رغم أنها صفقة وصفت "بالبور" من ناحية عدم الإقبال على الطائرات باهظة الثمن ومن ناحية أن مصر لن تستخدمها من ناحية أخرى فقد كشف مصدر مقرب من الصفقة المبرمة بين القاهرة وباريس لشراء 24 طائرة مقاتلة من طراز رافال وفرقاطة وصواريخ، أن فرنسا سوف تجري تعديلات على طائرات الرافال المبيعة إلى مصر؛ لإزالة القدرات الصاروخية النووية ومعايير الاتصالات التابعة لمنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) منها. وقال المصدر لصحيفة "ديفينس نيوز" الأمريكية المعنية بالشؤون العسكرية: "ستجري فرنسا بعض التعديلات على طائرات الرافال المبيعة إلى مصر، وبمجرد إنهاء تلك التعديلات، سيتم تسليمها إلى مصر، مع تسليم أول ثلاث طائرات للطيارين المصريين في الموعد المحدد ليحلقوا بها وهي تحمل العلم المصري أثناء افتتاح الممر المائي الجديد لقناة السويس في أغسطس المقبل". وأوضحت الصحيفة أن أحد التحديثات التي أدرجت على طائرات الرافال الفرنسية - لتضاهي إمكانيات طائرات "إف 3" الأمريكية - في عام 2008 هي تزويدها بصاروخ جو– أرض متوسط المدى محسّن "ASMPA" القادر على حمل رأس نووي من فئة "تي إن 200"، غير أن هذا التحديث سيتم إزالته من الطائرات المبيعة إلى مصر. وبما أن مصر لا تشكل جزءا من حلف الناتو، سيتم تعديل نظام الاتصالات بالطائرات أيضا. وكانت مصر وفرنسا وقعتا صفقة شراء 24 طائرة مقاتلة من طراز "داسو رافال" وفرقاطة متعددة المهام من طراز "فريم" وصواريخ جو- جو من إنتاج شركة "إم بي دي إيه" بقيمة 5.2 مليار يورو يوم 15 فبراير الماضي في القاهرة. وبالنسبة للفرقاطة، سيتم ترجمة الأنظمة إلى اللغتين الإنجليزية والعربية، وسيتم تعديل الأنظمة القتالية بها لإزالة إمكانية حمل صاروخ كروز البحري، بحسب ما قاله مصدر آخر للصحيفة، فقد بنيت السفينة الحربية للبحرية الفرنسية، ومن المقرر أن تتحمل المهام مثل سفينة نورماندي الفرنسية. وذكر رئيس مجلس إدارة شركة داسو لصناعات الطيران، إريك ترابييه، خلال مؤتمر صحفي انعقد يوم 11 مارس الجاري حول النتائج المالية للشركة خلال العام 2014: "بدأت مصر – أول مستورد أجنبي لطائرات الرافال الفرنسية المقاتلة - في دفع ثمن شرائها 24 طائرة رافال، فقد دخل العقد المبرم مع مصر حيز التنفيذ الآن، ووصل الشيك الأول بداية الأسبوع الجاري". وأضاف ترابييه أن مصر دفعت ثمنا مشابها للذي دفعته فرنسا مقابل حصولها على المقاتلات، لافتا إلى أن شركة داسو سوف تسلم 5 طائرات رافال لفرنسا هذا العام، لكن الدفعة الأولى ستشهد تسليم ثلاث طائرات لمصر، والدفعة الثانية سيتم تسليمها في ديسمبر أو يناير المقبلين. واعتبر المصدر الأول أن إجراء التعديلات على الطائرات هو عامل رئيسي في توقيت تسليم الرافال لمصر. وأوضح ترابييه أن السلطات الفرنسية تناقش وضع جدول زمني لمصر، حيث إن هناك تأثير "استبدال" على الشحنات التي كانت مقررة للقوات الجوية والبحرية الفرنسية، مؤكدا أن إنتاج شركة داسو سيظل 11 طائرة كل عام، أو واحدة كل شهر، وقد يرتفع معدل الإنتاج قليلا إلى 2.5 طائرة كل شهر.