اعلن زعيم جبهة "النصرة"، جناح تنظيم القاعدة في سوريا، أن مدينة إدلب التي سيطرت عليها الجبهة ستحكم طبقا لأحكام الشريعة. وقال أبو محمد الجولاني زعيم الجبهة إن مقاتليه، الذين سيطروا على إدلب الواقعة شمال غرب سوريا مع جماعات إسلامية أخرى، سيعاملون سكان المدينة معاملة طيبة. وأضاف الجولاني في رسالة صوتية نشرت على الإنترنت " ان اهل مدينة إدلب سينعمون بعدل شريعة الله التي تحفظ دينهم ودماءهم واعراضهم وأموالهم". واتسع نفوذ جبهة النصرة في الجزء الشمالي الغربي من سوريا، حيث سحقت على الاقل جماعتين مدعومتين من الغرب في الاشهر القليلة الماضية، وهما "جبهة ثوار سوريا" وحركة "حزم". وشارك في القتال الى جانب النصرة في معركة السيطرة على مدينة ادلب، وهي ثاني مركز محافظة يخرج عن سيطرة النظام، كل من حركة احرار الشام وجند الاقصى. وجميع هذه التنظيمات ذات توجهات جهادية ولو بدرجات مختلفة ولا تعترف بالقوانين المدنية وتؤكد على عزمها على تطبيق الشريعة حسب فهما ولا تعترف بمفهوم الدولة الوطنية، بل هم مجاهدون في سبيل "امة الاسلام" حسبما يؤكدون في بياناتهم. وحال السيطرة على المدينة قام المقاتلون باحراق مستودعات التبغ والسجائر والمشروبات الحكولية. وتسيطر جبهة النصرة على مساحات كبيرة من ريف حلب الى جانب فصائل اسلامية اخرى ولا تنفرد بحكمها لكنها لا تتردد في اقصاء اي فصائل او تشكيلات لها علاقات مع الدول الغربية او تتلقى الدعم منها. ورغم عدم لجوء النصرة الى الاساليب العنيفة التي تلجأ اليها "الدولة الاسلامية"، مثل قطع الرؤوس والصلب والاعدامات الجماعية، لكنها لم تتردد في تنفيذ اعدامات بحق عناصر الدولة الذين وقعوا في اسرها، او عمليات رجم للنساء بتهمة الزنى. وشاعت الاخبار خلال الاشهر القليلة الماضية عن ان "النصرة" قد تعلن انفصالها عن تنظيم القاعدة بتشجيع مع دولة قطر مقابل تلقيها دعما ماليا ولوجستيا كي تصبح قوة عسكرية كبيرة يمكنها التصدي لنفوذ "الدولة الاسلامية". وحتى لو انفصلت "النصرة" عن القاعدة فليس من المتوقع أن تتغير عقيدة التنظيم. فقد حارب الجولاني مع القاعدة في العراق وحارب بعض القادة الآخرين في أفغانستان وتربطهم صلات وثيقة بزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. ولا يستبعد ان تقيم النصرة تحالفا او كيانا جديدا بعد فك الارتباط مع القاعدة، مع الفصائل الجهادية الاخرى التي تقاتل في سوريا مثل حركة احرار الشام وجيش المهاجرين والانصار، بحيث تشكل قوة عسكرية لها وزنها في محافظات حلب وادلب وحماه. وتبلغ نسبة المقاتلين الاجانب في صفوف النصرة حوالي اربعين بالمائة وابوابها مفتوحة امام الجهاديين الاجانب.