على ما يبدو أن عاصفة وادى الريان قد تغلبت على إعلام الكنيسة فلم يقدرو على طمخ أصوات رهبانها الهاربين و رغم سكون مؤقت أعقب مؤتمر الكنيسة الشارح لتفاصيل الأزمة الإثنين قبل الماضي، انقضت مهلة اللجنة الكنسية المشرفة على الدير دون مغادرة الرهبان، وبقيت حرب التصريحات قائمة بين الجانبين، دون جديد يذكر في سياق حل الأزمة. حيال تكليف البابا تواضروس الثاني ل"الراهب إيسيذوروس المقاري" بتدبير الأمور الروحية للدير، كنوع من احتواء الموقف، ظهر الراهب أثناسيوس المقاري في إحدى الفضائيات معلنًا تمسك الرهبان بموقفهم من رفض تمرير الطريق الدولي وفقًا لرغبة الكنيسة. وبين إصرار الطرفين "الرهبان والكنيسة" على موقفيهما، رفض الراهب إليشع الرياني "مؤسس الحياة الرهبانية للدير" الإدلاء بأية تصريحات تمس الأزمة نظرًا لحساسية الموقف، بينما فجر الراهب باسيليوس المقاري أحد أكبر رهبان دير الأنبا مقار، مفاجأة بشأن دير وادي الريان تلخصت في أن الرهبنة داخل المكان بنيت على "باطل"، جراء تأسيس الأب إليشع الرياني لحياة رهبانية دون علم الأب متى المسكين. وقال المقاري تعقيبًا على الأزمة الناشبة بين الرهبان والكنيسة من ناحية، والرهبان والدولة من ناحية أخرى، بشأن تمرير طريق دولي يقتطع من مساحة الدير، إن الأزمة تعد توريطًا لكل من تلامسها من عناصرها الثلاث "الكنيسة، الدولة، والرهبان". وسرد المقاري تفاصيل علاقة الأب إليشع الرياني – الذي حصل على تفويض من البابا تواضروس في العام 2012 بالتعامل مع الجهات التنفيذية كمسؤول عن الدير- قائلًا إن أزمة الدير بدأت بتمرد الراهب "إليشع"، الذي بدأ هذا العمل منذ أكثر من 25 سنة، متجاوزًا قواعد النظام الرهباني الذي يقوم على طاعة الأب الروحي واستشارته في أمر خطير مثل إنشاء دير جديد. وأضاف ل"مصر العربية" أن الراهب قام بذلك من وراء ظهر الأب الروحي الذي لم يعرف عما يجري في الدير إلا من أحد أصدقاء الدير، والذي أفصح له بأن هذا الراهب ذكر له كذباً أن الحياة الرهبانية تنشأ بموافقة "الأب متى المسكين"، لافتًا إلى أن الخبر بصيغته السابقة تسبب في حزن وألم شديد للأب متى المسكين حتي يوم انتقاله من هذا العالم. وأشار إلى أن الراهب "إليشع" بدأ مشروعه ليس فقط بعدم مشورة الأب الروحي بل وبالإدعاء كذبا بعكس الحقيقة، وأردف قائلًا "كل ما بُني على باطل وكذب، لابد أن يكون باطلاً، ولابد أن يأتي وقت إما أن ينهار فيه، أو يتسبب في مشاكل ومواجهات خطيرة أو توريط آخرين في نتائجه وتداعياته كما هو حادث الآن". وأوضح أن مهام الراهب إيسيذوروس المقاري المكلف بمهام "المدبر الروحي" للدير من قبل البابا تواضروس عقب تفاقم الأزمة، تتلخص في تهدئة الأجواء، والتشاور مع الرهبان لحين انتخاب مدبر روحي من بينهم . وكشف باسيلوس المقاري، عن مغادرة الراهب المكلف لدير وادي الريان بعد 3أيام، من صدور قرار تكليفه، مؤكدًا على عودته لدير الأنبا مقار. واستطرد قائلًا" لم يبلغني ما تم هناك على يد الأب إيسيذوروس المقاري الذي انتدبه البابا تواضروس الثاني للقيام بهذه المهمة ، لكن مما لا شك فيه أنه رفع تقريراً ل"البابا " عما توصَّل إليه في مقابلته مع الرهبان هناك على مدار 3 أيام ". في سياق متصل قال أحد الرهبان المشلوحين- طلب عدم ذكر إسمه لحساسية الموقف- أن المدبر الروحي المكلف من المقر البابوي بمسؤولية الدير تفاوض مع الرهبان على مدار يوم كامل، لافتًا إلى أنهم نقلوا إليه أسباب رفضهم لإنشاء الطريق، واقتطاع مساحة من سور الدير. وأضاف ل"مصر العربية" أن الرهبان أوضحوا بالوثائق خطورة تمرير الطريق، وموقفهم من بيان الكنيسة، مشيرًا إلى أنه تعهد بنقل مقترحاتهم للبابا تواضروس ، والعودة مرة أخرى ، لكنه لم يأت بعد. وأوضح –الراهب المشلوح وفقًا لبيان الكنيسة الصادر في الأربعاء 11مارس الجاري-أن الرهبان المشلوحين موجودين بالدير، ولم يغادروه، نافيًا البدء في أية أعمال إنشائية تخص الطريق الدولي المزمع إنشاؤه. وألمح إلى أن 20 راهبًا من مؤيدي بيان الكنيسة غادروا دير وادي الريان عقب المشاجرة التي وقعت بين الجانبين، إلى دير الملاك منعًا لتفاقم الأوضاع. واستطرد قائلًا" ننتظر قرار من وزير الآثار بشأن اعتبار الدير منطقة أثرية لايجوز تمرير الطريق بها ، وفقًا لتعهدات أحد الحقوقيين الأقباط". على الصعيد ذاته، أعلن عدد من شباب الأقباط عن تنظيم وقفة احتجاجية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية مساء اليوم، قبيل عظة البابا تواضروس الثاني، تضامنًا مع الرهبان في موقفهم الرافض للطريق. وتأتي الوقفة التي تحمل شعار " أديرتنا ملكنا ولن نفرط فيها"، بعد أسبوع فقط من مؤتمر الكنيسة الرافض لتصرفات رهبان الدير باعتبارها شقًا لعصا الطاعة الكنسية. وعقد رهبان دير وادي الريان مؤتمرًا صحفيًا عقب بيان الكنيسة الذي تبرأ منهم ، أعلنوا فيه تمسكهم بموقفهم، زاعمين امتلاك مستندات تثبت اعتراف الكنيسة بالدير.