أبدى مسؤولون عسكريون صهاينة قلقاً بالغاً من قدرة "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة على أطراف قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل وجرح العديد من جنود جيش الاحتلال. ويرى المسئولون أن الجيش (الصهيوني) "سيدفع الثمن باهظا في حال تنفيذ تهديداته بشن عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة، حيث سيواجه مقاومة غير مسبوقة من مقاتلي حركة حماس المدربين والمجهزين جيداً". ويجسد حجم الخسائر الصهيونية المرتفع نسبياً خلال عمليات التوغل الأخيرة في قطاع غزة، حيث قتل ثلاثة جنود وأصيب العشرات بجروح، واقعا يعكس وجود تكتيكات وأسلحة جديدة لدى مجاهيد المقاومة الفلسطينية. ويرى خبراء عسكريون صهاينة أن جيش الاحتلال سيواجه قذائف صاروخية مضادة للدبابات وألغاماً ومقاتلين مستعدين ومنتشرين في خنادق ومواقع محصنة، غير أن العملية العسكرية الواسعة تبدو حتمية بعد أن فشلت العمليات البرية والجوية خلال الأشهر الأخيرة في وضع حد لإطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948، حسب رأيهم. وحذر وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك الثلاثاء الماضي، من أن "كل يوم يمر يقربنا من عملية واسعة في غزة"، إلا أن رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت، الذي يقود حاليا مفاوضات مكثفة مع رئيس السلطة محمود عباس تمهيداً لعقد مؤتمر دولي في الولاياتالمتحدة الشهر الجاري، يرفض حتى الساعة إعطاء الضوء الأخضر للعملية العسكرية. وقال الجنرال الاحتياطي جاكوب اميدرور: "من وجهة نظر عسكرية، كل دقيقة تمر إضاعة للوقت، إلا أن هناك اعتبارات سياسية بينها اقتراب موعد الاجتماع الدولي في أنابوليس، أرجأت العملية". ويرى متابعون بأن أولمرت قد يكون متردداً أيضاً بسبب حجم الخسائر التي يمكن أن تنتج عن العملية، في وقت تأثرت شعبية رئيس الوزراء بشكل كبير بحرب تموز (يوليو) 2006 مع "حزب الله"، الذي حقق انتصاراً على جيش الاحتلال. ويعتبر مسؤولون أمنيون صهاينة رفيعي المستوى، أن حركة "حماس" التي سيطرت على قطاع غزة في شهر (حزيران) يونيو الماضي، "باتت تملك قوة عسكرية وأطناناً من الأسلحة، وأنها عززت دفاعاتها استعداداً لعملية صهيونية محتملة قد تتمثل في هجوم بالدبابات وغارات جوية". وقال قائد جهاز الأمن الداخلي الصهيوني (شين بيت) يوفال ديسكين الاثنين إن "حماس تحفر خنادق وتبني تحصينات وزرعوا ألغاما في كل مكان"، كما أنشأت حماس مراكز لتصنيع الأسلحة مستخدمة سبعين طناً من المتفجرات تم تهريبها عبر مصر، كما يقول ديسكين. إلا أن جاكوب اميدرور الجنرال الاحتياطي، يرى أن العملية المقبلة قد تكون أكثر دموية بكثير بالنسبة للجانبين، ويقول الجنرال الاحتياطي: "على الجيش أن يستخدم قوة أكبر، سيدفع سكان غزة الثمن، لأن الكيان الصهيوني يستعد لحرب ضد قوة تتمتع بأسلحة متطورة وتنتشر في مواقع محصنة"، على حد قوله.