تصدر عنوان إهمال سلطة الانقلاب في مصر ونسيان أبنائها المختطفين في ليبيا عناوين مقال الرأي في مجلة "تايم" الأمريكية. وقالت المجلة إن عائلات الرهائن المصريين المخطوف في ليبيا تتوسل من أجل عودة ذويهم بعد أن طواهم النسيان. وإلى نص المقال: اختطف 21 مسيحيًّا مصريًّا على الأقل في ليبيا في 29 ديسمبر، كان سبعة مصريين متجهين شرقا على متن سيارة انطلقت من مدينة سرت، وبدأت رحلة طويلة للعودة إلى مصر. و لكن على حدود المدينة، التي تطل على ساحل البحر المتوسط، استوقفهم مسلحون، واتصل بعدها أحد المصريين بعمه مستغيثا بقوله: "نحن مختطفون". وقال بباوي إلهام ويلسون شقيق المختطف صموائيل إلهام ويلسون: "لم تستغرق المكالمة سوى 10 ثوان". صموائيل مكث في ليبيا 18 شهرًا يعمل سباكًا، وظل يتطلع إلى العودة لمصر خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، لكنه خاف من رحلة العودة". واستطرد شقيقه: "لقد أخبرنا أن الطريق خطير، ووعدنا بالعودة عند تحسن الظروف". ويعتقد "ويلسون" أن شقيقه بين 21 مسيحيًّا مصريًّا أعلنت جماعة ليبية مسؤوليتها عن اختطافهم. ونشر الفرع الليبي لداعش صور الرهائن في وقت سابق من الشهر الجاري. وأفادت عائلة "صموائيل" التي تقطن في محافظة المنيا أن الخاطفين لم يجروا أي اتصالات بها. وبعكس المختطفين الأجانب الآخرين، لم يستعرضهم الخاطفون في لقطات مصورة بالبدلة البرتقالية. كما لم تجتذب معاناتهم إلا قسطًا يسيرًا من الاهتمام الإعلامي الذي مُنح للأسيرين اليابانيين التي تهدد تنظيم الدولة بقتلهما. ويؤكد الاختطاف الصراع الليبي الذي يتجاوز التوقعات، ويهدد دول الجوار. اختطاف المصريين في واقعتين منفصلتين يضيف إلى الأزمة المتصاعدة في العلاقات المصرية مع جارتها الهشة، التي انزلقت العام الماضي إلى صراع داخلي بين حكومتين متنافستين، والحلفاء المسلحين التابعين لهما. وبالنسبة لمصر، فإن الاختطاف يمثل ورطة أخرى ناجمة عن تفسخ الدولة الليبية بعد ثلاث سنوات ونصف من إسقاط ثورة مسلحة لنظام الديكتاتور معمر القذافي. عمليات الخطف الأخيرة تمت على مرحلتين، فبعد اختطاف الرجال السبعة في 29 ديسمبر، اختطف مسلحون مقنعون 13 آخرين من منزلهم في سرت. وقال عزيز حنا أحد الناجين إن المهاجمين فحصوا أوراق هوية المصريين، ثم أخذوا المسيحيين، وأطلقوا سراح المسلمين. واستُهدف المصريون على نحو متكرر خلال الصراع الدائر في ليبيا. وفي يناير 2014، اختُطف خمسة من موظفي السفارة المصرية في أعقاب إلقاء السلطات المصرية القبض على قائد مسلح ليبي، وأُطلق سراح الخمسة فيما بعد وأخلى سبيل القائد الليبي. وفي نوفمبر الماضي، انفجرت سيارة مفخخة امام السفارة المصرية. ويعاني مسيحيو مصر في ليبيا على وجه الخصوص، ففي ديسمبر الماضي قتل مسلحون طبيبا مصري وزوجته وابنتهما في سرت. وفي 2012، أُحرقت كنيسة مصرية في مدينة بنغاري. ما يعقد الوضع على القاهرة هو التعداد الكبير للعمالة المصرية بليبيا والتي تناهز 1.5 مليون وفقا لأحدث إحصائيات المنظمة الدولية للهجرة. ويسعى العديد من المصريين للفرار من العنف، حتى أن عدد العائدين للقاهرة بلغ في أسبوعين فقط في مارس 2011 نحو 135 ألف. عائلات المختطفين قالوا إنهم لم يتلقوا معلومات كافية من السلطات أو الخاطفين حول مصير ذويهم. وعبر أقارب المخطوفين عن استيائهم من رد فعل الحكومة المصرية واصفين إياه بغير الملائم. ولم يرد المتحدث باسم الخارجية المصرية بدر عبد العاطي على استفسارات ورسائل حول تطورات وضع المختطفين. وسبق لعبد العاطي أن أكد للصحفيين أن 20 مصريًّا اختطفوا خلال واقعتين منفصلتين. واختتم ويلسون قائلا: "أرغب من المسؤولين إدراك أنهم مخطئون.. فهم يقفون جانبنا دقيقة، وفي الدقيقة التالية يديرون لنا ظهورهم".