أثارت صفقات السلاح والاتفاقيات التي أجراها عبد الفتاح السيسي، قبيل سفره وزيارته لعدد من الدول الغربية خلال عامه الأول في السلطة، تساؤلات واسعة حول أسباب ودوافع تلك الصفقات، وهل الغرض منها العمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية في البلاد، أم أن الغرض منها محاولة شراء شرعية دولية عن طريق الظهور والحضور في مؤتمرات وقمم رسمية مع قادة ورؤساء العالم؟، حسب وراء الأحداث. واعتبر نشطاء ومغردون عبر مواقع التواصل الاجتماعي "أن الدليل على أن السيسي يشتري شرعيته الدولية بتلك الصفقات، هو أن أغلبها صفقات عسكرية تقتصر على شراء السلاح والأدوات العسكرية التي عفى عليها الزمن لدى الدول الغربية". وبحسب خبراء عسكريين، فإن أغلب الصفقات العسكرية التي عقدتها مصر مع "روسياوفرنسا" هي صفقات لأسلحة عفا عليها الزمن، حيث إن مصر على سبيل المثال في صفقة الطائرات الفرنسية لم تشتر سوى طائرات "الرافال" ذات القدرات المحدودة ومن الجيل الرابع، بينما تل أبيب على سبيل المثال حصلت منها على مقاتلات الجيل الخامس. مصر وطائرات "الرافال" الفرنسية" وعبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قال المدون والناشط السياسي المعروف أحمد عبد الحميد: السيسي يحرص على دفع ثمن لقاءاته برؤساء الدول الكبرى، وظهر ذلك جليا قبيل لقائه بقادة ألمانياوروسياوفرنسا. وتابع عبد الحميد قائلا: "فرنسا على سبيل المثال عقد السيسي معها صفقة أسلحة بقيمة 5.2 مليار يورو (أي ما يزيد عن 45 مليار جنيه مصري).حسب موقع وراء الأحداث وكان موقع "إستراتيجي بيج" الأمريكي- المتخصص في الشئون العسكرية والحروب– قد أكد في تقرير سابق أن مصر أنقذت الطائرات المقاتلة الفرنسية "داسو رافال" من البوار، مشيرا إلى أن عدة دول أبدت اهتمامها بالطائرة منذ الكشف عنها في ديسمبر 2000، لكن لم توقع أي صفقة لبيعها حتى عام 2015، حين وقع أول عقد تصديري مع مصر لبيع 24 مقاتلة رافال، والآن تتخذ بعض الدول مثل الهند نظرة فاحصة على الطائرة لشرائها. كما أكد خبراء عسكريون أن فرنسا كانت تكافح لسنوات طويلة بحثا عن مشترٍ لهذه الطائرة الباهظة الثمن التي تعمل بتقنيات معقدة، تنفست الصعداء أخيرا حينما أتمت هذه الصفقة الضخمة مع مصر، لتكون أول دولة تشترى طائرات "رافال" بعد سنوات من الخدمة داخل الجيش الفرنسي فقط. وكان السيسي قد قام بزيارة إلى "فرنسا" نهاية العام الماضي، بعد أن سبق الزيارة بالإعلان عن صفقة "الرافال" الفرنسية. السيسي يشتري علاقاته الروسية وفى وقت سابق، أكدت وسائل إعلام مصرية إتمام سلسة من الصفقات العسكرية بين القاهرةوموسكو، عبارة عن تقديم عرض شراء أسلحة روسية متطورة إلى مصر يتضمن أنظمة دفاعية ومروحيات، تصل قيمتها إلى ملياري دولار. وتضم الصفقة الروسية- بحسب الإعلام المصري- طائرات «مج 35»، و«مج 29 إم»، و«سو 30 كا» أحدث إصدارت «سوخوي Mi-35M»، إضافة إلى أنظمة صواريخ مضادة للطائرات طراز S-300VM، وتور 2ME، فضلا عن الصواريخ المضادة للسفن الساحلية «النقالة باستيون»، بجانب الصواريخ المضادة للدبابات «كورنيت» ومروحيات نقل الجنود من طراز Mi-17. وتعد روسيا من أكثر الدول التي زارها السيسي بعد توليه السلطة ، ويحاول دائما الحديث عنها كحليف إستراتيجي بالنسبة لها رغم خلاف روسيا الواضح مع الدول الخليجية الداعمة الكبرى للسيسي. وبحسب الكاتب "أحمد عبد الحميد، فإن من ضمن صفقات الاعتراف بشرعية السيسي في "موسكو" هو قيام السيسي بتسهيل وصول السلاح أو النفط لنظام بشار الأسد في سوريا عن طريق السويس، إلى جانب العمل كوسيط لبيع السلاح الروسي بليبيا. وفي السياق السابق، أثارت الصفقة التي وقعها مسئولون مصريون وألمان خلال زيارة السيسي لألمانيا مع شركة "سيمنس" الألمانية التي تعمل في مجال الطاقة بمبلغ 9 مليارات دولار، جدلا واسعا حول أسباب وتوقيت الصفقة، خاصة وأنها تعد أكبر صفقات الشركة على الإطلاق. وقد وقعت شركة "سيمنس" أكبر طلبية لها على الإطلاق بقيمة 8 مليارات يورو حول الغاز الطبيعي وتوليد الطاقة من الرياح، مؤكدة أنها ستزيد إنتاج الكهرباء بنسبة 50.% هل يملك السيسي كل تلك الأموال؟ وطرح الكاتب والمدون أحمد عبدالحميد تساؤلا حول الأرقام المعلنة في صفقات السيسي الخارجية قائلا: "هل يملك السيسي كل تلك الأموال؟" وتابع الكاتب قائلا "السيسي نفسه: لا، ولكن "مصر" تملك أن "تقترض" لأجل كل ذلك". وأوضح عبد الحميد أن السيسي يعتمد في تلك الصفقات على الاقتراض، وأنه سيتم أو ربما تم فعلا اقتراض أموال محطات الكهرباء الألمانية من الدول الخليجية ما بين مارس ومايو. وتابع الكاتب قائلا: "وبذلك يصبح ثمن فاتورة الكهرباء وربحها الذي ستدفعه للمحصل شهريا كله موجه للخليج (لا لتنمية مصر)، بينما يتبقى لمصر "الدين". (يعني أنت وأولادك تعملون، ثم مالك يذهب لغيرك، ولا يزال عليك دين لتقوم بسداده). واختمم الكاتب تدوينته قائلا: يعني السيسي: 1. انقلب على حكم ديمقراطي 2. قام باقتراض أموال باسم مصر والهدف وضوحا: شراء شرعية شخصية له. 3. الشعب المصري الآن "مديون" بما قام السيد السيسي باقتراضه 4. أرباح أعظم المشاريع التي قد تتم، لن ينال الشعب المصري من خيرها شيئا.