قالت صحيفة الرياض السعودية فى وقت سابق من صباح اليوم السبت أن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ناشدت المملكة العربية السعودية الضغط على السلطات المصرية لإعادة فتح معبر رفح البري المغلق لأكثر من شهر؛ مما ساهم في تفاقم الأزمات المعيشية في قطاع غزة، وارتفاع عدد العالقين على جانبي المعبر لعشرات الآلاف جلهم من المرضى والطلبة وأصحاب الإقامات الخارجية. وأشادت الفصائل بالدور الكبير والريادي الذي تلعبه السعودية في دعم القضية والمشروع الوطني الفلسطيني، ومساهمتها في فك الحصار المفروض على قطاع غزة وفتح معابره المغلقة. وتواصل السلطات المصرية إغلاق معبر رفح البري أمام حركة المسافرين في الاتجاهين لأكثر من 30 يوماً على التوالي، مع وعود مصرية غير رسمية بقرب فتحه خلال الفترة المقبلة، وأعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني عن تعليق التسجيل في مجمع أبو خضرة للمسافرين عقب إعلان مصر إغلاقها لمعبر رفح حتى إشعار آخر؛ نظراً للأوضاع الأمنية المتدهورة في منطقة سيناء. -دور سعودي داعم.. حركة "حماس"، وعلى لسان القيادي فيها إسماعيل رضوان، أكدت الدور السعودي الريادي في خدمة القضية الفلسطينية، وسعيها الحثيث في التخفيف من الأزمات التي يعاني منها الفلسطينيون، ولا سيما سكان قطاع غزة المحاصرون. وأوضح رضوان، في تصريح ل"الخليج أونلاين"، أن حركته تعول كثيراً على الجهد السعودي الكبير الذي يصُب دائماً في مصلحة الفلسطينيين ودعم قضيتهم العادلة، ويبذل خلال الفترات الماضية لمساعدة الفلسطينيين في تخطي أزماتهم ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة منذ عدة سنوات. ودعا المملكة العربية السعودية إلى التحرك نحو تفعيل ملف معبر رفح البري، والضغط على السلطات المصرية لإعادة فتح المعبر الوحيد لسكان القطاع، في ظل الأزمات المتفاقمة التي يعانون منها منذ سنوات طويلة وأثرت على أوضاعهم الإنسانية والمعيشية. وقال رضوان: "تعودنا دائماً من السعودية دعم القضية، وتحركها الشجاع تجاه كل الملفات الفلسطينية العالقة بما فيها معبر رفح، الذي أثر إغلاقه لأسابيع متواصلة في ارتفاع أعداد العالقين وتأزم أوضاعهم الإنسانية وعرقلة مصالحهم الخارجية". كما طالب مصر بالاستجابة لأي تحركات عربية من شأنها أن تساهم بفتح معبر رفح، مؤكداً أن الأوضاع في غزة تتأزم بشكل كبير، والأمل يبقى على الدعم العربي في إنقاذ سكانه. من جهتها ثمنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أي جهد عربي يبذل من أجل تخفيف من المعاناة التي يعيشها سكان قطاع غزة بفعل الحصار وإغلاق معبر رفح البري . وأكد كايد الغول، القيادي في الجبهة، في تصريح خاص ل"الخليج أونلاين"، أن حركته تبارك وتدعم كل جهد عربي؛ ومن ضمنه الجهد السعودي، في المساعي التي تهدف لإعادة فتح المعبر الحدودي مع الجانب المصري. وأوضح أن الأوضاع في القطاع تتأزم بفعل إغلاق معبر رفح البري، وهناك مطالبة عاجلة للدول العربية؛ ومن بينها جمهورية مصر، بفتح المعبر البري بأسرع وقت لإخراج آلاف العالقين من غزة نحو الخارج، وكذلك إدخال العالقين في مصر إلى القطاع. ودعا القيادي في الجبهة الشعبية، إلى توفير حلول عملية على الأرض بمساعدة واتفاق عربي فلسطيني على آلية محددة لإعادة فتح المعبر البري في وجه العالقين؛ لكونه المنفذ الوحيد لسكان غزة نحو العالم الخارجي. وكانت السلطات المصرية فتحت معبر رفح في بداية شهر مارس/آذار الماضي، في إطار تقديم "تسهيلات" لصالح سكان قطاع غزة، وجاءت هذه الخطوة المصرية بعد زيارة لوفد حركة الجهاد الإسلامي برئاسة أمينها العام، رمضان شلح، إلى القاهرة استمرت عدة أيام، وبحث الطرفان فيها "الوضع الفلسطيني والعلاقة المصرية مع قطاع غزة". وتغلق السلطات المصرية معبر رفح الواصل بين قطاع غزة ومصر بشكل شبه كامل، وتفتحه فقط لسفر الحالات الإنسانية، وذلك منذ عزل الرئيس محمد مرسي في يوليو 2013 وما أعقبه من هجمات استهدفت مقار أمنية في شبه جزيرة سيناء المتاخمة للحدود، وأسفرت عن مقتل العشرات من الجنود المصريين. -أوضاع متأزمة.. بدوره، أكد ماهر أبو صبحة، مدير هيئة المعابر والحدود في قطاع غزة، أن الأوضاع في قطاع غزة تزداد تأزماً بفعل استمرار الجانب المصري في إغلاق معبر رفح البري، وعدم تحديد موعد محدد لفتحه حتى لو كان على فترات متقطعة. وأوضح ل"الخليج أونلاين"، أن أوضاع العالقين على جانبي المعبر الحدودي تزداد سوءاً يوماً بعد يوماً، خاصة على الجانب الفلسطيني من المعبر، والذين قُدر عددهم حتى اللحظة بعشرات الآلاف من العالقين بحسب تقديرات وزارة الداخلية في غزة. وأشار إلى أن أعداد العالقين ترتفع يوماً بعد يوم، وهناك حالات خاصة وخطيرة جداً في صفوف المرضى العالقين، وكذلك مصير الطلبة وأصحاب الإقامات الخارجية بات على المحك، الأمر الذي يستوجب الضغط على مصر ومن كل الأطراف لفتح المعبر الحدودي. وطالب أبو صبحة المملكة العربية السعودية بالتحرك في هذا الجانب والضغط على السلطات المصرية المختصة لفتح معبر رفح وإنقاذ سكانه، ووضع حد للمعاناة القاسية التي يعانيها آلاف العالقين من الطلبة والمرضى وأصحاب الاقامات. وأضاف:" نعول على الدور السعودي كثيراً في هذا الجانب ، لما تلعبه من دور وطني وداعم كبير للفلسطينيين وخاصة أهل قطاع غزة في التخفيف من المعاناة التي يعيشونها، والضغط على مصر لفتح المعبر بأسرع وقت". وفي السياق، حذر مسئولون في قطاع غزة من انفجار الأوضاع في القطاع نتيجة الإغلاق المستمر لمعبر رفح، الذي يشكل النافذة الوحيد لسكانه نحو العالم، في حين تعتبر حركة "حماس" إغلاق السلطات المصرية لمعبر رفح بأنه "جريمة ضد الإنسانية". ومعبر رفح هو المعبر الوحيد الذي يخدم نحو مليوني فلسطيني في قطاع غزة المحاصر من دون المرور بالإجراءات الإسرائيلية، واستمرار إغلاق معبر رفح سيضاعف معاناة أهله ولا سيما الراغبين بالسفر ويحرمهم من قضاء مصالحهم..بحسب مراكز حقوقية وإنسانية.