استمرت المؤتمر الأسبوعي لحزب العمل بالجامع الأزهر عقب صلاة الجمعة للتفاعل مع قضايا الأمة, والتضامن مع المقاومة الإسلامية في كل مكان من أرض المسلمين ورد الهجمات عن ثوابت الأمة ومبادئها, وقد نظم الحزب مؤتمره هذا الأسبوع وسط حضور جماهيري كبير, وتواجد مكثف لأفراد ومخبري أمن الدولة بشكل غير مسبوق، للرد على افتراءات ما يسمى بوزير الثقافة وللمطالبة بإقالته كمطلب شعبي للجماهير التي تعتز بإسلامها. وتحدث في المؤتمر المهندس عمر عزام عضو المكتب السياسي وأمين بالقاهرة بالحزب, حيث أكد أن الإسلام يتعرض لهجمات متتالية بغرض اجتثاثه من صدور أبنائه عبر التشكيك في ثوابته والنيل من فرائضه, وهذا هو ما نشهده مؤخرًا من هجمات قذرة على حجاب المرأة المسلمة ممن يدعون العلم والثقافة وعلى رأسهم وزير "السخافة" فاروق حسني الذي استخف بكل وقاحة بأمر معلوم من الدين بالضرورة وليس عجيبًا هذا الموقف منه وهو الوزير صاحب المواقف المخجلة والذي يهاجم الفضيلة والعفة منذ توليه مقعد الوزارة. الفرض والواجب وأضاف: ولكن ما يدعو للأسى بالفعل هو ترديد بعض المتفلسفين ممن ينتمون للإسلام ويسمون "تجاوزًا" علماء بأن الحجاب واجب وليس فرضًا وكأنهم بذلك يسوغون لحسني وأمثاله هجومهم على الحجاب, ولا يعرفون أن معظم الفقهاء قد جعلوا الواجب والفرض في مرتبة واحدة!! وأشار عزام إلى الآية الكريمة: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين" (الأحزاب 59) كما أشار إلى الآية التي تحذر المرأة صراحة من إبداء زينتها للعامة وتختم بأمر من الله بصيغة التحذير الشديد بالتوبة والرجوع إلى الله حيث يقول الله عز وجل "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن، ويحفظن فروجهن، ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها، وليضربن بخُمُرهن على جيوبهن، ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن وآباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء، ولا يضربن بأرجلهن ليُعلم ما يخفين من زينتهن، وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون" (النور 42: 43), وأوضح أن هذا التحذير الإلهي يجب أن يكون رادعًا لمسئولينا وحكامنا الذين يهاجمون الحجاب ويصفونه بالتخلف والرجعية. مصر إسلامية رغم أنوفكم وشدد عزام على أن مصر دولة إسلامية, وستبقى كذلك رغم أنف أي حاكم أو رئيس أو مسئول, والشعب المصري بطبيعته شعب متدين, محذرًا النظام من استمرار السكوت على مثل هذه التجاوزات ضد الدين والأخلاق - والتي بدأت نذرها بالتحرش الجنسي بالفتيات علنًا في الشوارع في سابقة جديدة تنبئ بالخطر- فالشعب بطبيعته وليس بتحريض من أحد لن يصمت طويلاً على هذا الأمر. وتساءل عزام عن الولاء والانتماء لهؤلاء الحكام والمسئولين, هل هو لله ولرسوله ولكتابه وللمسلمين, أم للشيطان وحزبه وأعداء الأمة من اليهود والنصارى, مؤكدًا أنه إذا كان ولاؤهم لغير الله, فإنهم بذلك يدخلون في زمرة المشركين والكافرين, وفي تلك الحالة يتوجب عليهم التنازل عن مناصبهم وكراسيهم التي لم تعد من حقهم أصلاً. أمريكا تنهار ثم تطرق عزام إلى أوضاع الأمة المختلفة حيث أشار إلى أن اللقاءات الأخيرة التي أجراها المندوب الأمريكي مع "العاهل" الأردني ورئيس الحكومة العراقية العميلة, إنما تستهدف بالدرجة الأولى إيجاد مخرج مناسب لأمريكا من الفخ العراقي الذي يتزايد في الاتساع يومًا بعد الآخر حتى كاد أن يبتلع أمريكا وجيشها نهائيًا بعد ما قضى على هيبتها وقوتها المزعومة في العالم كما فعل حزب الله مع الكيان الصهيوني. وأكد على أن الأوضاع الآن في العراق وأفغانستان تنبئ بقرب سقوط الإمبراطورية الأمريكية التي قامت على القتل وسفك الدماء والبعد عن الأخلاق والقيم, وذلك كما انهارت إمبراطورية بريطانيا بعد هزائمها المتوالية في مصر والعالم العربي وكان أبرزها هزيمتهم في حرب السويس على يد المقاومة الشعبية المصرية الباسلة, وهنا اشتدت هتافات المصلين " الله أكبر والعزة للإسلام", "المقاومة الإسلامية هي طريقنا للحرية". وشدد عزام في ختام كلمته على أننا يجب أن نقف صفًا واحدًا ضد مخططات أعدائنا, مؤكدًا على القول المأثور (إنما النصر صبر ساعة), وطالب الجماهير بأن يستمروا في وقفاتهم المباركة ضد أركان الظلم والفساد حتى يأذن الله بنصره وهو قريب بإذن الله.