طهران - طلبت وزارة الأمن الإيرانية من الشرطة الدولية "الانتربول" توقيف الطبيب الذي حاول انقاذ الشابة ندا آغا سلطان، التي ذكرت تقارير أن عنصرا من قوات الباسيج قتلها عندما كانت تتابع مع والدها المظاهرات في أحد شوارع طهران. وقال قائد قوى الأمن الداخلي آرش حجازي، اليوم الأربعاء" إنه بعد "التحقيقات التي جرت بأمر من الرئيس محمود أحمدي نجاد في طهران" طلبت وزارة الأمن من الانتربول توقيف الطبيب، مشيرا إلى أن قتل ندا كان مخططا لإثارة اضطرابات واسعة ضد نظام الجمهورية الاسلامية.
وأثار شريط فيديو جدلا وزع على الانترنت وبثته القنوات الفضائية، جدلا وتعاطفا واسعا، بعد تصويره الحظات الأخيرة لندا بعد إطلاق رصاصة أصابتها في صدرها، ومحاولة انعاشها قبل أن تلقى حتفها خلال دقيقتين بين ذراعي معلمتها وقبل وصولها للمستشفى.
وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد دعا الاثنين إلى فتح تحقيق في مقتل الشابة ندا آغا سلطان، وقال في رسالة وجهها الى رئيس السلطة القضائية اية الله محمود هاشمي شهرودي ونشرتها وكالة الأنباء الطلابية "نظرا الى التقارير الملفقة العديدة حول هذا الحادث والدعاية الواسعة النطاق حوله التي بثتها وسائل الإعلام الأجنبية، والتي تظهر ان هناك تدخلا واضحا من قبل أعداء إيران الذين يريدون استغلال الوضع سياسيا والاساءة الى صورة الجمهورية الإسلامية، فإني أطلب منكم بالتالي أن تأمروا السلطات القضائية بالتحقيق في مقتل هذه المرأة بأكبر قدر ممكن من الجدية والتعرف الى العناصر المسؤولة عن قتلها ومقاضاتها".
من جهة أخرى، جمع عددا من أعضاء البرلمان الإيراني توقيعات لتقديم شكوى للقضاء ضد المرشح الرئاسي مير حسين موسوي بتهمة العمل على تقويض نظام الجمهورية الاسلامية، غير أنهم لم يقدموا تلك الشكوى للقضاء بعد.
وقال عضو بارز في البرلمان إن هذه الشكوى ستقدم إذا ما استمر موسوي في معارضته لتثبيت محمود أحمدي نجاد رئيسا, مشيرا الى أن عددا من أقطاب المعارضة الذين اعتقلوا في الاحداث الاخيرة، انتزعت منهم اعترافات تحت التعذيب حول مشاركتهم في دورات تدريب تمت في دولة خليجية لإيجاد ثورة مخملية وقلب النظام.
وأكد النائب أن من بين الأشخاص الذين "أدلوا باعترافات" وهو يبكي محمد علي أبطحي نائب الرئيس السابق محمد خاتمي، الذي نقل عنه في اعتراف مصور أنه رحّب بنزع لباسه الديني كإجراء عقابي. وتؤكد مصادر أن التلفزيون الايراني ينوي بث الاعترافات التي وصفت بالمفركة.
وكشفت مصادر في الأمن الايراني أن نحو 1032 شخصاً اعتقلوا خلال الاضطرابات الأخيرة في طهران 500 منهم مصابون ويرقدون في المشافي.
وأكدت المصادر أن من بين المعتقلين اثنين من كبار المسؤولين في وزارة النفط، وأنهم كانوا يخططون لإعلان إضراب عام يشل قطاع النفط بعد إعلان نتائج الانتخابات.
من جانبه أعلن الإصلاحي الايراني مهدي كروبي رفضه المطلق لتثبيت محمود احمدي نجاد رئيساً. وقال إنه لن يعترف بحكومته، ووصفها بأنها غير شرعية. وأكد كروبي أنه دخل السباق الانتخابي من أجل التغير، وشدد أن لا التزوير ولا القمع يمكنهما أن يمنعاه من مواصلة النضال للوصول الى هدف المحافظة على الجمهورية.