لا زالت الصواريخ التي تطلقها فصائل المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الشغل الشاغل للصحافة الصهيونية والمحللين العسكريين، حيث يتجلى يوما بعد الآخر حجم الإرباك والمتاهات التي يعيشها الكيان الصهيوني بمختلف مستوياته الشعبية والسياسية والعسكرية بسبب صواريخ القسام التي لم تنجح كل العمليات الحربية والتكنولوجيا الصهيونية المتقدمة في وقفها. ويؤكد الخبير العسكري زئيف شيف، أحد قادة جهاز الاستخبارات الصهيوني سابقاً، أن الكيان ضيّع "سنوات عديدة في مداولات عقيمة عن حل تكنولوجي لمشكلة صواريخ القسام التي تطلق على سديروت والنقب الغربي"، موضحاً أنه كان من الأفضل ألا توهم الحكومة المستعمرين "بوعود عبثية". وأضاف شيف، الذي يرد على تصريحات وزير الحرب الصهيوني عامير بيرتس التي تحدث فيها عن وجود تجارب على مضاد لهذه الصواريخ، قائلاً "حتى لو تحققت معجزة وتقرر الحل التكنولوجي المناسب؛ فإنّ الحديث يدور عن سنتين أو ثلاث سنوات إلى أن تظهر البوادر الأولية، فمشكلة القسام تميزت حتى الآن بالثرثرة والوعود الكلامية فقط". وتابع المحلل الصهيوني في تقريره لصحيفة "هآرتس" قائلاً "تشكلت لجان مختلفة، وحتى فريق متعدد الأذرع من الخبراء، وبُذرت الأموال دون أن يبدو حل جدي في الأفق، وفي مرحلة معينة تركز الجدال على مسألة هل ينبغي العمل لإنتاج مدفع ليزر غازي يسقط صواريخ الكاتيوشا والقسام، أم لإنتاج صواريخ مضادة للصواريخ والمقذوفات الصاروخية". وكشف شيف عن استثمارات صهيونية - أمريكية لتطوير مشروع "ناوتيلوس"، موضحاً أنه جرت بضع تجارب اعتراض للصواريخ، ولكن عملية التطوير أُوقفت، لأنّ الأمريكيين ادعوا "بأن أحد مندوبي الكيان الصهيوني في المشروع مشبوه بعمل للحصول على تكنولوجيات سرية ولهذا فقد طولب بالمغادرة". ويقر الخبير الصهيوني أنه "لا يبدو في الأفق حل تكنولوجي جدي، وحتى لو توفر حل كهذا في السنوات القريبة القادمة، فمن المشكوك جدا أن يكون الحديث يتعلق بحماية مناطق كبيرة"، منتهيا إلى القول بأن استنتاج الخبراء هو أنه ليس لدى الكيان الصهيوني اليوم "إمكانية للتصدي لصواريخ القسام والكاتيوشا بشكل كامل".