أكد مجاهدو حركة "طالبان" أن إعلان رئيس الاحتلال الأميركي باراك أوباما عن سحب جنوده من أفغانستان بحلول يوليو عام 2011 ليس إلا خداع وتخدير لمشاعر الشعب الأميركي الرافض لاستمرار خسائر الاحتلال المتوالية. وذكرت وكالة الأنباء الاسبانية "EFE" نقلا عن تصريح رسمي نشرته "طالبان" ان الحركة تشكك في انسحاب قوات الاحتلال الدولية التى تقودها واشنطن من أفغانستان وتعلن عن مضاعفتها للهجمات على جنود الاحتلال الأميركيين ردا على عدوانية أوباما. وأشارت حركة "طالبان" إلى أن إرسال جنود احتلال جدد إلى أفغانستان سيؤدي إلى إضعاف الاقتصاد الأميركي. بدوره، قال قيادي في طالبان في تصريحات ل بي بي سي إن الحركة مستعدة لمواجهة أي زيادة في عدد قوات الاحتلال الأميركية، وأشار القيادي إلى أن إعلان إرسال تعزيزات إضافي يعني أن المزيد من جنود الاحتلال الأميركيين سيلقون حتفهم. إلى ذلك، رافع روبرت غيتس عن إستراتيجية البيت الأبيض الجديدة في أفغانستان، وأكد أمام لجنة الدفاع لمجلس الشيوخ على ضرورة محاربة "طالبان" في أفغانستان في خطوة لإلحاق هزيمة حاسمة بتنظيم "القاعدة". وزعم غيتس إن الولاياتالمتحدة تسعى من خلال سياساتها في أفغانستانوباكستان ل"تفكيك شبكات طالبان في كلا البلدين واستئصال جذورها، وذلك للحؤول دون عودة تنظيم أسامة بن لادن إلى البلدين". وبرر وزير الدفاع الأميركي خيار إدارة واشنطن بقوله إن تحقيق مثل هذه الأهداف يتطلب من الحلفاء المزيد من الدعم العسكري للتوصل إلى استقرار الأوضاع في أفغانستان. وحذّر غيتس من أي فشل في سياسة الولاياتالمتحدة وحلفائها، معتبرا أن هذا الاحتمال "قد يؤدي إلى سيطرة طالبان على جزء كبير من البلاد، وجرها في حرب أهلية". هذا وانشغلت الإدارة الأميركية في بذل جهود لطمأنة حليفتها باكستان التي تخشى ان تشهد تدفق مجاهدين جدد بعد الإعلان عن إرسال تعزيزات أميركية للاحتلال الدولي في أفغانستان. أوباما: نتعرض لهجوم شرس وأعلن أوباما في خطاب أمام طلاب أكاديمية ويست بوينت العسكرية عن يوليو 2011 كموعد لبدء سحب قوات الاحتلال الأمريكية من البلد المحتل منذ أكتوبر 2001 عقب أحداث 11 سبتمبر من العام نفسه. وأضاف في خطابه أن الهدف من الزيادة الجديدة في قوات الاحتلال وقوامها 30 ألف جندي هو "مكافحة حركة طالبان وتأمين المراكز السكانية الرئيسية، وتدريب قوات أمن أفغانية كافية تتولى مسئولية الأمن في البلاد". وأكد أوباما في خطابه على أن الأمريكيين قد تعرضوا لهجوم شرس من أفغانستان، و"يظلون مستهدفين من قبل نفس المتطرفين الذين يضعون الخطط من مواقعهم على حدودها"، في إشارة إلى تمركز عناصر حركة طالبان وتنظيم القاعدة في مناطق القبائل الممتدة إلى داخل باكستان المجاورة. خطة أوباما تشعل باكستان من جهة ثانية اعتبر خبراء أمنيون باكستانيون أن قوات الاحتلال التي أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن إرسالها إلى أفغانستان بحلول صيف 2010 وقوامها 30 ألف جندي إضافي، ستزيد الضغط على حركة طالبان، مما يدفع الكثير من أتباع الحركة إلى عبور الحدود إلى باكستان، الأمر الذي قد يمثل تحديا للجيش الباكستاني. وقال الخبير الأمني الباكستاني د.حسن عسكري فاطمي : "مع وصول القوات الإضافية لأفغانستان، ستزيد عمليات التسلل عبر الحدود إلى باكستان". وأضاف: "أعداد كبيرة من طالبان بجانب لاجئين سيعبرون إلى باكستان، وخاصة مناطق القبائل، وذلك إذا ارتفعت وتيرة العمليات ضد حركة طالبان في جنوب وشمال شرق البلاد". ورأى د. فاطمي أن عبور أعداد من طالبان سيضر بأمن إسلام آباد، وقال: "ستشكل هذه التحركات عبئا إضافيا على باكستان التي تخوض حاليا حربا ضد مسلحين ببلادها". من جهته توقع رحيم الله يوسف زاي، الخبير في الشئون الباكستانية حدوث عمليات تسلل إلى باكستان بعد نقل جنود الاحتلال الأمريكيين إلى أفغانستان والمرجح نشرهم في معاقل حركة طالبان بهلمند وقندهار وأوروزغان وزابول ونيمروز. لكنه أوضح أن المتسللين سيكونون بأعداد قليلة، قائلا: "العديد من العمليات الكبرى أجريت بالفعل في أفغانستان، ولكن حركة طالبان لم تعبر للمناطق الباكستانية، فلديهم مناطق لا تعد ولا تحصى يمكنهم الاختباء بها" في أفغانستان. وكانت حركة طالبان قد توعدت بتكثيف عملياتها لمواجهة تعزيزات قوات الاحتلال التي أعلن الرئيس الأمريكي عنها، وقال قاري يوسف أحمدي الناطق باسم حركة طالبان أمس: "لقد أعلن الرئيس الأمريكي إستراتيجيته الجديدة والمعيبة في أفغانستان، لكن آماله في السيطرة العسكرية على بلدنا لن تتحقق". وأضاف أحمدي في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية عبر الهاتف أن "كل ما سيعززه الجنود ال30 ألفا الإضافيون الذين قرر إرسالهم هو المقاومة".