تظاهر آلاف الباكستانيين عقب صلاة الجمعة بولاية باجور احتجاجا على قصف المدرسة الدينية الأسبوع الماضي في غارة جوية قتل فيها نحو 80 شخصا. وشملت المظاهرات التي دعت إليها المعارضة مدينة خار عاصمة ولاية باجور بشرقي البلاد. وقد توعد المتظاهرون بالثأر من الهجوم, ورفعوا دمى للرئيس الأميركي جورج بوش والرئيس الباكستاني برويز مشرف على بغال طافت الولاية قبل إحراقها. وقال وحيد جول نائب رئيس الجماعة الإسلامية إن "سكان المنطقة القبلية يعاملون وكأنهم إرهابيون والجيش الأميركي والباكستاني يقتلان الأبرياء". كما توعد أحد المتحدثين في التظاهرة بالثأر لكل الضحايا, فيما ردد المشاركون هتافات "الجهاد". وتعد هذه المظاهرات الأحدث في سلسلة مظاهرات شهدتها المدن الباكستانية احتجاجا على قصف المدرسة. وكان أكثر من 8000 مسلح تظاهروا الأربعاء في بلدة موماندغاره الواقعة بين باجور وإقليم مهمند القبلي المجاور، في حين تجمع نحو 3000 مسلح في دانكول قرب الحدود الأفغانية. كما رفض زعماء جبهة العمل المتحد المعارضة -التي تضم ستة أحزاب إسلامية- تصريحات الرئيس برويز مشرف التي قال فيها إن جميع القتلى في غارة باجور من المسلحين، واتهموه بالكذب. وقال أحد الناجين من الهجوم إن المدرسة لم تستخدم من قبل المسلحين, مضيفا أن معظم القتلى هم من الأطفال الأبرياء. وأضاف أبو بكر (22 عاما) -الذي أصيب في ساقه وكان ضمن ثلاثة فقط نجوا من الحادث- أنه لم يكن هناك أي تدريب عسكري بالمدرسة وإنما "جئنا لنتعلم دين الله". في المقابل أعلنت إسلام آباد أن الغارة الجوية على المدرسة الدينية كانت تستهدف الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. وقال مسؤول أمني باكستاني كبير رفض الكشف عن اسمه إن المدرسة كان يرتادها ناشطون من تنظيم القاعدة أبرزهم الظواهري وأبو عبيدة المصري. في سياق منفصل قال مسؤول أمني بمنطقة وزيرستان القبلية المضطربة إن مسلحين موالين لحركة طالبان أعدموا رجل دين بقطع رأسه بعدما اتهموه بالتجسس لصالح الولاياتالمتحدة. وقد عثر على جثة مولانا صلاح الدين (45 عاما) على الطريق بين شمال وجنوب الإقليم. وقال المصدر إن رسالة وجدت على جثته تفيد بأنه جاسوس أميركي, مشيرا إلى أن الجثة أمطرت بالرصاص بعد قطع رأسه.