أثار قيام أجهزة أمن الانقلاب بإلقاء القبض على رئيس مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، عصام دربالة، أثناء وجوده بمحافظة قنا بجنوب مصر، صباح الأربعاء، تساؤلات واسعة حول أسباب إلقاء القبض على دربالة في هذا التوقيت على وجه التحديد، رغم وجوده في مصر منذ الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو 2013، دون أن تتعرض له الأجهزة الأمنية بشيء أو توجه له أية اتهامات. وبحسب مصادر صحفية، فإن إلقاء القبض على دربالة، ظهر اليوم، جاء عقب خروجه من الجمعية العمومية للجماعة الإسلامية، التي دعي إليها لمناقشة موقف "الجماعة" من البقاء من عدمه في التحالف الوطني لدعم الشرعية الرافض للانقلاب العسكري والداعم للرئيس محمد مرسي. وبحسب المصادر، فإن دربالة كان أحد الرافضين خلال اجتماع اليوم للانسحاب من تحالف دعم الشرعية, واعترض بشدة على اتخاذ مثل هذا القرار، بينما أيدت بعض القيادات الأخرى القرار بشدة، على رأسهم "عبود الزمر، وأسامة حافظ، وصلاح هاشم"؛ وذلك بهدف تجنب توجيه أجهزة الأمن ضربات أمنية جديدة لهم بعد اعتقال الشيخ "صفوت عبد الغني"، القيادي بالجماعة منذ عدة أشهر. وأكدت المصادر أن الجمعية العمومية للجماعة الإسلامية لم تنته إلى قرار معين خلال اجتماعها، ظهر اليوم، إلا أن دربالة اعتقلته قوات أمن قنا عقب خروجه من مكان الاجتماع، وهو ما يؤكد أن الأجهزة الأمنية كانت على علم بالاجتماع وبالتفاصيل التي دارت فيه. وأوضحت المصادر أنه عقب خروج دربالة من الاجتماع، استوقفت سيارة تابعة للأمن الوطني دربالة، ونزل منها ضابطان كشفا هويتهما، واصطحباه بعد مناقشات هو وسائقه ومرافقيه إلى مقر جهاز الأمن الوطني بقنا، وهناك جرت معه تحقيقات مكثفة. وبعدها تم ترحيل دربالة إلى مقر الأمن الوطني بالقاهرة؛ للتحقيق معه في الملفات الخاصة بالجماعة الإسلامية. ضغوط سياسية للانسحاب من التحالف في المقابل، أكد مراقبون وخبراء سياسيون وقيادات بالجماعة الإسلامية أن اعتقال دربالة جاء للضغط عليه لإقناعه بإعلان الانسحاب من التحالف الوطني لدعم الشرعية." وأوضحت المصادر أن الأجهزة الأمنية تسعى من خلال إعلان "الجماعة الإسلامية في مصر" انسحابها من التحالف الوطني لدعم الشرعية، الذي تعتقل قوات الأمن أغلب قياداته وتطارد الآخرين، هو هدف سياسي؛ لإظهار أن التحالف يتفتت بعد كثرة الانسحابات منه في الفترة الأخيرة. وفي هذا السياق، أكد أسامة رشدي، القيادي في الجماعة الإسلامية وتحالف دعم الشرعية، أن السبب في إلقاء السلطات المصرية القبض على الدكتور عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، هو رفض قيادات الجماعة وحزب البناء والتنمية، الانسحاب من التحالف الوطني لدعم الشرعية. وقال رشدي، في تصريح نُشر على صفحة حزب البناء والتنمية، اليوم الأربعاء: إن الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية يتعرضان لضغوط هائلة لإجبارهما على الانسحاب من التحالف". تصعيد غير مبرر من جانبه وصف طارق الزمر، رئيس حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، اعتقال عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، بأنه تصعيد خطير وغير مبرر من قبل الأجهزة الأمنية في مصر. وقال الزمر، في تغريدة له عبر موقع "تويتر" الأربعاء: إن "اعتقال الدكتور عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية تصعيد خطير، ليس له