غادر الولاياتالمتحدة في الطريق إلى قطاع غزة نحو مائتي ناشط أمريكي في حملة هي الأولى من نوعها تنطلق من الولاياتالمتحدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة؛ حيث ينوي المنظمون شراء مواد طبية وغذائية من مصر، ونقلها على متن حافلات إلى معبر رفح. القافلة التي أطلقوا عليها اسم "فيفا باليستينا" أو "عاشت فلسطين" جاءت بعد جهد كبير بذله المنظمون على مدى الشهرين الماضيين لجمع نحو مليوني دولار من ولايات أمريكية عدة.
ويرى النائب البريطاني جورج جالاوي الذي نظم حملة مماثلة من لندن قبل عدة أشهر أن انطلاق القافلة من الولاياتالمتحدة له أهمية خاصة هذه المرة، وقال: "لنا ثلاثة أهداف، أولاً أن نوصل رسالة للعالم الإسلامي مفادها أن الشعب الأمريكي ليس عدوًّا لهم، وإبلاغ الشعب الفلسطيني أنه على الرغم من أن الدول العربية لم تستطع إنقاذه فإن العرب والمسلمين وأصدقاءهم في العالم يحاولون القيام بما في وسعهم لإنقاذهم، وأخيرًا نريد توصيل رسالة للشعب الأمريكي بأن الأوضاع يجب أن تتغير".
وكان جالاوي قاد قافلة المساعدات البريطانية "شريان الحياة" لسكان قطاع غزة في مارس الماضي، وكانت تضم نحو 300 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية ودوائية وغذائية.
ورغم الدور البارز لمئات النشطاء من العرب والمسلمين الأمريكيين فقد ساعد في نجاح قافلة "عاشت فلسطين" مساهمات مهمة قدمتها منظمات مدنية، وكذلك كنائس وافقت على تلقي تبرعات لصالح الحملة تجنبًا لأي معوقات في ضوء القيود العديدة المفروضة على المسلمين في جمع التبرعات في الولاياتالمتحدة منذ أحداث 11 سبتمبر.
كما كان للأمريكيين من أصول أفريقية حضور بارز في القافلة الأمريكية متشجعين بما يبدو أنه توجه جديد لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في التعامل مع ملف السلام في الشرق الأوسط.
وقال العضو بالمجلس المحلي بمدينة نيويورك الأب "تشارلز بارون": "نحن كأفارقة مررنا بمعاناة شبيهة تمامًا بما يعاني منه شعب غزة، نحن شعب واحد فإذا كانوا هم يعانون فنحن نعاني أيضًا، وإذا كان الإسرائيليون لديهم ما يكفي من الوقاحة لمنع وصول الغذاء والدواء ومواصلة الإبادة الجماعية لشعب غزة فإنه لا يمكنني أن أنعم بالراحة".
ويقول المنظمون إنهم يتطلعون لمساعدة السلطات المصرية لهم وتسهيل عبورهم لغزة عبر معبر رفح؛ وذلك قبل أن يقوموا بجمع التبرعات لإطلاق قافلة أضخم بحلول نهاية العام الحالي.
وكانت السلطات المصرية قد سمحت بدخول قافلة "شريان الحياة" البريطانية بكامل أفرادها عبر معبر رفح، لكنها طلبت أن تمر المعدات الثقيلة مثل مولدات الكهرباء وسيارات الإسعاف والإطفاء التي تصطحبها عبر معبر العوجة الذي يسيطر عليه الكيان.
ويأمل منظمو قافلة "عاشت فلسطين" أن يكون انطلاق أول قافلة تضامن مع غزة من الولاياتالمتحدة مؤشرًا على حدوث تغير حقيقي في السياسة الأمريكية تجاه الصراع العربي- الصهيوني كما أنهم يهدفون إلى إيصال رسالة واضحة مفادها أن الأمريكيين يتفهمون جيدًا المعاناة التي يتعرض لها سكان القطاع على مدى سنوات الحصار الثلاث الماضية.