كشفت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية عن وجود مقبرة إسلامية في أم الرشراش، المسماة صهيونياً "إيلات"، تحتوي على رفات أموات مسلمين وجماجم وعظام، بالإضافة إلى رفات أموات دفنوا بشكل جماعي، بعضهم في ملابسه العسكرية كما يبدو، وقد عُثر في ملابسهم على أجزاء من القرآن الكريم، وأسلحة بيضاء. وقد استصدرت "مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية" أمراً احترازياً شاملاً ومؤقتاً، من محكمة الصلح في أم الرشراش يمنع تنفيذ أي عمل في المقبرة الإسلامية. وأصدرت مؤسسة الأقصى بياناً مفصلاً حول تسلسل أحداث الكشف عن المقبرة الإسلامية في أم الرشراش، وجاء في البيان أنّ معلومات وصلت إلى رئيس مؤسسة الأقصى الشيخ علي أبو شيخة، تفيد بأنه تم العثور على رفات لعدة أموات مسلمين في موقع تقوم بلدية أم الرشراش الصهيونية، بعمليات حفر فيه، لتوسيع مقبرة يُدفن فيها اليهود والغرباء من غير اليهود، وعلى الفور توجه طاقم من "مؤسسة الأقصى" إلى هناك. وفي ساعات الصباح من يوم الجمعة الماضي (28/12) تواجد الطاقم في الموقع المحدد، ليكتشف وجود مقبرة إسلامية، فيها العديد من رفات الأموات والجماجم والهياكل العظمية. وتم العثور أيضاً داخل المقبرة الإسلامية، على مقبرة جماعية لأموات مسلمين، حيث وُجدت نسخة لأجزاء من القرآن الكريم في موقع الدفن لرفات أموات المسلمين، وبقايا لباس وأحذية، ويبدو أنه لباس عسكري. كما تم الكشف عن عظام كثيرة متناثرة في محيط المقبرة الإسلامية. وعلى الفور قام طاقم "مؤسسة الأقصى" بتوثيق ما وجد في المقبرة الإسلامية والمقبرة الجماعية بالصورة الفوتوغرافية والفيديو. وأوضحت المؤسسة أنه قد توفرت معلومات أولية لدى طاقمها أفادت أنّ بلدية الاحتلال في أم الرشراش تقوم بأعمال توسعة لمقبرة يُدفن فيها اليهود وقسيمة يدفن فيها غير اليهود، وأنّ أحد عمال المقاولة "المتعهد" خلال عمله بالجرافة، عثر على عظام ورفات أموات في المكان بالإضافة إلى سكين وشبرية. ورجحت مصادر في حينه أن يكون رفات الأموات عائداً إلى مسلمين، ورغم ذلك واصلت البلدية الحفر بشكل طبيعي. وواصل طاقم "مؤسسة الأقصى" معاينته لرفات الأموات وملابسهم وأحذيتهم، بعد أن تأكد أنّ سلطات الاحتلال تواصل نبش القبور الإسلامية وانتهاك حرمتها، وتبيّن أنّ الملابس والأحذية هي ملابس عسكرية، وأنّ هناك شكوكاً بأنه تم إعدام عدد من المسلمين في الموقع إما شنقاً أو رمياً بالرصاص، ومن ثم تمّ دفنهم بشكل جماعي. وما يؤشر إلى ذاك أنّ الرفات في المقبرة الجماعية موضوع بعضه فوق بعض بالملابس والحوائج الكاملة، دون معرفة ملابسات الحدث وهوية الأموات المسلمين. وطالبت "مؤسسة الأقصى" جميع الجهات العربية والمؤسسات الرسمية والشعبية في الدول العربية والإسلامية، بإيصال أي معلومة متوفرة لديها تفيد بالتعرف على ملابسات ما وُجد في المقبرة الإسلامية، وبضمنها المقبرة الجماعية من أموات مسلمين وهوياتهم والأحداث التي وقعت في الموقع نفسه أو القريبة منه، وسبب موتهم أو قتلهم ومن ثم دفنهم في هذا الموقع. من جهته؛ قال المحامي محمد سليمان؛ إنه "مع اكتشاف العظام ورفات الأموات والتوجه إلى القضاء استطعنا التأكيد، أنّ الحديث يدور حول مقبرة إسلامية مدفون فيها مسلمون، وبناء عليه تم استصدار أمر يمنع كل عمل في المقبرة ومحيطها، والقرار يعتبر مهماً جداً"، حسب تقديره. وأكد سليمان أنه "لولا سرعة تحرك مؤسسة الأقصى وجولاتها الميدانية في موقع المقبرة الإسلامية، لأخفت المؤسسة (سلطات الاحتلال الصهيونية) جميع الأدلة والبراهين التي تثبت وجود رفات أموات مسلمين في المقبرة الإسلامية"، وفق قوله.