الجدير بالذكر أن ستراتفور (بالإنجليزية: STRATFOR) هو مركز دراسات إستراتيجي وأمني أمريكي، يعد أحد أهمّ المؤسسات الخاصة التي تعنى بقطاع الاستخبارات، يعلن على الملأ طبيعة عمله التجسسي، ويجسّد أحد أبرز وجوه خصخصة القطاعات الأمريكية الحكومية. تطلق عليها الصحافة الأمريكية اسم “وكالة المخابرات المركزية في الظل” أو الوجه المخصخص للسي آي إيه (بالإنجليزية: The Private CIA) . معظم خبراء مركز ستراتفور ضباط وموظفون سابقون في الاستخبارات الأمريكية. وقالت الدراسة التى جاءت تحت اسم “تحديات المملكة العربية السعودية للعام الجديد” وكتبها مايكل نايبى-أوشكوا: يواجه الشرق الأوسط عدة أزمات عام 2015 فلا يزال عدم الاستقرار الليبي يشكل تهديدا للأمن في شمال أفريقيا، والضبابية التى تعيشها دول المشرق العربي والخليج العربي حول مآلات المفاوضات الأمريكيةالإيرانية، والحرب بالوكالة بين السنة والشيعة في سورياوالعراق، والفراغ الذي خلفته تعثرات الدولة التركية اقليميا نتيجة الانشغال فى المشاكل الداخلية التي تمنعها من الاضطلاع بدور أكبر في جميع أنحاء المنطقة، وعلاوة على ذلك تقويض المنطقة بالانخفاض الحاد في أسعار النفط العالمية. في حين أن المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة سوف تكون قادرة على استخدام الاحتياطيات النقدية الكبيرة للتخلص من الركود، فإن الباقي من الدول الأخرى المصدرة للنفط في منطقة الشرق الأوسط ستواجه عواقب وخيمة. تبدأ السعودية العام الجديد 2015 تحت إكراه أكبر بكثير من التحديدات التى كانت تواجهها المملكة قبل 12 شهرا – ليس فقط وفاة الملك عبدالله – ولكن دخلت أكبر دولة منتجة للنفط في العالم أيضا فى حرب أسعار مع المنتجين للنفط الصخرى الأمريكي. لأن المملكة العربية السعودية والحلفاء الإقليميين الرئيسيين لها الكويت، والإمارات العربية المتحدة، تتباهى باحتفاظها بأكثر من تريليون دولار في الاحتياطيات النقدية، وأنها ستكون قادرة على الحفاظ على مستويات إنتاج ثابتة في المستقبل المنظور. ومع عدم قدرة أعضاء أوبك الآخرين على الصمود في وجه العاصفة بسهولة. فقد أدى ذلك إلى انخفاض قدره 40 في المئة في أسعار النفط مما شكل ضغطا ماليا أكبر على ايران والحكومة في العراق، وبذلك فإن البلاد سوف تستمر في التركيز على عدم مواجهة إيران، بجانب نهج جديد لإعادة بناء العلاقات مع الجهات السنية الاقليمية الفاعلة، والتى ضعفت علاقاتها معها في السنوات السابقة. ومع ارتفاع الضغوط الإقليمية الخارجية، فإن كبرى دول الخليج مثل المملكة العربية السعودية تتجه لإعادة تقييم علاقاتها مع الإسلاميين فالتهديدات الداخلية التي يشكلها الجهاديين السلفيين والرغبة في الحد من المكاسب المستقبلية للمنافسين الاقليمين مثل ايران، للحد من المخاطر التي تشكلها الجماعات الجهادية والمتنافسة في المنطقة. استعادة العلاقات مع الإخوان المسلمين لها أيضا آثار كبيرة على العلاقات الدبلوماسية، حيث كانت قطر منذ فترة طويلة داعمة لجماعة الإخوان، ونتيجة هذه حقيقة فقد توترت علاقاتها مع الدول الأخرى – المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة – مما أدى الى إغلاق سفاراتها في قطر. ومع ذلك، فقد نتج عن استمرار التقارب بين الولاياتالمتحدةوإيران، الى انزعاج الرياض من صعود الجماعات الجهادية السلفية وأن تعيد النظر في موقفها من الإسلام السياسي. واستئناف العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة باتفاق ابو ظبى، والتفكير فى تغيير علاقاتها مع مصر وليبيا، وبعض الاتجاهات الجديدة التى تشير إلى حدوث تحول مستقبلى فى مجلس التعاون الخليجى للتكتل مع الاخوان لحل الاضطرابات التى تعصف بالمنطقة. ويأتى هذا التحسن في العلاقات مع الاسلاميين مستقبلا، في لحظة حرجة، فمع تقارب الولاياتالمتحدةوإيران التقارب، فإن دول الخليج تحاول تأمين مصالحها الخاصة قبل أن تصبح متورطة أكثر بشكل مباشر ومحتمل في ليبيا وسوريا واليمن. فى عمل عسكري يهدف الى تقويض المشروع الإيرانى وملء الفراغ الاستراتيجي للقيادة التركية في المنطقة، خصوصا في بلاد الشام. المصدر: المرصد العربي