اجتمع أعضاء الأمانة العامة للمحافظات بحزب العمل بمقر المركز العربي للدراسات بالمنيل الجمعة الماضية، برئاسة المستشار محفوظ عزام رئيس الحزب, وبحضور عبد الحميد بركات الأمين المفوض, ومحمد السخاوي أمين التنظيم وعدد كبير من أعضاء الأمانة العامة بالمحافظات, وقد استعرض الاجتماع آخر تطورات الوضع القانوني في قضية مجدي أحمد حسين الأمين العام للحزب, كما استعرض الاجتماع الموقفين السياسي والتنظيمي للحزب. في بدابة الاجتماع أكد محفوظ عزام رئيس الحزب أن حبس مجدي حسين يحتم علينا أن نقوي حزبنا ونعمل علي وضع الأسس السليمة للنهوض بالقواعد الحزبية في المحافظات, وأشار إلى ضرورة تحديد مواعيد لاجتماع اللجنتين العليا والتنفيذية ومناقشة سبل تقوية الهياكل التنظيمية للحزب في المحافظات. وأكد أن الحزب بكامل أعضائه وقياداته يؤيد ويتضامن مع مجدي حسين الأمين العام للحزب؛ مشيرا إلى أن حبس مجدي حسين قرارا سياسيا لإسكات الصوت المعارض للنظام؛ ومحاولة للضغط على حزبنا، ولكننا سنظل دائما نقول كلمة الحق مهما دفعنا من تضحيات في سبيل إصلاح هذا الوطن.
آخر تطورات قصية الأمين العام واستعرض عبد الحميد بركات الأمين العام المفوض الوضع القانوني لقضية مجدي حسين المحبوس على ذمة قضية الذهاب إلى غزة, أعلن بركات عن مقابلة د. نجلاء القليوبي ووفد من أعضاء الحزب لنقيب الصحفيين مكرم محمد أحمد وطلبوا منه بعض المطالب الخاصة بمجدي حسين مثل دخول الجرائد المستقلة, وجعل الزيارة اسبوعيا، والسماح لأصدقائه ومعارفه بالزيارة، وإدخال ثلاجة نظرا لقدوم الصيف، وأكد بركات أن النقيب أعلن استجابته لهذه المطالب ولكن في الحقيقة لم يتحقق منها إلا القدر اليسير. واقترح أعضاء الحزب ارسال خطابات تأييد وتضامن لمجدي حسين داخل محبسه؛ ولضمان وصول هذه الخطابات اقترح الأعضاء إرسال الخطابات داخل حوالة بريدية بمبلغ بسيط, علما بأن ادارة السجون تقوم بفتح هذه الخطابات قبل أن تصل إلى المساجين, لذلك اقترحوا أن تكون الخطابات مع الحوالة البريدية كرمز للتضامن مع مجدي حسين. إتمام النقض في القصية وأعلن حسن كريم محامي الحزب أنه قام بتقديم النقض في قضية مجدي حسين إلا إنه لم يعول عليها كثيرا مؤكدا أن قرار حبس مجدي حسين قرارا سياسيا ولا يمت إلى القضاء بصلة؛ لذلك علينا أن نستمر في الضغط على النظام بإرسال خطابات التأييد لنبرهن لهذا النظام أن الحزب لن يصمت إلا بخروج أمينه العام من محبسه, وأشار إلى أن الحوالات البريدية يتم ارسالها على: المرج – سجن المرج رقم بريدي 11721 باسم مجدي أحمد حسين.
واستعرض محمد السخاوي أمين التنظيم الموقف السياسي فأشار إلى ضرورة أن نعمل كحزب على إرشاد الجماهير بأن سياسات هذا النظام تضع أمننا القومي في خطر؛ فمن الشمال الشرقي يتربص بنا الكيان الصهيوني ويساعده هذا النظام في حصار غزةوالفلسطينيين, ومن الجنوب تمتد الأيادي الصهيونية لتعبث بأمننا القومي في السودان حتى وصلت إلى منابع النيل في أقصى الجنوب في ظل تحاذل هذا النظام في التعامل مع الحلف الصهيوني الأمريكي. وفي المقابل يقوم بتنفيذ أوامر الأعداء بمحاصرة المقاومة في فلسطين لصالح الصهاينة، علما بأن المقاومة تصب في أمننا القومي المباشر وهذا ما نستنكره وندينه ونطالب النظام بتغيير الأوضاع وفك الحصار عن اخواننا في غزة وفتح معبر رفح وتقديم كل أنواع العون للمقاومة الفلسطينية الباسلة، وعدم الاستسلام للأعداء. كما استعرض أمين التنظيم الموقف التنظيمي للحزب وأشار إلى امتداد الحزب في كل المحافظات وتواصل المحافظات مع قيادة الحزب, وتم تنشيط كثير من اللجان لاستيعاب العمل الجماهيري في الفترة القادمة, وأكد أن حزبنا ممنوع من تكوين لجان في شمال سيناء مشيرا إلى تواجد الحزب في العريش ودهب.
