أظهرت النتائج غير الرسمية لانتخابات حركة فتح، اليوم الثلاثاء، نجاح أقل من نصف عشرة أعضاء العناصر القيادية القديمة في اللجنة المركزية للحركة، في مقابل فوز عددٍ من الوجوه الشابةالجديدة، وذلك بعد فرز 90% من الأصوات؛ حيث قالت النتائج غير الرسمية إنه من بين عشرة أعضاء من الجيل القديم يسعون لإعادة انتخابهم نجح أقل من نصفهم. كما أظهرت النتائج أن أمين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية مروان البرغوثي المعتقل في سجون الاحتلال الصهيوني؛ انتُخب لشغل منصبٍ قياديٍّ في الحركة، كما تمَّت إعادة انتخاب كلٍّ من صائب عريقات ومحمد دحلان.
وكانت عملية فرز الأصوات قد تأخَّرت عدة ساعات بعد اتهامات من قِبَل كوادر بحركة "فتح" بأنه لم يتم الاتصال بهم لانتخاب مرشحي اللجنة المركزية والمجلس الثوري.
كما ظهرت اتهامات بين كوادر الحركة للقائمين على العملية الانتخابية بالتزوير والتلاعب فيها، لا سيما فيما يتعلق بأصوات أعضاء المؤتمر من قطاع غزة؛ حيث اتهم أعضاء من فتح اللجنة المكلفة بتعريف هويات أعضاء غزة بالتزوير والتلاعب، إلى جانب تعمُّد حرمان عشرات الأعضاء من حقهم في الاقتراع لصالح جهات معينة دون تسميتها.
ونقلت مواقع تابعة للحركة امتعاض العشرات من كوادرها وأعضاء مؤتمرها السادس في قطاع غزة واستياءهم من الطريقة التي تعاملت بها معهم لجنة الانتخابات المشرفة على انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري.
وقال عددٌ من الكوادر إنهم انتظروا ساعات طويلة اتصال لجنة الانتخابات بهم بهدف التصويت، ولكن دون جدوى؛ مما يؤكد أن جهاتٍ في لجنة الانتخابات وبعض قيادات الحركة تريد حرمانهم من حقهم الطبيعي في التصويت لانتخاب قيادة الحركة، حسب تعبيرهم.
وأكد أعضاءٌ أن لجنة تعريف الصوت تعبِّئ النموذج وتمارس التزوير في الانتخابات، فيما حاول أحد المشرفين على اللجنة منير سلامة تبرير التجاوزات والخلل بأن هناك سوء اتصالات بين بيت لحم وغزة، مؤكدًا أن اللجنة التعريفية للصوت ليس ذاتها التي تعبِّئ نموذج التصويت. من جهته اتهم أحمد نصر- أحد قادة فتح في قطاع غزة والمرشح لعضوية اللجنة المركزية- اللجنة المكلفة بالاتصال بغزة بتعمُّد عدم الاتصال ب200 عضو من أعضاء المؤتمر، من بينهم 120 مدنيًّا و80 عسكريًّا، مؤكدًا أنَّ أعضاء اللجنة التي كُلِّفت بالاتصال غير نزيهة، وهم صخر بسيسو، وأحمد أبو هولي، وعبد الحميد العيلة.
وفي وقتٍ لاحقٍ قالت مصادر إن رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس أمر بإعادة تشكيل اللجنة، في إشارةٍ إلى إقرارٍ بحدود التلاعب.
وأكد نصر: "حاولنا طوال الليل منع المهزلة، واتصلنا بأحمد الصياد ومساعديه ولم يستجيبوا، وتمَّ إغلاق الصناديق دون الالتفات إلى أكثر من 200 عضو لم يصوِّتوا لحساباتٍ نعرفها جيدًا".
وأشارت المصادر إلى أن نائب رئيس المؤتمر صبري صيدم- وهو مرشح للمجلس الثوري ووالدته مرشحة للجنة المركزية- وعد بتجهيز 50 محطة اتصال لاستخدامها في عملية التصويت لأعضاء المؤتمر في قطاع غزة، ويوم الانتخابات فوجئ الجميع بوجود ثماني عاملات على الهواتف قمن بالاتصال بمن لهم حق الانتخاب في غزة؛ حيث استغرقت عملية التصويت للعضو الواحد ما يزيد عن 30 دقيقة.
وأشارت المصادر إلى أنه لم يكن لدى لجنة الانتخابات ولا اللجنة التحضيرية قائمة بأرقام هواتف أعضاء المؤتمر؛ مما اضطر المرشحين في اللحظات الأخيرة قبل الانتخابات بتجهيزها وتقديمها إلى لجنة الانتخابات.