سيناء بوابة مصر الشرقية تواجه انعدام الاستقرار والأمن فما بين تسلط سلطات الانقلاب في تهجير وقتل وقمع أهالي سيناء وبين الانفلات الأمني الذي يظهر مدى ضعف سيطرة الجيش المصري على الأوضاع الأمنية داخل سيناء . شهدت عدة مدن في شمال سيناء، سلسلة تفجيرات وهجمات مسلحة عنيفة، استهدفت مقارًا أمنية وعسكرية، مساء يوم الخميس، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والمصابين، بحسب تقديرات غير رسمية. ويعد هذا الحادث الأكبر منذ نحو 90 يومًا من تفجيرات مماثلة في منطقة عسكرية في شمال سيناء تعرف ب"كرم القواديس" والذي أسفر عن مقتل 31 عسكريًّا. وبحسب روايات رسمية وتقارير محلية وشهود عيان - طبقًا لوكالة للأناضول- فإن أبعاد هذه التفجيرات التي شهدتها سيناء، أمس، متمثلة في 6 نقاط هي: "طبيعة العملية، التوقيت، الجهة المتبنية، الأماكن المستهدفة، أعداد الضحايا والمصابين، أصابع الاتهام". 1- طبيعة العملية : عملية مركبة متزامنة ما بين انتحاريين وسيارة مفخخة وقذائف هاون طالت مقارًا أمنية واشتباكات بين العناصر المسلحة وقوات الشرطة والجيش. وبحسب الأناضول، نقلا عن مصادر أمنية، فقد بدأت العملية باستخدام سيارة مفخخة، قرب كتيبة 101 في العريش، التابعة للجيش، وتم التعامل مع السيارة بواسطة الحراسة الأمنية المتوجدة في المكان، فانفجرت محدثة دوي تفجير شديد، وبالتزامن مع ذلك تم إطلاق قذيفة هاون داخل الكتيبة ذاتها مستهدفة مستودع الذخيرة بها، مما زاد من شدة التفجيرات في المنطقة. وأوضحت المصادر ذاتها أنه بالتزامن مع تلك التفجيرات كانت مدينتي الشيخ زويد، ورفح يشهدان هجومًا من نوع آخر، ففي الشيخ زويد استهدفت مجموعة من المسلحين كمينًا (نقطة أمنية) بمنطقة الخروبة، ومعسكر الزهور التابع للجيش، وكمين ثان في منطقة الجورة، أما مدينة رفح فقد شهدت هجومًا بالأسلحة على كمينين أمنيين "الماسورة، حق الحصان". 2- التوقيت: بعد انطلاق موعد الحظر الرسمي الذي يبدأ في تمام الساعة السابعة، مساء أمس الخميس، وأثناء إذاعة المباراة الأهم لدى المصريين بين قطبي الكرة الأهلي والزمالك، وهو وقت غالبًا ما يأخذ اهتمامًا بنسبة كبيرة من المصريين لمتابعة المباراة. 3- الجهة التي تبنّت العملية: تبنت جماعة تطلق على نفسها اسم "ولاية سيناء" والتي كانت في وقت سابق تسمي "أنصار بيت المقدس"، في الساعات الأولى من صباح الجمعة، مسؤوليتها عن 5 هجمات مسلحة في سيناء. 4- الأماكن والمواقع المستهدفة: منشآت ونقاط أمنية شرطية وعسكرية في العريش والشيخ زويد ورفح في سيناء شمال شرقي البلاد، كالتالي: (أ) المتحدث باسم الجيش المصري محمد سمير: "بعض المقار والمنشآت التابعة للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية بمدينة العريش" لم يحددها أو يعلنها تفاصيلها في بيان له أمس . (ب) التليفزيون المصري الحكومي: كمين (نقطة أمنية) الجورة بمدينة الشيخ زايد (شمال شرقي مصر)، محيط قسم ثان ومديرية الأمن والكتيبة 101 وفندق الجيش بالمدينة. (ج) أنصار بيت المقدس" التي تعرف ب "ولاية سيناء"، التي تبنت العملية، أعلنت عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عن نحو 5 هجمات كالتالي: في رفح: الهجوم على كمائن (نقاط أمنية) منها كمين الماسورة. في الشيخ زويد: الهجوم على كمائن (البوابة - أبو طويلة - الجورة - معسكر الزهور( في العريش: استهداف (الكتيبة 101 - المنطقة الأمنية بضاحية السلام) - بثلاث مفخخات - وانغماسيين (انتحارين) والهجوم على كمائن الغاز بجنوب وشرق العريش. 