أكدت وزيرة الأسرة والسكان، أن الضجة المثارة حول حظر "النقاب" حالياً قضية أمن قومي، واتهمت جهات لم تسمها بالوقوف خلف ترويج "النقاب" داخل المجتمع المصرى، محذرة أنه فى حال تلقى وزارتها شكاوى من النساء "المنقبات" بوجود تمييز مجتمعي ضدهم، سيكون ردها أنه يجب عليهن الانصياع وخلع النقاب و"إتباع قواعد المكان". أكدت وزيرة الأسرة والسكان، أن الضجة المثارة حول حظر "النقاب" حالياً قضية أمن قومي، واتهمت جهات لم تسمها بالوقوف خلف ترويج "النقاب" داخل المجتمع المصرى، محذرة أنه فى حال تلقى وزارتها شكاوى من النساء "المنقبات" بوجود تمييز مجتمعي ضدهم، سيكون ردها أنه يجب عليهن الانصياع وخلع النقاب و"إتباع قواعد المكان".
وقالت مشيرة خطاب، خلال مؤتمر صحفي: "إن قضية النقاب لن تحل إلا بالحوار والاقتناع التام من جانب الفتيات والسيدات بأنه ضد مصلحتهن، وليس بالقوانين الإدارية، خاصة أن الحكومة لو حاولت الحديث عن هذا الأمر ستواجه معاناة وعناداً من الفتيات، وفقاً لمبدأ الممنوع مرغوب".
وأكدت الوزيرة أن وزارتها لن تقوم بحماية المنقبات ضد التمييز ضدهن أسوة بسائر نساء مصر وقالت:" لو تقدم من يرتدين النقاب ببلاغ للوزارة بمواجهتهن معاناة فى دخول بعض الأماكن، سيكون ردى بأنه يجب عليهن إتباع التعليمات والقواعد الخاصة بهذه الأماكن".
وتحججت الوزيرة في ذلك بواقعة مزعومة أكد فيها الدكتور هاني هلال، وزير التعليم العالي، أنه تم اكتشاف 15 حالة من الرجال يرتدون النقاب وسط النساء فى أكثر من مكان..!!
ودافعت مشيرة عن هجوم شيخ الأزهر، محمد سيد طنطاوي، ضد "النقاب" وإحراجه لطالبة أزهرية كانت ترتديه، وقالت إنه فعل ذلك بدافع "الأبوة"، مشيرة إلى أن هناك ضرورة لتغيير الطريقة التى تتم بها مناقشة القضايا المختلفة فى المجتمع.
ال " BBC" تعتبر النقاب أحد صور الإسلام المتطرف
من جهة ثانية اعتبر تقرير نشره موقع إذاعة ال"BBC " باللغة الإنجليزية، أن تزايد أعداد المنقبات فى مصر نوعاً من الإسلام الراديكالي، وسلط التقرير الضوء على قرار حرمان المنقبات من السكن في المدن الجامعية، الذي دعمه جامعة الأزهر، أكبر مؤسسة سنية فى العالم.
وحث التقرير الحكومة المصرية على بذل سياسات أكثر صرامة حيال منع النقاب، مستشهداً بقرار الرئيس الفرنسي، نيكولاي ساركوزى، بمنع النقاب فى المؤسسات التعليمية، وما فعله وزير العدل البريطاني، جاك سترو، بطلبه من امرأة مسلمة كانت تدلى بصوتها فى دائرة انتخابية خلع نقابها.
وحمل التقرير على ازدواجية الحكومة وتراخيها حيال قرار حظر "النقاب"، وقال أن مصر البلد الأكثر كثافة سكنية في العالم العربي ، لم يعد من الممكن "التكتم" علي مسألة النقاب كما الحال فى أوروبا..!
واعتبر تقرير إذاعة ال"BBC " أن شارع "طلعت حرب"، "الشريان الحيوي" بوسط القاهرة، مؤشر جيد على تراجع تحفظ المجتمع المصرى، لافتاً إلى أن محال الملابس التى يكتظ بها الشارع تعرض الملابس الخليعة والعارية، مثل تلك التى كانت ترتديها الراقصات فى فيلم "الطاحونة الحمراء"..!
وزعم التقرير أن النقاش الدائر حول النقاب أمر "مدمر" كالصاعقة، نظراً لما أحدثه من "تمزق" داخل المجتمع المصرى ، مشيراً إلى أن مسألة فرضية ارتداء النقاب أمر ظل مفتوحاً للتأويل والتفسير طوال سنوات طويلة.
وشكك تقرير إذاعة ال"BBC " في أن النقاب زياً شرعياً، ورجح أنه :"مظهراً خطيراً، وأحد صور الإسلام المتطرف"، وطرح معد التقرير جدلاً – بحسب وجهة نظره- حول المراد من الآية القرآنية في قوله تعالى: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين"، سورة الأحزاب.
نسبة المنقبات ستصل إلى 20% بعد خمس سنين
فيما أكد تقرير بثته الفضائية الفرنسية الناطقة بالعربية أن80% من نساء مصر محجبات و10منهن % منقبات، وأكد التقرير تزايد نسبة النساء المقبلات على ارتداء النقاب، وتوقع أن تصل إلى 20% بعد خمس سنين فقط إذا ظل الإقبال بنفس المعدل, مشيراً إلى أن جميع الضغوط الرسمية لم تفلح في منع النقاب عن المدارس والجامعات.
جدير بالذكر أن القضاء الإداري المصري سبق وألغى قرارًا وزاريًا يستبعد المدرسات المنقبات من التدريس بالمدارس المصرية، لمخالفته لحرية العقيدة.
وأصدرت محكمة القضاء الإداري بالإسماعيلية حكمًا قضائيًا بإلغاء قرار الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم باستبعاد المدرسات المنقبات من التدريس لتلاميذ المدارس.
وقالت المحكمة في أسباب حكمها: إن "قرار الوزير مخالف لمبادئ حرية العقيدة والحرية الشخصية الأمر الذي يكون معه هذا القرار جاء مفتقدًا للمبرر له قانونًا ويدل علي الانحراف بالسلطة والابتعاد عن الصالح العام".
العاملات يفضلن ترك وظائفهن عن خلع النقاب
وقال تقرير الفضائية الفرنسية أن السيدات العاملات يفضلن ترك وظائفهن عن خلع النقاب, وكذلك الطالبات يفضلن عدم الذهاب للجامعات والمدارس عن خلع النقاب.
وأضافت أنه :" يبدو أن كل مسئول يقف في صف المانعين للنقاب أو الحجاب يصاب بكراهية بالغة من أفراد الشعب المصري المتدين.
وسبق وأعدت وزارة الأوقاف المصرية حملة ضد "النقاب" ونظمت ما أسمته ب"ندوات توعية دينية" لإقناع المنقبات بخلع النقاب.
وأصدر وزير الأوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق، قرارًا لتنظيم هذه الندوات التي تستهدف الموظفات المنقبات في الوزارة؛ لإقناعهن بأن "النقاب مجرد عادة لا أساس لها في الدين وليس عبادة" بحسب زعمهم.
وكان عدد من أعضاء البرلمان المصري قد شنوا هجومًا على وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي الذي هدد بطرد الممرضات المنقبات من وظائفهن إن لم يخلعن النقاب.
وطالب أعضاء البرلمان وزير الصحة بالكف عن إثارة تلك القضية وملاحقة الممرضات المنقبات والتركيز فقط على أحوالهن الوظيفية المتردية.