اجتمعت مجموعة شخصيات مستقلة من علماء مسلمين ورجال دين مسيحيين ورجال أعمال وأكاديميين ومثقفين ورجال إصلاح وممثلي مؤسسات مجتمع مدني وقطاع خاص مع رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية عدة ساعات من أجل دعم جهود الحوار، والضغط باتجاه تحقيق المصالحة، بالإضافة إلى البحث في الواقع الحياتي والخدمي والمشكلات التي تواجه المواطن في قطاع الخدمات لتعزيز صمود المواطن. وأكد الدكتور ياسر الوادية ممثل الشخصيات المستقلة في المصالحة، في بيانٍ له أن اللقاء ناقش سبل إنجاح الحوار وما يخص التوقيع على الورقة المصرية. وبيَّن الوادية أن الجهود التي تبذلها الشخصيات المستقلة تأتي في إطار الحرص على الحفاظ على مشوار المصالحة، وضمان تحقيق نتائج إيجابية كفيلة بوقف مسلسل المعاناة الفلسطينية، بالإضافة إلى إعادة توجيه البوصلة في اتجاهها السليم من أجل الحفاظ على الثوابت والمصالح العليا للشعب الفلسطيني. ولفت الوادية إلى أن الشخصيات المستقلة أجرت سلسلة من اللقاءات في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات الفلسطيني مع الفصائل الفلسطينية والأطراف العربية الراعية لجهود المصالحة من أجل محاولة إنقاذ الوضع الحالي وإعادة الحياة إلى مركب الحوار الداخلي. من جهته أوضح الدكتور عبد العزيز الشقاقي، وهو شخصية مستقلة مشاركة في حوار القاهرة؛ أن الوضع الداخلي لم يعد يحتمل مزيدًا من التعقيد، وأضاف: "توجُّه الشخصيات المستقلة نحو الضغط على الأطراف الفلسطينية يأتي انطلاقًا من الحفاظ على المصلحة الوطنية، والحرص على عدم تفويت الفرصة المتاحة بعد جهود فلسطينية ومصرية مضنية من أجل تحقيق المصالحة". وتحدث الشقاقي عن أهمية تحريم الاعتقال السياسي وتجريمه من أجل تعزيز الأجواء الإيجابية التي تمهِّد لتوقيع اتفاق المصالحة الشامل. بدوره أشار الداعية الدكتور محمد ماضي إلى أن مثل هذه اللقاءات تأتى في إطار البحث عن القواسم المشتركة بين ألوان الطيف الداخلي الفلسطيني وتعزيزها من أجل إعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، وشدد ماضي على ضرورة إنهاء ملف إشكاليات مؤسَّسات المجتمع المدني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأهمية إعادة تصويب أوضاعها. من جانبه أكد ناصر الحلو -وهو شخصية مستقلة من رجال الأعمال- أن فئة رجال الأعمال تحتاج إلى تعزيزٍ عبر توفير مقوِّمات صمود للقطاع الخاص ودعمه من أجل النهوض بما تبقى من بنية اقتصادية في قطاع غزة، خصوصًا بعد الحرب الصهيونية التي دمَّرت البنية الصناعية والاقتصادية في غزة. من جهته شدد محمد الجدي -وهو من الأكاديميين- على أهمية المؤسَّسات التعليمية، وضرورة تجنيبها الصراعات الحزبية الضيقة التي قد تعمل على تدميرها، ووقف مشوارها التعليمي والأكاديمي، وهو ما يعرض مصلحة آلاف الطلبة للخطر بسبب المزاج الحزبي الضيق. من جانبه أشار أحمد أبو مرزوق -وهو من القطاع الخاص- إلى أهمية تعزيز الاقتصاد الفلسطيني ومساعدته على مواجهة الحصار، ومحاولة كسر ضغط الاحتلال من أجل التخفيف عن كاهل المواطن الذي يفقد مقوِّمات الحياة الأساسية تدريجيًّا بفعل الواقع الظالم الذي يتعارض مع كافة الأعراف والمواثيق الدولية.