دعا رئيس الوزراء الفلسطينيإسماعيل هنية حركة "فتح" إلى التوقيع على ورقة المصالحة الفلسطينية فى الأراضى المصرية، وفق ترتيباتٍ جديدةٍ يتم التوافق عليها بين حركتَيْ "حماس" و"فتح". وقال هنية في خطابٍ له خلال مهرجانٍ نظمه "المجلس التشريعي الفلسطيني" بغزة، في الذكرى السنوية الأولى لقصفمقرِّه، بمركز رشاد الشوا السبت (2-1): "تعالوا نتفق ونوقع على ورقة المصالحة فيإطار ترتيباتٍ معينةٍ وجديدةٍ في قلب جمهورية مصر لا في أية عاصمة أخرى"، مضيفًا أن "تطوُّرات الأوضاع وتصلُّب المواقف الصهيونية وتهويد القدس، ووقف المفاوضات تسمحباستدراك المواقف والوقوف مع الذات". وشدد هنية على ضرورة وجود إرادةٍسياسيةٍ حقيقيةٍ لدى حركة "فتح" للمصالحة الوطنية "لا تلاعب بالألفاظ، وأن تقولوا: إننا وقعنا على ورقة المصالحة المصرية وتعالوا وقعوا أنتم"، مشيرًا إلى أن هذاالإرادة تتطلب تقارب سياسي يتجاوز الحساسيات والفرعيات. وتابع: "تتطلب هذه الإرادة الجمعبين العمل السياسي الملتزم والمقاومة والعودة إلى نظامٍ وعملٍ ديمقراطيٍّ يحترمالآخر، وإحداث اختراق في ملف المنظمة، وتشكيل حكومة توافق وطني، وتحصين الساحة منالتدخلات الخارجية وتحسين خطة الصمود الوطني". نفى ونفى هنية الاتهامات التيوجَّهها مؤخرًا رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس إلى حكومته وإلى حركة "حماس" في قطاع غزة بأنها قدَّمت عرضًا لتأجيل الانتخابات عشر سنوات، وأنها تريدالتوقيع على ورقة المصالحة في دمشق، وأن حكومته تلاحق المقاومين، وأن قيادة "حماس" هربت إلى سيناء خلال الحرب الأخيرة على غزة، واصفًا هذه الاتهاماتب"الأعاجيب". وأكد أن هذه التصريحات تدل على أن "هؤلاء لا يزالون يتحرَّكون بالدسائس لتمزيق الوحدة التي ننشدها؛ فأمثال هؤلاءلا يعبِّرون عن أصالة شعبنا؛ فهم يدعون إلى الهزيمة والاستسلام، ويحرِّضون الآخرينويتمنون عليهم إدامة الحصار، ويسارعون في تأييد "الجدار الفولاذي"؛ بما في ذلكإغلاق المعابر ويشرِّعون القتل". وأضاف: "كل هذه الممارسات تزامنت وترافقت مع سياسات العدو من حصار وحرب وعدوان وتضييق واعتقال الوزراء والنواب، وهذاأخطر ما يسجله التاريخ على حركة تحرُّر: أن تتحوَّل إلى سوطٍ في يد الاحتلال ويدٍيُلعَب بها". وتساءل: "مَن مِن حركات التحرُّرالوطني في عالمنا سلكت هذا الطريق وخلعت ثوب العفة الوطنية فوصفت المقاومةب"العبثية" وحاكمت كافة الرموز الوطنية؟!". وشدد على أنه "ليس هناك فرصةتاريخية ثمينة كانت قائمة أمام حركة "فتح" كفرصة مشاركة "حماس" إياها في النظامالسياسي وفي (منظمة التحرير)"، مستدركًا: "لكنهم أضاعوا هذه الفرصة، ولا نتوقع ولانقبل أن تعود فترة الاستبداد أو التفرُّد بالقرار أو بالاتفاقيات". تحذير وحذر هنية مما سمَّاه "دفعشريحةٍ من أنصار الشرعية الانتخابية والسياسية وشرعية "المجلس التشريعي" في الضفةتحت وطأة الممارسات القمعية، إلى ردود أفعالٍ تخرج عن نطاق التحكُّم"، مشددًا علىأن "القوة لا تقتل فكرة أو منهجًا؛ فالرجال الذين باعوا أنفسهم لله وعاهدوا الله أنيكملوا الطريق سيواصلون مشوارهم". تهنئة وهنأ رئيس حكومة غزة حركة "فتح" بذكرى انطلاقتها التي صادفت أمس، مضيفًا "فليبادر العقلاء في "فتح" -وهم كُثُرٌ- قبل أن تغرق السفينة.. نريد مصالحة حقيقية وحكومة فلسطينية بشروط فلسطينية، ومؤسسةأمنية أمينة، وميثاقًا لحفظ الحقوق والتمسك بالثوابت".