توقع رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الأدميرال، مايك مولن، إن تنتج إيران سلاحاً نووياً في غضون ما بين سنة إلى ثلاثة سنوات، وأعرب عن قلقه إزاء الانعكاسات غير المتوقعة جراء توجيه ضربة عسكرية ضد الجمهورية الإيرانية التي قال إن سياستها تزعزع استقرار المنطقة. وأعرب القائد الأمريكي، في حديث للصحفيين في تل أبيب، عن أمله في أن تساهم العقوبات الدولية والإجراءات الدبلوماسية في منع إيران من حيازة أسلحة نووية، وفق الإذاعة الصهيونية.
كما أعرب عن قلقه حيال سياسة إيران في منطقة الشرق الأوسط التي من شانها زعزعة الاستقرار في المنطقة لا سيما من خلال دعم طهران لحركة "حماس" ومنظمة "حزب الله" وتدخلها فيما يجري في العراق واليمن وأفغانستان، حسب زعمه.
وكان مولن قد اجتمع الأحد برئيس أركان الجيش الصهيوني، الجنرال جابي أشكنازي، وبحث معه بعض القضايا الأمنية التي تهم الجانبين.
مقترح جديد وإلى ذلك، كشفت إيران الاثنين (15-2)، أن القوى الغربية الكبرى قدمت اقتراحاً جديداً لتبادل اليورانيوم بالوقود النووي وأن طهران تدرس العرض حالياً، وجددت التأكيد بأن فرض أي عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية لن تكون مجدية.
وقال رئيس منظمة الوكالة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، إن روسياوالولاياتالمتحدة وفرنسا قدمت عرضاً جديداً وأن طهران تقوم بدراسته إلى جانب مقترحات أخرى من دول مختلفة.
وأضاف رئيس منظمة الوكالة الذرية الإيرانية، أن مقترحات تلك الدول ستوقف إيران عن التخصيب فقط إذا روعيت كل شروط بلاده لمبادلة اليورانيوم المخصب، مشيراً إلى استمرار إنتاج الوقود المخصب بنسبة 20 في المائة على جدول الأعمال وأن أول كبسولة لليورانيوم المخصب بنسبة 5.3 في المائة جاهزة للحقن في منشأة ناتانز، وفق قناة "العالم" الإيرانية.
وكان مستشار الرئيس الأمريكي لشئون الأمن القومي جيمس جونز، قد أعلن في وقت سابق أمس الأحد، أن بلاده تعمل على تقديم مشروع قرار لمجلس الأمن الشهر الحالي لفرض عقوبات جديدة على إيران.
وفيما أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون من الدوحة عن إعداد إجراءات جديدة ضد طهران، بحث قائد الجيش الأمريكي مايك مولن الملف ذاته في تل أبيب.
هذا، وقد وصفت وزيرة الخارجية الأمريكية، القوة المتزايدة للحرس الثوري الإيراني بأنها "تهديد مباشر للجميع"، زاعمة أن طهران "لم تثبت للمجتمع الدولي أن برنامجها النووي هو لأغراض مدنية،" ملوحة بتشديد العقوبات عليها.
وحذرت الوزيرة الأمريكية من احتمال ألا تترك طهران أمام المجتمع الدولي من خيار سوى "مطالبتها بدفع ثمن أعلى" بسبب برنامجها، معتبرة قرار الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة "استفزازي" و"مخالف للقرارات الدولية."
وأضافت كلينتون، في كلمة ألقتها أمام منتدى "أمريكا والعالم الإسلامي" الذي يعقد في العاصمة القطرية الدوحة، إن بلادها "تعمل مع الشركاء لإعداد إجراءات جديدة تقنع إيران بتغيير سياستها"، مضيفة أن رفع تخصيب اليورانيوم "عمّق شبهات" المجتمع الدولي حيال النوايا النووية لإيران.
العقوبات لن تجدي ومن جهته، قال مستشار أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أبو الفضل ظهره وند، إن أي عقوبات جديدة على بلاده لن تكون مجدية.
ولفت إلى أن بلاده مستعدة لمبادلة اليورانيوم، مشيرا إلى أن طهران اقترحت منذ ثمانية أشهر شراء أو مبادلة الوقود، لكن الجانب الغربي تقاعس.
وأوضح المسئول الإيراني أن معاهدة الحد من الانتشار النووي لا تحدد سقفا للتخصيب، مؤكدا أن إنتاج الأسلحة النووية غير مدرج في إستراتيجية إيران.
وعلى صعيد متصل، صرح فلاديمير نازاروف، نائب أمين مجلس الأمن الروسي، بأن موسكو تعارض امتلاك إيران السلاح النووي، إلا أنه أشار إلى النتائج العكسية التي قد تأتي بها عقوبات جديدة تفرض على الجمهورية الإسلامية.
وأردف قائلاً في هذا السياق "يجب أن تتفق العقوبات وخطورة مَن تستهدفه.. وفي ما يخص العقوبات المقترح فرضها على إيران، لا يجوز أن تحشر إيران في الزاوية الضيقة".
وأضاف "إذا جرى حديث عن عقوبات فيجب أن تتناسب مع خطورة البرنامج النووي الإيراني ولا تستهدف الشعب الإيراني".
وعن احتمال قيام الولاياتالمتحدة والكيان الصهيونى بتوجيه الضربة لإيران، قال نائب أمين مجلس الأمن الروسي ،إن أي عمل عسكري ضد إيران سيؤدي إلى عواقب وخيمة جدا على العالم ، مؤكداً أن العمل الدبلوماسي هو السبيل الوحيد لتسوية المشاكل المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني"، حسب ما أوردت وكالة "نوفوستي" الروسية.