يوجد في أحد أزقة مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين، وسط قطاع غزة، تعيش عائلة مواطن مصري الجنسية متزوج من فلسطينية، ابتلاهم الله بولدين مصابين بمرض شلل النخاع، ويحتاجون في الشهر إلى مبالغ طائلة لعلاجهم. المواطن المريض بالغضروف، لا يوجد له أي أقارب في غزة سوى أهل زوجته، الذين سكَّنوه وعائلته في غرفة على السطح لا تصلح للمعيشة، يجتاحها المطر من كل مكان، ولا يفارقها البرد، وتحوي بين جدرانها حكاية ألم فاق كل التوقعات. رزق الله العائلة بطفلين قبل عدة أعوام مصابان بشلل رباعي نتيجة الإصابة بشلل دماغي في النخاع، وتتراوح أعمارهم بين السادسة والثامنة. يحتاج الطفلين بشكل دوري إلى مصاريف علاج خاصة، إضافة إلى "بامبرز"، وحليب وأغذية خاصة بحالتهم المزمنة التي ابتلاهم الله بها من الولادة. مرض رب الأسرة بالغضروف حال بين إمكانية عمله، علاوة على الحصار الشديد الذي يعيشه قطاع غزة منذ ما يقارب 8 أعوام، والذي تسبب ببطالة دائمة أصابت آلاف الأسر في القطاع المكلوم. وبين مجتهد للبحث عن دواء للطفلين، وأب مكلوم مجروح مريض يعجز عن توفير قوت يوم أبنائه وأسرته، وبين حصار ضرب بكل مناحي قطاع غزة، وبين أم امتلأت عيونها بالدموع تحلم بمستقبل أفضل لعائلتها، وبين برد الشتاء، وسيول الأمطار، تحلم هذه الأسرة بحياة كريمة تبعد عنهم خطر الموت المحدق بهم في كل وقت.