5- أعداد الضحايا والمصابين: (أ) رسميًّا لم تعلن وزارة الصحة أية تقديرات حتي الساعة 12 ظهر اليوم غير أن التلفزيون المصري الحكومي نقل عن مصدر طبي قوله إنه "سقط 20 قتيلا و36 مصابًا". (ب) مصدر طبي تحدث لوكالة الأناضول، مفضلا عدم ذكر اسمه، قال إن عدد القتلى بلغ 29 بالإضافة إلى 45 مصابًا، في حين تحدثت تقارير محلية عن 26 قتيلا ونحو 55 مصابًا. (ج) مصدر للجزيرة قال إن عدد القتلى 45 و74 مصابًا. 6- أصابع الاتهام التي ذكرها الاعلام المصري: (أ) جماعة الإخوان وبؤر إرهابية المتحدث باسم الجيش في بيانه عن العملية، تحدث عن عناصر "إرهابية" لم يسمها قامت بتلك العملية، غير أنه لمّح في البيان ذاته إلى كونها تابعة لجماعة الإخوان و"البؤر الإرهابية" طبقًا لبيانه . و زعم المتحدث باسم الجيش، في بيانه، إن العملية جاءت: "نتيجة للضربات الناجحة التي وجّهتها القوات المسلحة والشرطة المدنية ضد العناصر والبؤر الإرهابية خلال الفترة الأخيرة بشمال سيناء، وفشل جماعة الإخوان والعناصر الداعمة لها لنشر الفوضى في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير(2011) المجيدة"، طبقًا للصفحة الرسمية للمتحدث العسكري باسم الجيش المصري. (ب) حماس وقطر نقلت تقارير محلية عن خبراء عسكريين وسياسيين وصحفيين استضافهم التليفزيون المصري الحكومي واستشهدت بهم المواقع المحلية اتهامات إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بجانب قناة الجزيرة القطرية، التي نُسب لها بث لقطات خاصة لوقائع العملية على شاشتها. وتنفي الإخوان علاقتها بمثل هذه الحوادث المسلحة، وتقول إنها ملتزمة ب"السلمية" في تظاهراتها وترفض العنف، كما أكدت حماس أكثر من مرة احترامها لسيادة الأراضي المصرية. وتنشط جماعة "أنصار بيت المقدس"، المصنفة كجماعة إرهابية ، والتي أعلنت لاحقًا ولاءها لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" تحت اسم "ولاية سيناء"، في محافظة شمال سيناء، وتبنّت سابقًا عمليات عنف استهدفت عسكريين ورجال شرطة. ويوم 24 أكتوبر الماضي، شنّت "أنصار بيت المقدس" هجومًا على نقطة عسكرية، بشمال سيناء، سقط خلالها 31 قتيلا من العسكريين، و30 مصابًا. الهجوم الذي وُصف حينها بالأكبر منذ الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، عن الحكم في 3 يوليو 2013 فرض قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي على إثره، حالة طوارئ لمدة 3 أشهر (أولى) انتهت يوم 24 يناير الجاري، مرفوقة بحظر تجوال طوال ساعات الليل، بمناطق في شمال سيناء. وقررت حكومة الانقلاب، يوم 25 يناير الجاري مد حظر التجوال، بمحافظة شمال سيناء، شمال شرقي البلاد، لمدة 3 أشهر جديدة. وفي خطوة لتأمين حدودها ومنع تسلل من وصفتهم ب"العناصر الإرهابية" إلى داخل البلاد، بدأت سلطات الانقلاب منذ قرابة 4 شهور إنشاء "منطقة عازلة" على مسافة 1000 متر بين مدينة رفح المصرية والحدود مع قطاع غزة (بطول 14 كيلومترًا).