دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الى البحث عن بديل للأمم المتحدة لتسوية الصراعات العالمية، معتبراً ان المنظمة الدولية فقدت فاعليتها بسبب «خضوعها لنفوذ القوى الكبرى». ورأى ان مجلس الأمن اتخذ موقفاً «معيباً» بمطالبته طهران بتعليق برنامجها «المشروع» لتخصيب اليورانيوم. في الوقت ذاته، توعدت طهران برد «مدمر»، في حال قرر الكيان ضرب منشآت نووية إيرانية. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني: «إسرائيل لا تملك القدرة ولا الوسائل لتجرؤ على تهديدنا، لأن وضعها الداخلي والأمني ضعيف، وفي حال ارتكبت مثل هذه الحماقة، سيكون رد الجمهورية الإسلامية وحماتها، مدمراً ولن يتطلب الأمر اكثر من ثانية». في المقابل، اكد نائب وزير الدفاع الصهيونى افراييم سنيه ان الخيار العسكري لمنع ايران من امتلاك سلاح نووي «يجب ان يكون الخيار الأخير، لأن نتائجه ستكون خطرة»، في حين دعا المؤتمر اليهودي العالمي خلال اجتماعه في باريس امس، الى تعزيز «التعبئة» لمنع ايران من حيازة السلاح النووي. واعتبر رئيس المؤتمر اليهودي (الأميركي) ادجارد برونفمان ان «النيات الإيرانية واضحة: المطلوب تدمير إسرائيل والسيطرة على الشرق الأوسط». وزاد ان «الحياد في هذا المجال لم يعد خياراً ممكناً للعالم المتحضر». وفى كلمته سعى رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية الفرنسية روجيه كوكيرمان إلى إثارة الرعب الأوروبى ، حيث زعم أن الرئيس الإيرانى يتكلم نفس اللغة التى كان يتكلمها هتلر، انما بفارق انه قد يحصل على السلاح النووي الذي لم يكن في حوزة هتلر». في طهران، قال احمدي نجاد في افتتاح اعمال «اتحاد البرلمانات الآسيوي من أجل السلام» انه «من المشين ان يلجأ مجلس الأمن الذي يفترض فيه ان يدافع عن مصالح الدول الأعضاء الى التهديد، ويفتح ملفاً ضد بلدان تريد إنتاج وقود نووي بطريقة مشروعة». ودعا الى البحث عن بديل للأمم المتحدة لتسوية الصراعات العالمية. وحض على البحث عن «خطة نظام جديدة للساحة الدولية»، موجهاً اللوم الى الأممالمتحدة «لعجزها عن اتخاذ خطوة إيجابية واحدة في اتجاه التوصل الى حقوق الأمة الفلسطينية، بسبب استخدام الولاياتالمتحدة وبريطانيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن». ورأى نجاد أن نفوذ الولاياتالمتحدة وبريطانيا أدى أيضاً الى تقليص دور المنظمة الدولية لتصبح مجرد مراقب ل «مجزرة الشعب اللبناني على يد إسرائيل». وتساءل: «من هي المنظمة الدولية المسؤولة عن التحقيق في قضية العراق، وعن محاكمة الحكومة الاميركية لنشرها الأكاذيب في شأن ترسانة العراق النووية وتوسيع نطاق الارهاب؟». وخلص نجاد الى ان «كل هذه القضايا تثبت أن النظام العالمي السائد لا يمكنه حل مشكلات عالمنا المعاصر، وأن غضب الجماهير والرغبة العالمية في العدل التي تتزايد يوماً بعد يوم، سيؤديان الى اختفاء هذا النظام (العالمي) الجائر». وعلى صعيد آخر ، جدد سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني التحذير من ان اعتماد مجلس الأمن قراراً ضد البرنامج النووي لبلاده، يعني انتهاء المفاوضات بين طهران والقوى الكبرى. وفي الدوحة، هدد المندوب الأميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية جريجوري شولته، ايران قائلا أن أمام طهران طريقين لا ثالث لهما: اما الاستمرار في مسارها الحالي لتواجه العقوبات، وإما أن تتعاون مع قرار سابق لمجلس الأمن يطلب منها وقف تخصيب اليورانيوم.
وجاء ذلك في مستهل جولة خليجية "لشولته" الذي أضاف: «ما يقلقنا أن ايران دولة تعارض العملية السلمية (بين إسرائيل والعرب)، وتدعم الارهاب، كما تثير المشاكل وعدم الاستقرار في الدول المجاورة وتحض على العنف». لكنه حاول الإبقاء على خط مفتوح مع طهران حيث قال « أن ايران لا تريد أن تصل الى ما وصلت إليه كوريا الشمالية من عزلة وهذا أمر إيجابى».