضة الأقصى". من جانبه؛ أكد الشيخ عكرمة صبري خطيب الأقصى ورئيس الهيئة العليا في القدس أن وضع المسجد الأقصى أصبح خطيرًا جدًّا، في ظل استمرار أعمال الحفر وشبكة الأنفاق المنتشرة بكثافة تحت المسجد، وتكرار محاولات الاقتحام من قِبل جماعات صهيونية متطرفة أو من خلال عناصر الاحتلال؛ بحيث إذا حدث زلزال بقوة 5 "ريختر" قد يهدم المسجد بسبب أعمال الحفر تلك. وقال في مؤتمر صحفي باتحاد الأطباء العرب: إن الخطر يتزايد يومًا بعد يوم مع تزايد التشققات الحاصلة في جدران المسجد الأقصى، وفي عدد كبير من المباني من الجهة الغربية له، ومباني بلدة سلوان جنوب المسجد؛ وهو ما كشف عنه انهيار أرضي لأحد الفصول التعليمية في البلدة مؤخرًا، نتج عنه إصابة عدد من الطالبات. وأضاف أنه تمَّ عمل تفريغ متعمد أسفل الأقصى؛ بحيث أصبحت الأساسات عارية ومعلقة في الهواء، وأنه في حال- لا قدر الله- حدوث زلزال بقوة 5 "ريختر" سينهار المسجد الأقصى؛ مما سيفرض واقعًا جديدًا يسمح لليهود والصهاينة بالصلاة في باحات الأقصى المبارك. وشدد خطيب الأقصى على ضرورة تضافر الجهود العربية والإسلامية؛ من أجل الحفاظ على الأقصى المبارك، داعيًا الشعوب والحكومات العربية والإسلامية إلى التبرع لصندوق الأقصى. وكان محافظ القدس عدنان الحسيني قد حذَّر من تعرض المسجد الأقصى المبارك إلى عملية تغيير شاملة يقوم بها الاحتلال من أجل تزوير هويته العربية والإسلامية. وقال الحسيني خلال فعاليات يوم للقدس بعنوان "القدس خط أحمر": إن "المسجد الأقصى يتعرض لعملية تغيير شاملة تستهدف تزوير هويته العربية والإسلامية وتحويله لكنيس والتدخل في شئون إدارته، وهذا أمر خطير، ويترافق هذا مع منع المصلين المسلمين من دخوله إلا بأعداد محددة وأعمار معينة والسماح للجماعات اليهودية بتدنيسه". وأضاف: إن "أخطر ما تعانيه القدس الآن تدخل الصهاينة بشكل مباشر في إدارة المسجد الأقصى ومنع ترميمه وإقامة الأنفاق أسفله" موضحًا أن كل ذلك يندرج في إطار مساعي الكيان الصهيوني لتحويل الحرم القدسي إلى كنيس يهودي. وأوضح الحسيني أن "عنوان السياسة الصهيونية الحالية هو تنفيذ معركة محتدمة من خلال الاستيطان ومعركة أخرى تتمثل بالديموغرافيا وتفريغ المدينة من سكانها الأصليين لإحلال المستوطنين مكانهم". وحذَّر محافظ القدس من أن استراتيجية الكيان الصهيوني هي إقامة دولة على أرض فلسطين التاريخية فارغة من العرب ثم تنطلق بعد ذلك للعالمين العربي والإسلامي، وأن الاستيطان بدأ ينتشر داخل حدود القدسالشرقية وفي الأماكن التي تبنى فيها بيوت الفلسطينيين.