مبرر، ويدل على غياب العقل، وخاصة أنه من أهم دعاة السلمية". فيما اعتبر عبد الرحمن صقر، المتحدث السابق باسم جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، أن اعتقال عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، محاولة ضغط من النظام على الجماعة، لاختيار قيادة جديدة مستعدة للخروج من تحالف دعم الشرعية. ودربالة أحد أهم مؤسسي "الجماعة الإسلامية" في مصر، وقد شارك بقوة في تفعيل مبادرة وقف العنف في تسعينيات القرن الماضي، وهو يرأس مجلس شورى "الجماعة الإسلامية" الآن، ويحظى باحترام وتقدير داخل الوسط الإسلامي، كما أنه شقيق نائب رئيس محمكمة النقض المستشار ناجي دربالة، أحد رموز استقلال القضاء بمصر. الضغوط لن تثنينا عن الوقف بجوار الحق من جانبه استنكر عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، الشيخ محمد شوقي الإسلامبولي، القبض على دربالة، معتبرا أن ذلك لن يثني الجماعة عن ثوابتها، ومواصلة الوقوف مع الحق، وفق قوله. وقال الإسلامبولي، وهو الشقيق الأكبر لخالد الإسلامبولي، المتهم بقتل الرئيس الراحل أنور السادات، والذي يحاكم غيابيا حاليًا في قضية "العائدون من أفغانستان"، في تدوينة على "فيسبوك": "إن الأجهزة الأمنية تخطئ كثيرا إذا اعتقدت أن الجماعة تسير برجل واحد، أو أن ذلك سيثني عزيمة الرجال في مواصلة الوقوف مع الحق. وأعرب الإسلامبولي، المتواجد في تركيا، عن "أسفه لاستخدام الأمن الوطني بعض الإخوة ممن كنا نظن بهم خيرا، في إشارة إلى جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، في إلقاء التهم على الشيخ عصام دربالة، متهمين إياه بأنه السبب وراء بقاء الجماعة في التحالف. وأضاف: "بعض الإخوة أقدموا على ذلك من أجل عرض من الدنيا زائل، ولم يعلموا أنه انتهى داخل الجماعة عهد الرجل الواحد، والقيادي البارز، وأن الجماعة تدار بجميع رجالها، وأن الشيخ الكريم عصام دربالة ما هو إلا منفذ لسياسة الشورى". وتابع: "لن نخشى في الحق لومة لائم، لم ترهبنا يوما السياط ولا السجون ولا الإعدامات، قدمنا الشهداء تلو الشهداء دفاعا عن الحق، والدكتور دربالة هو منفذ، وملتزم بقرارات مجلس الشورى، وليس هو صانعها". الأمن: ألقينا القبض عليه لحظر نشاط التحالف وفي تبرير غير مقنع، بحسب مراقبين وسياسيين، قال مسئول مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية المصرية، إن الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط القيادي بالجماعة الإسلامية "محمد عصام الدين دربالة"، تنفيذا لقرار نيابة أمن الدولة العليا، في القضية رقم 473 لسنة 2014 حصر أمن دولة (تحالف دعم الشرعية). وأضاف أن الأجهزة الأمنية ضبطت دربالة خلال أحد الأمكنة المُعدة لضبطه بمحافظة قنا، وبتفتيش مسكنه بمدينة المنيا، عُثر على بعض الأوراق التنظيمية، وجار فحصها واتخاذ الإجراءات القانونية، والعرض على نيابة أمن الدولة العليا. وبحسب مراقبين، فإن اعتقال دربالة بعد عدة أشهر من حظر تحالف دعم الشرعية يؤكد أن اعتقاله لأغراض سياسية وليس كما أدعت الأجهزة الأمنية. ودربالة أحد أهم مؤسسي "الجماعة الإسلامية" في مصر، وقد شارك بقوة في تفعيل مبادرة وقف العنف في تسعينات القرن الماضي، وهو يرأس مجلس شورى "الجماعة الإسلامية" الآن، ويحظي باحترام وتقدير داخل الوسط الإسلامي، كما أنه شقيق نائب رئيس محمكمة النقض المستشار ناجي دربالة، أحد رموز استقلال القضاء بمصر.