طهران - تعهد أنصار المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي بمواصلة التظاهرات الأربعاء ولليوم الخامس على التوالي احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية في إيران والتي قالت السلطات إن الرئيس محمود احمدي نجاد فاز فيها رغم إعلان مجلس صيانة الدستور عن إمكانية إعادة فرز جزئي للأصوات في بعض المناطق. وأفادت الأنباء بإلقاء القبض على شخصيتين كبيرتين من أنصار موسوي وهما الاقتصادي سعيد ليلاز وعالم الاجتماع حميد رضا جلالي بور صباح الأربعاء لينضما إلى عشرات الصحفيين والشخصيات الإصلاحية التي القي القبض عليها خلال الأيام القليلة الماضية.
كما أفادت الأنباء عن تعرض السكن الجامعي في عدد من المدن الإيرانية لهجمات على يد مليشيا الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني.
ويلعب الطلبة دورا فاعلا في حركة المعارضة في إيران حيث أشارت الأنباء إلى انتشار قوات الأمن داخل العديد من الجامعات منذ بدء حركة الاحتجاجات.
وتزامن ذلك مع فرض الحكومة قيودا مشددة على عمل وسائل الإعلام وخاصة الأجنبية حيث منعت المراسلين من تغطية أنشطة المعارضة والتظاهرات من موقع الحدث أو بث صور لها وألزمتهم بالعمل من مكاتبهم فقط.
وترافق ذلك أيضا مع التشويش على إرسال عدد من القنوات الفضائية مثل قناة بي بي سي الناطقة بالفارسية ووقف الرسائل النصية عبر الهاتف النقال وحجب العديد من المواقع على شبكة الانترنت.
وقد أصدر الحرس الثوري بيانا الأربعاء حذر فيه مواقع الانترنت والمدونات الشخصية التي تتابع ما يجري في إيران وطالبها بحذف جميع المواد التي تخلق التوتر في إيران حسبما جاء في البيان.
من جهة أخرى يواجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضغوطا لحمله على إبداء دعم علني للتيار الإصلاحي المعارض في إيران.
وقال أوباما في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك في واشنطن ان الأحداث في إيران تدعو للقلق وإنه يعتقد بأن صوت الإيرانيين لابد وأن يُسمع .
ولكنه أضاف انه لا يريد أن يبدو وكأنه يتدخل في الشؤون الداخلية لإيران.
وقلل أوباما من أهمية الفرق بين محمود أحمدي نجاد وخصمه السياسي مير حسين موسوي، وقال في مقابلة مع محطة سي ان بي سي التلفزيونية ان كلاهما معاد للولايات المتحدة، وأضاف قائلا: "على أي الأحوال سيترتب علينا التعامل مع نظام ايراني معاد تاريخيا للولايات المتحدة ".
وأوضح أوباما سبب عدم ظهور الولاياتالمتحدة بمظهر الداعم للمعارضة فقال ان "أسهل ذريعة يمكن أن يستخدمها الرجعيون لقمع الإصلاحيين هي اتهامهم بتلقي دعم أمريكي".
من جهة أخرى قال التلفزيون الإيراني الرسمي ان المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي قد دعا إلى الوحدة الوطنية في اجتماع عقده مع ممثلين عن المرشحين الأربعة للرئاسة الإيرانية.
ونسب إلى خامنئي القول: "في الانتخابات لكل توجهه، ولكن الجميع يؤمنون بالنظام ويدعمون الجمهورية الإسلامية".
وكان مجلس صيانة الدستور قد قال انه مستعد لإعادة فرز الأصوات التي تطرح المعارضة حولها علامات استفهام.
وكان حسين موسوي قد طالب بإعادة الانتخابات، وقال أنصاره إن إعادة فرز الأصوات لا معنى لها لأنهم يشكون بأن ملايين الأصوات قد اختفت.
يذكر أن السلطات الإيرانية حجبت بعض المواقع المخصصة للاتصالات وكذلك الخدمات الهاتفية المتنقلة.
وقامت السلطات الايرنية بمنع الصحفيين بمن فيهم الإيرانيين العاملين مع وكالات صحفية أجنبية من إرسال التقارير من الشوارع، وقالت ان بامكانهم العمل في مكاتبهم وإجراء مقابلات على الهاتف أو رصد التلفزيون الإيراني الرسمي من هناك.
ويحظر على وكالات الأنباء إرسال صور أو لقطات فيديو من إيران.
وشهدت شمالي طهران الثلاثاء تظاهرات كبيرة لأنصار موسوي، وقال شهود عيان ان عدد المشاركين فيها الثلاثاء فاق عدد المتظاهرين يوم الاثنين الماضي والتي ضمت مئات الآلاف.
وجاء تنظيم هذا التجمع رغم مناشدة موسوي مؤيديه تجنب الاصطدام بأنصار الرئيس محمود احمدي نجاد.