تطورات جديدة في صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، تشير الى احتمال قرب تنفيذ الصفقة على مراحل ثلاث، التمهيد للمرحلة الأولى يتمثل بموافقة إسرائيل على إطلاق سراح عشرين من الأسيرات الفلسطينيات مقابل دليل تدفع به حماس الى الوسطاء يؤكد أن الجندي الإسرائيلي الاسير جلعاد شليط ما زال على قيد الحياة. هذه التطوات سبقتها اتصالات ولقاءات سرية "وهو شرط التفاوض على الصفقة" بين قادة من حركة حماس وقياديين إسرائيليين عبر الوسطاء الألمان والمصريين، واتصالات واسعة بين دمشقوالقاهرة، وغزةودمشقوالقاهرة وتل أبيب، ولم يعد أمام رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إلا أن يتخذ القرار السياسي بالإفراج عن الصفقة، بعد أن قدمت حماس بشكل حازم وحاسم ونهائي اشتراطاتها، وكان لا بد للوسيط الألماني صاحب الخبرة أن يدخل سريعا على خط هذه الاتصالات وبالفعل كانت التطورات الجديدة التي ربما تكون البداية لطي ملف صفقة تبادل الاسرى بتنفيذ بنودها، وهي صفقة تشكل نصرا ونجاحا لحركة حماس التي أصرت على موقفها، وتحملت الكثير من أجل أن تخرج اعداد من المعتقلين من السجون الاسرائيلية والعودة الى احضان أهاليهم، ولا شك ان نجاح صفقة تبادل الاسرى سوف يؤسس نجاحات اخرى للحركة وفي التهدئة والمعابر وغيرهما اضافة الى تعزيز لشعبيتها في الساحة الفلسطينية، وقبل كل شيء تكون الحركة قد وضعت بقوة أسس الإعتراف الدولي بها، لاعبا رئيسيا في المنطقة ورقما اساسا في معادلتها. فماذ جرى في الساعات الاخيرة، وما هي تفاصيل واسرار التحركات التي شهدتها تلك الساعات؟! مصادر عليمة في اكثر من عاصمة ذكرت لصحيفة المنار أن لقاءات خالد مشعل الاخيرة في العاصمة المصرية، كانت هامة ومفصلية فقد التقى في القاهرة مع قيادات مصرية بينها عمر سليمان مدير المخابرات، والوسيط الالماني وقيادات من حماس جاءوا من غزة الى مصر دون الاعلان عن ذلك. مشعل في القاهرة، أكد للوسطاء ان موقف حماس نهائي بشأن صفقة تبادل الاسرى وان العقبة في طريق نجاحها هي اسرئيل، وبالتالي على الوسطاء ان يتحركوا نحو الطرف الاسرائيلي، وبالفعل جاء الى القاهرة حجاي هداس رئيس طاقم التفاوض الاسرائيلي في هذا الملف، وتمكن الوسيط الالماني من احداث اختراق يكسر الجمود ويبدد مساحات واسعة من القلق، ونجح في الحصول على موافقة اسرائيل وحماس على الخطوة التمهيدية المتمثلة بالافراج عن عشرين من الاسيرات الفلسطينيات مقابل الدليل على وجود شليط على قيد الحياة بعد اتصالات مع غزةودمشق وتل ابيب من جانب الاطراف ذات العلاقة. وتقول المصادر ان هذه الخطوة التمهيدية احيت الامال بقرب تنفيذ المراحل الاساسية الثلاث من صفقة تبادل الاسرى، وهذا ما يشتغل عليه الان الوسطاء المصريون والالمان بجهود من بعض الاطراف العربية والدولية، وما يعزز ذلك، أن الوسيط الالماني في طريقه الى غزة بمرافقة مسؤول أمني مصري ليكونا قريبين من تنفيذ الخطوة التمهيدية التي اقترحتها المانيا بمباركة مصر لتسهيل الاعلان عن الوصول الى الصفقة كاملة. وفي الوقت نفسه عاد الى تل ابيب من القاهرة المسؤول عن ملف شليط حجاي هداس، ليعود ثانية الى القاهرة يوم الاثنين القادم ومعه الموقف الاسرائيلي النهائي من صفقة التبادل بكافة مراحلها، مع توقعات بان يكون هذا الموقف ايجابيا حيث سيعقد مساء السبت او صباح الاحد القادمين المجلس الوزاري المصغر برئاسة نتنياهو جلسة استثنائية لمناقشة وفحص شريط التسجيل الذي سيظهر شليط من جانب الاجهزة الامنية، بعد ان يكون قد مر على قيادة الحركة في دمشق ويعود ثانية الى غزة ومنها الى القاهرة. وكشفت المصادر أن الاقتراح الالماني الذي باركته القاهرة المتمثل بالافراج عن المعتقلات الفلسطينيات العشرين، مقابل دليل على وجود شليط على قيد الحياة كان قد طرح على اسرائيل وحماس قبل اسبوعين، وها هي اسرائيل تضطر لقبول الشرط الذي وضعته الحركة، خاصة بعد موافقة حركة شاس الذي زار رئيسها القاهرة برفقة نتنياهو مؤخرا وتم اطلاعه على مجريات وترتيبات واتصالات عقد الصفقة، مما يحفظ لنتنياهو ائتلافه من السقوط، وبالفعل تسلم الوسيط الالماني موافقة كل من تل ابيب وحماس المصادر ذاتها قالت أن دولة خليجية وهي قطر تربطها علاقات قوية مع حركة حماس لعبت دورا مهما في انجاز هذا التطور، وهو مقدمة جيدة نحو انجاز صفقة التبادل، حيث توقعت المصادر ان تشهد الايام القادمة تسارعا في الخطوات والاحداث وصولا الى صفقة تبادل الأسرى، وانجاز هذه الصفقة سيفتح الباب واسعا امام طي صفحات ملف اخرى، كالتهدئة والمعابر كما ستساهم في دفع الحوار الفلسطيني الى الامام باتجاه انهاء حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية. وقالت صحيفة المنار أن أحمد سعدات زعيم الجبهة الشعبية ومروان البرغوثي القيادي البارز في حركة "فتح" وعضو اللجنة المركزية للحركة المعتقلين في السجون الاسرائيلية سيطلق سراحهما في إطار المرحلة الاولى من الصفقة التي ستحقق حركة حماس ورائها مكاسب كثيرة في اكثر من ميدان، وتحديدا في الساحة الفلسطينية وسوف تحقق ارتفاعا ملحوظا في شعبيتها.