تجمع عشرات الآلاف من أنصار المرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات الرئاسية الإيرانية مير حسين موسوي وسط طهران حدادا على القتلى الذين سقطوا في مظاهرة سابقة، في الوقت الذي ينتظر الشارع الإيراني كلمة المرشد الأعلى للجمهورية والتي يتوقع أن يبدي فيها موقفا حاسما من الأزمة الراهنة. وأوضح مراسل الجزيرة في طهران أن أنصار موسوي احتشدوا في مسيرة صامتة انتهت في ميدان الإمام الخميني دون أي خطابات أو تحركات متوترة بمشاركة موسوي نفسه الذي ألقى خطابا أكد فيه على ضرورة التزام الهدوء، متهما أشخاصا من الطرف الآخر بالاندساس بين مناصريه وافتعال أعمال الشغب لتشويه صورته. وطالب موسوي أنصاره بمواصلة المظاهرات السلمية، مشددا على أنه لن يتراجع عن مطالبه بإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية التي قال إنها زورت لصالح الرئيس محمود أحمدي نجاد. بيان الباسيج ونقلت مصادر إعلامية أن بعض المتظاهرين كانوا يرفعون صورا للضحايا الذين سقطوا في نهاية المظاهرات التي جرت الاثنين الماضي جراء إطلاق الرصاص بعد أن حاول بعض أنصار موسوي اقتحام مبنى سكني تابع لقوات الباسيج (التعبئة الشعبية التابعة للحرس الثوري الإيراني). ولفت مراسل الجزيرة إلى أن قوات الباسيج أصدرت من جانبها بيانا طالبت فيه الجميع بالتزام الهدوء وحثتهم على المشاركة في الاستماع إلى كلمة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي والتي سيلقيها في خطبة صلاة الجمعة يشار إلى أن بعض أنصار موسوي رفعوا لافتات تدعو المحتجين للبقاء في منازلهم الجمعة عندما يؤم خامنئي الصلاة في جامعة طهران على أن يعاودوا تجمعاتهم الاحتجاجية يوم السبت وذكر مراسل الجزيرة نقلا عن مصادر إيرانية أن كلمة المرشد الأعلى -كما هو متوقع- ستحدد الإطار العام لحل الأزمة التي تشهدها إيران لأول مرة منذ الإطاحة بحكم الشاه عام 1979، مشيرا إلى أن الكلمة ستأتي قبل يوم واحد فقط من الاجتماع المقرر لمجلس صيانة الدستور السبت مع المرشحين الأربعة أو ممثليهم. ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر إيرانية مطلعة قولها إن الحل للأزمة الداخلية لن يخرج عن الإطار الذي اقترحه المرشد الأعلى، وهو إجراء إعادة فرز جزئية للأصوات في المراكز المتنازع عليها وليس إعادة الانتخابات كما يطالب موسوي. وأشار المراسل إلى أن إعادة الفرز لن تتم إلا بعد أن تقوم لجنة مستقلة يشكلها مجلس صيانة الدستور -أحد أهم المؤسسات الحاكمة في البلاد- بالتثبت من صحة الطعون المقدمة من قبل المرشح موسوي والمرشح الآخر محسن رضائي. سيناريوهات الحل وفي ضوء السيناريوهات المحتملة للخروج من الأزمة، ذكر مراسل الجزيرة أن بعض المراقبين لم يستبعدوا أن تفضي إعادة فرز الأصوات الجزئية إلى رقم جديد من الأصوات يحتم إجراء جولة ثانية من الانتخابات التي ستكون في هذه الحالة بمثابة حل وسط يرضي الطرفين. وكان المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور عباس علي كودخدائي صرح بأن المجلس قرر دعوة المرشحين الثلاثة الذين خسروا في الانتخابات الرئاسية لاجتماع غير عادي يوم السبت لبحث شكاواهم، مؤكدا أن المجلس سيدرس وبعناية 646 شكوى مقدمة إليه بهذا الشأن. من جهة أخرى قالت مصادر إعلامية إيرانية إن السلطات الأمنية الإيرانية أصدرت أمرا بمنع سفر فائزة وأخيها مهدي نجلي الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني لأسباب قيل إنها تتعلق بمشاركتهما في احتجاج لأنصار موسوي أمام مبنى التلفزيون في مخالفة لقرار وزارة الداخلية بمنع المظاهرات.