أكدت مصادر سياسية مطلعة أن المرشح للتوريث نجل رئيس الجمهورية جمال مبارك، تلقى توصية من مستشاريه بطرح "رشوة" في إطار صفقة على جماعة "الإخوان المسلمين"، وذلك للتخفيف من حالة احتقان الشارع المصري الرافض لفكرة "توريثه" عن طريق ترشحه أمام والده في الانتخابات الرئاسة المقررة عام 2011. أكدت مصادر سياسية مطلعة أن المرشح للتوريث نجل رئيس الجمهورية جمال مبارك، تلقى توصية من مستشاريه بطرح "رشوة" في إطار صفقة على جماعة "الإخوان المسلمين"، وذلك للتخفيف من حالة احتقان الشارع المصري الرافض لفكرة "توريثه" عن طريق ترشحه أمام والده في الانتخابات الرئاسة المقررة عام 2011. وقالت المصادر أن الصفقة تتمثل في مساعدة جمال للوصول إلى منصب رئاسة الجمهورية، في مقابل منح الجماعة – المحظورة- رخصة لإنشاء حزب سياسي وفق برنامج مدني غير عقائدي ، مع ضمان عدم المساس بمقاعدهم في مجلس الشعب -88 مقعدا- مع إمكانية منحهم إكرامية في المرحلة الأخيرة للتوريث تبلغ 10 مقاعد أخرى، بالإضافة إلى 10 مقاعد أخرى للمرأة بعد استواء نجل الرئيس على العرش. وأوضحت المصادر أن المعارضة تكتفي حتى الآن بالنواح والصراخ في صحفها أو اجتماعاتها المغلقة، بينما يقف مبارك الابن في كل مكان وكل وسيلة إعلامية بكل ثقة، ليثبت أقدامه على طريق "الحكم"، والمثير أن بعض المحللين يعتقدون أن جمال مبارك أصبح بالفعل هو الحاكم الفعلي للبلاد، بعد أن تمكن من الإجهاز تماما على الحرس القديم في الحزب الوطني، رغم الضربات التي توجهها قيادات الحرس القديم لجبهة جمال مبارك داخل الحزب، والتي كان آخرها، إجبار وزير النقل محمد لطفي منصور على الاستقالة من منصبه، على خلفية حادث قطاري العياط، خاصة أنه جاء بالتزامن مع انعقاد المؤتمر السنوي للحزب، والذي يضع في ميادين وشوارع القاهرة لافتات دعائية تحت شعار "من أجلك أنت". وطلب وسيط الرشوة – بحسب المصادر- من الجماعة صراحة أن تعلن دعمها لجمال مبارك لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، والتوقف عن حملات الدعاية المضادة له عبر الفضائيات وشبكة الانترنت والإعلان عن فض أي تحالفات تكون قد عقدتها صراحة أو ضمنا مع قوى سياسية أخرى. كما اشترط وسيط الرشوة تعهد "الإخوان" بالتنسيق مع الحزب "الوطني" في الانتخابات البرلمانية القادمة، بحيث تقوم الجماعة بإخلاء بعض الدوائر لإتاحة الفرصة لبعض رموز الحزب لخوض الانتخابات بها دون إحراج. لا تقلقوا وفي ذات سياق حملة التوريث المحمومة قال رئيس الوزراء أحمد نظيف إن الوقت لازال مبكراً للغاية على توقع أن يتخذ الرئيس حسنى مبارك قرارا بشأن ما إذا كان سيخوض انتخابات الرئاسة فى عام 2011. وقال نظيف: "أعتقد أنه ليس من الإنصاف بالنسبة للرئيس أن يتخذ ذلك القرار قبل الانتخابات بسنتين، لا أعتقد أن أي رئيس يمكنه القيام بذلك"، وأضاف متحدثا فى قمة رويترز للاستثمار فى الشرق الأوسط أن مبارك "بصحة جيدة". وقال إنه :"إذا قرر مبارك -81 عاما- عدم ترشيح نفسه، فسيجد الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم بديلاً"، وسئل إن كان جمال مبارك ابن الرئيس يتمتع بالقدرة على تولى المنصب، فقال إنه :"يراه مرشحا ممكنا". وتابع أنه يدرك وجود قلق بشأن مسألة خلافة الرئيس، وأضاف: "أقول للمستثمرين لا تقلقوا، هناك دائما سبيل وهناك دائما بديل، وهكذا كان الحال فى مصر فى الماضى". يشار أن جبهة "جمال مبارك" داخل الحزب الوطني، والمعروفة إعلاميا باسم "الحرس الجديد"، حققت نجاح ملحوظ في السيطرة على وسائل الإعلام في مصر تدريجيا، عبر زرع رجالها داخل التليفزيون المصري، ممثلا في وزير الإعلام أنس الفقي، وكذلك اختيار رؤساء تحرير ومجالس إدارات المؤسسات الصحفية القومية، من أصحاب الولاء لجمال مبارك، وهو ما جعل المؤسسات الإعلامية في البلاد تتحول تدريجيا إلى "أبواق" لأمانة السياسات في الحزب الوطني. وتجئ رشوة "الوطني" لجماعة الإخوان بعد تسرب أخبار رشوة مماثلة لتوزيع تركة مقاعد الجماعة في مجلس الشعب على عدد من أحزاب المعارضة الرئيسية في مصر ، وذلك لضمان صمتها حيال تمرير مخطط التوريث في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2011، وهو ما أثار انقسامات حادة في بعض تلك الأحزاب وعلى رأسها "الوفد". وللتعبير عن حسن النوايا حيال جدية الرشوة تضمنت الشروط تخفيف القبضة الأمنية على أعضاء الجماعة الفترة القادمة، والإفراج عن عدد من كوادر الجماعة، وبحث إغلاق قضية ما يعرف بالتنظيم الدولي للإخوان، وتقديم وعود للجماعة بالإفراج عن المهندس خيرت الشاطر النائب الثاني لمرشد "الإخوان" والمجموعة المحبوسة معه بمقتضى عفو رئاسي في حالة تولي جمال مبارك منصب رئاسة الجمهورية. ومن جهة ثانية تقف المعارضة المصرية في الحيرة والتردد الأزلي، ما بين الإقدام على مواجهة صريحة مع مخطط التوريث، الذي يسانده النظام بكل "غروره" وجموحه، وما بين الإحجام عن الاقتراب من حلم الرئيس بوراثة نجله للبلاد والعباد، خاصة أن عواقب المواجهة الصريحة قد تكون وخيمة، لاسيما أن الضربات الموجعة التي تتلقاها جماعة الإخوان المسلمين، لاتزال ماثلة في الأذهان. شعبولا على الخط..! ومع اقتراب عقد المؤتمر السنوي السادس للحزب الوطني الحاكم في مصر، طلبت أمانة الإعلام في الحزب الوطني من المطرب المصري الشعبي شعبان عبد الرحيم والمشهور باسم "شعبولا" إعداد أغنية تواكب الحدث، على أن تكون كلماتها معبرة عن ولائهما للحزب وسياساته، ومتأثرة بشعار المؤتمر "من أجلك أنت". وحسبما ذكرت صحيفة "الرأي" الكويتية، فقد عبرت الأغنية عن مطالب الناس والبطالة والبلطجة وعن المسئولين الذين لا يستطيع الناس الوصول إليهم والسحابة السوداء، كما أنها تشيد بأداء أمانة السياسات. يقول مطلع كلمات الأغنية: من أجلك أنت وأنتي.. عملنا مؤتمر.. عشان نخلي بلدنا.. زى القمر.. واييييه..!! مؤتمر الحزب الوطني.. لمناقشة كل الأمور.. العلم والبطالة.. والصحة والمرور.. واييييه..!! ومن المقرر أن يتم تسجيل وتصوير الأغنية بطريقة الفيديو كليب خلال أيام، وعُرف شعبان عبد الرحيم، وتضاعفت شهرته قبل 9 سنوات، عندما قدم أغنية "بحب عمرو موسى وبكره إسرائيل"، ومنذ ذلك الحين ارتفعت أسهمه وأصبح مطربا معروفا، ولا يدع مناسبة محلية أو عالمية إلا ويعد لها أغنية خاصة بها. جدير بالذكر أنه مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر، والمقرر لها عام 2011، بدأ جمال مبارك نجل الرئيس المصري، وأمين السياسات في الحزب الوطني الحاكم، والأمين العام المساعد له، في حملة "ترويجية" لنفسه في الشارع المصري، بالتزامن مع حملة أخرى، تشنها أجهزة الأمن المصرية ضد جماعة الإخون المسلمين، التي يعتبرها النظام المصري التحدي الأكبر الذي يواجهها، باعتبارها قوة المعارضة الأكثر تنظيما في الشارع المصري، ورغم أن الضربات الأمنية للجماعة لم تتوقف لأشهر طويلة، إلا أنها تبدو الأقوى حاليا، فيما يعتبرها محللون خطوة من جانب الحزب الوطني، لإعداد الطريق لنجل الرئيس، حتى يرث والده في الحكم.