كشفت مصادر صحفية بريطانية قيام حكومة توني بلير باغتيال العالم ديفيد كيلي الذي أكد كذب أدلة حكومة توني بلير عن تسليح العراق قبل العدوان عليه واحتلاله عام 2003. وقالت صحيفة الصنداي تلغراف البريطانية إن أطباء بريطانيين بارزين شككوا في انتحار العالم البريطاني ديفيد كيلي، وبدؤوا بإجراءات قضائية لفتح تحقيق جديد في ظروف وفاة كيلي الذي مات بعد عدة أيام فقط من الكشف عن كونه مصدر قصة بثتها الهيئة العامة للإذاعة البريطانية بي بي سي، أكدت من خلالها أن الحكومة البريطانية السابقة ضخمت الأدلة عن تسليح العراق لتسوغ غزوها واحتلاله. وأوضحت الصحيفة في عددها الصادر اليوم أن الأطباء الستة مقتنعون بأن كيلي -وهو مفتش أسلحة سابق في الفريق التابع للأمم المتحدة- لم ينتحر، وأن الرواية الرسمية غير صحيحة، مشيرة إلى أن جثة كيلي عثر عليها في غابة بالقرب من منزله وهناك جرح على رسغه وآثار مضادات للألم في دمه. وأكدت الصحيفة أن الأطباء الستة أعدوا ملفاً من 13 صفحة يشكل القاعدة الأساسية للإجراء القضائي الذي يؤكدون فيه أنه من غير المنطقي أن يكون الجرح في الرسغ هو السبب في موت كيلي، مطالبين أيضاً بالاطلاع على تقرير تشريح الجثة. وبينت الصحيفة أن كشف الاطباء لهذا التحرك يشكل إحراجاً كبيراً للحكومة ولا سيما أنه يأتي بعد أسبوعين فقط من بدء تحقيق تشيلكوت في دور بريطانيا في غزو العراق، هذا فضلا عن تداعيات هذا الغزو. وأشارت الصحيفة إلى أن كيلي كان واحداً من مجموعة معدودة من الأشخاص الذين اطلعوا على ملف الحكومة البريطانية عن أسلحة العراق قبل نشره، ومن ضمن هذه الادعاءات أن النظام العراقي السابق يمتلك أسلحة دمار شامل، وان بمقدوره ضرب بريطانيا خلال 45 دقيقة، وهو إدعاء استند إليه توني بلير كتبرير أساسي لغزو العراق. وقالت الصحيفة إن الحكومة البريطانية غضبت عندما اتضح أن كيلي كان مصدر معلومات تقرير بي بي سي، فاستدعته للمثول أمام لجنة برلمانية للإدلاء بشهادته تحت الأضواء الساطعة لوسائل الإعلام، ثم اقتادته بعدها دوائر الاستخبارات البريطانية الى مكان سري. وأضافت الصحيفة أنه جرى العثور على رسالة غير مفتوحة على مكتب كيلي تتضمن تهديداً بطرده من عمله في حال تحدث بشكل علني أو أدلى بأية معلومات عن عمله لوسائل الاعلام، مشيرة إلى أن المصادر الحكومية تنفي الاتهامات بأن كيلي قد قتل، وترى أن لا داعي لإجراء تحقيق جديد في هذه الحادثة. الجدير بالذكر أن كيلي تعرض قبل وفاته لضغوطات كبيرة بعد الكشف عن تزويده هيئة الإذاعة البريطانية بمعلومات سرية عن غزو العراق، وقال قبيل وفاته إنه لن يستغرب أن يجري العثور على جثته في غابة؟!!.