أعلن ضابط أمريكي رفيع المستوى أنّ الولاياتالمتحدة تقوم حالياً بتكوين قوات تابعة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وتأهيلها، متحدثاً عن واشنطن تريد أن تعزِّز مكانة ما وصفها ب"القوى المعتدلة" مقابل حركة المقاومة الإسلامية "حماس". فقد أكد اللفتنانت جنرال كيث دايتون، وهو المنسق الأمني الأمريكي بين الكيان الصهيوني ورئاسة السلطة الفلسطينية، أنّ الولاياتالمتحدة تقوم ببناء قوات عباس. وقال دايتون "نحن مشاركون في بناء الحرس الرئاسي وتعليمه ومساعدته على بناء نفسه بتقديم الافكار لهم". ورغم أنّ الجنرال الأمريكي الذي تولى منصبه هذا في مارس الماضي، حاول نفي الاتهامات الموجهة إلى واشنطن بأنها تقوم بدعم قوات محمود عباس لتوظيفها ضد حركة "حماس"؛ فإنه لم يتردد بالقول زاعماً إنّ "حماس تتلقى المال والسلاح من ايران وربما سورية ويتعين أن نتاكد من أنّ القوى المعتدلة لن تمحى"، في إشارة ضمنية إلى رئاسة السلطة وحركة فتح اللتين تصفهما إدارة بوش بالاعتدال. وفي تصريحاته التي جاءت في سياق مقابلة هي الأولى من نوعها له، ونشرتها يوم الجمعة (24/11) صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية؛ أكد دايتون أنّ إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش تؤيد السماح بدخول ألف عنصر من "قوات بدر" إلى الأراضي الفلسطينية لدعم قوات محمود عباس، وقال إنّ "هذا القرار يتعيّن أن تتخذه حكومات الاردن و(إسرائيل) والفلسطينيين. لكنّ الفكرة هي فكرة منطقية على الصعيدين العسكري والسياسي". ولفت دايتون الانتباه إلى أنّ جانباً من جهده في تأهيل قوات عباس يتركز على المعابر الحدودية بين قطاع غزة وكل من مصر والأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948، وهو ما تعوٍِّل عليه واشنطن بدعم عباس سياسياً بالنظر إلى عائدات الضرائب التي تُحصّل من خلال المعابر. ويلقى أداء دايتون تأييداً من الإدارة الأمريكية التي عبّرت عن "إعجابها" صراحة برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وقد تجلى هذا التأييد في قرار تمديد مهمة هذا الضابط الأمريكي البارز لمدة سنة إضافية.