تأتي القمة، والعالم العربي ممزق يواجه تحديات كبرى، ففي اليمن احتدمت المعارك بين حفتر وفجر ليبيا في ظل فشل الحلول الدبلوماسية في رأب الصدع، أما في اليمن فالمعارك بين الحوثيين والسلطة مستمرة، وطبول الحرب الأهلية باتت تدق، أما في سوريا مازال بشار الأسد يرتكب مجازره، وإرهاب تنظيم داعش في سوريا والعراق، لم يستطع أحد مواجهته إلى الأن؟ مراقبون أكدوا ل"مصر العربية"، أن داعش ستتصدر أعمال القمة العربية، بالإضافة إلى اليمن وسوريا والتحرك الإيراني في المنطقة، مؤكدين أن القمة ستناقش أيضا كيفية مواجهة الأزمة الفلسطينية بعد صعود نتنياهو لسدة الحكم مجددا. مواجهة الإرهاب السفير ناجي الغطريفي، خبير العلاقات الدولية، ومساعد وزير الخارجية السابق، قال إن القمة العربية القادمة أمامها العديد من الملفات الشائكة، يأتي على رأسها ملف تنظيم داعش، وتوغله في الدول العربية. وأضاف خبير العلاقات الدولية، أن القمة ستبحث في التحركات الإيرانية في المنطقة العربية، وما نتج عن ذلك، من سيطرة جماعة الحوثيين على الساحة اليمنية، بالإضافة إلى العلاقة الإيرانية الأمريكية، وما يتعلق بملف طهران النووي. وأكد الغطريفي أن فوز نتنياهو بالانتخابات الإسرائيلية، وما ترتب عليه من تعقيد الملف الفلسطيني، وغياب الحل السياسي على أساس حل الدولتين، سيكون في مقدمة ملفات القمة، بالإضافة إلى تحركات حركة حماس. وفيما يخص ملف المصالحات، بعد التقارب السعودي القطري التركي، قال الغطريفي، إنه بالتأكيد ستتطرق القمة العربية في القاهرة إلى ملف المصالحات بين الدول العربية، خصوصا بعد تصاعد خطورة الحركات الإرهابية، مؤكدا في الوقت نفسه أن التصالح سيكون بعيدا عن إعادة جماعة الإخوان المسلمين في مصر إلى الساحة السياسية. وعن مقترح القوى العربية المشتركة، أضاف مساعد وزير الخارجية السابق، أن القمة العربية القادمة لن تتطرق لهذا المقترح، مؤكدا أن قوى الانتشار السريع المصرية قد يعول عليها في الفترة الحالية. موقف عربي موحد من جانبه قال بلال مؤمن، الباحث والمحلل السياسي، إن التقارب السعودي التركي القطري ليس موضوعا للطرح على مائدة جامعة الدول العربية، مؤكدا أنه من المرجح طرح ملفات منها المتعلق بأمن الخليج، ومقاومة الإرهاب المنتشر في المنطقة العربية. وأضاف المحلل السياسي، ل"مصر العربية"، أن القمة ستناقش أيضا تسويات بعض الملفات مثل الملف السوري واليمني، في سبيل تقريب وجهات النظر ومحاولة الوصول إلى موقف عربي موحد. وتابع: لكن الأهم في هذه القمة هو ربما ما ستشهده بعض الجلسات السرية، والتي من المؤكد سيدور الحديث فيها عن تمادي النفوذ الإيراني في المنطقة. وبدوره قال محمد كامل عمرو، وزير الخارجية الأسبق، إن مواجهة الإرهاب تأتي على رأس ملفات القمة العربية المقرر عقدها في شرم الشيخ أواخر الشهر الجاري. وأوضح عمرو في تصريحات متلفزة، أن القمة العربية ستتعامل لأول مرة بجدية مع ملف الإرهاب بتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك أو تكوين جبهة عربية لمواجهة الإرهاب. وأشار إلى أن هناك لجنة يترأسها الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي لتعديل ميثاق تفعيل الدفاع العربي المشترك، وقال إن قرارات القمة المقبلة ستكون مختلفة وملزمة وفعالة، لمواجهة الإرهاب الذي أصبح مشكلة تهدد الكيان العربي بأسره. القمة العربية وأعلن السفير بدر عبد العاطي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ، أن القمة العربية المقبلة، والتي ستعقد يومي 28 و29 مارس الحالي في مدينة شرم الشيخ ، ستناقش عدداً من الموضوعات الهامة وعلى رأسها تحديات الأمن القومي العربي والصراع العربي الإسرائيلي، ودعم موازنة دولة فلسطين، فضلاً عن التطورات في كل من سوريا وليبيا واليمن، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، بجانب عدد من مشاريع القرارات المرفوعة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي. وقال عبد العاطي، في بيان له، إن تعديل ميثاق جامعة الدول العربية سيكون مطروحاً في القمة بعد أن تم التوافق على طرحه من جانب مندوبي الجامعة الدائمين، وسيتم طرحه على وزراء الخارجية في اجتماعهم المقرر قبل القمة بيومين، وفي حال إقراره سيتم طرحه لاعتماده في الجلسة النهائية. وأوضح أن التوقيتات الزمنية المرتبطة بالقمة تشمل انعقاد اجتماع كبار المسؤولين على مستوى المندوبين الدائمين يومي 23 و24 مارس، واجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على مستوى وزراء التجارة والاقتصاد العرب يوم 25 مارس، واجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية يوم 26 مارس للتباحث حول مشروعات القرارات المختلفة ورفع التوصيات للقمة لإقرارها. وأكد المتحدث باسم الخارجية أن القادة العرب سوف يبدؤون في التوافد على مصر يوم 27 مارس، على أن تعقد القمة في اليومين التاليين، وبعد اختتام أعمالها يعقد وزير الخارجية المصري سامح شكري مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي مؤتمراً صحافياً يوم 29 مارس.