خلية حزب الله وأشار السخاوي إلى قضية ما يسمى بخلية حزب الله فأكد أن على نظامنا أن يقدم الدعم للمقاومين والمجاهدين في كل مكان، وهذا دور مصر منذ ثورة يوليو، ولكن ما حدث أنه شارك في حصارهم فلذلك حاول حزب الله تقديم يد العون للمجاهدين في غزة, وقد أصدرنا بيانا يوضح موقف الحزب من هذه القضية، وفيما يلي نص البيان:
بيان الحزب المعلق بخلية حزب الله يتابع حزب العمل بقلق شديد هذه الموجة العارمة من العداء والحملات الاعلامية الرسمية ضد حزب الله والمقاومة اللبنانية ، وهذا ليس جديداً فمنذ عام 1977 وحتى الآن فإن النظام المصري يدخل في معركة تلو المعركة ضد طرف عربي أو اسلامي ولايعرف التفاهم والهدوء والتعامل بروية إلا مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل مهما فعلا في حق مصر والعروبة والاسلام. إن النظام المصري يطرح القضية بشكل معكوس ،فهو يتحدث عن خرق السيادة المصرية لتمرير أسلحة لغزة . أما الطرح المستقيم فهو السؤال عن موقف النظام المصري من المقاومة الفلسطينية ، ومن حصار غزة.
إن النظام المصري مازال مصرا على اغلاق معبر رفح ، وهو يعلن أنه لن يفتحه بشكل اعتيادي إلا بموافقة أعداء الأمة : أمريكا واسرائيل . وإذا أراد طرف عربي أو اسلامي أن يرسل أسلحة للمقاومة الفلسطينية في غزة فإنه لن يستطيع ذلك لأن الحدود المصرية - الجار العربي الوحيد المتاخم لغزة – مغلقة .. فإذا كان النظام المصري لايسمح بدخول الأغذية ومواد الحياة الأساسية إلا بموافقة اسرائيل عبر معبري كرم أبو سالم والعوجة فإنه بالقطع لا يوافق على إرسال أسلحة إلى غزة. وبالتالي فان حزب الله كان مضطراً لذلك ، وهو في ذلك يلتزم بشرع الله في دعم المقاومة ، بينما النظام المصري لا يوالي إلا أمريكا واسرائيل ، وهو خروج صريح على ما هو معلوم من الدين بالضرورة وفقاُ للعديد من البيانات المتوالية الصادرة أخيرا عن علماء المسلمين في مصر وخارج مصر. وبالتالي فان موقف النظام المصري المعادي للمقاومة والمساند لاسرائيل هو الذي يفرض على كل من يريد دعم غزة أن يحاول فعل ذلك من وراء ظهره وهو ما يبرر محاولات الأستاذ مجدي حسين – أمين عام الحزب – المتكررة في دخول غزة لإعلان تضامن القوى الوطنية ومنعه المتكرر واضطراره لدخول غزة بشكل غير رسمي - لأن إتباع أوامر الله سبحانه وتعالى في موالاة المؤمنين ( في غزة ) أعلى من السيادة المصرية – ولا يتعارض معها – تلك السيادة المصرية التي لا يتحدثون عنها إلا عندما يتعلق الموضوع بغزة المقاومة . أما إذا ضبطوا شبكات اسرائيلية للتجسس والتخريب فيتم التعامل معها بمنتهى الرفق والحساسية فلا يؤثر ذلك على العلاقات مع اسرائيل بل يزيد التطبيع معها ، ومن يحبس يخرج بعفو رئاسي كمصراتي وعزام .
إن القول بأن حزب الله كان يستهدف أعمالا تخريبية ضد مصر لا يستقيم مع التاريخ الطويل المعروف لهذا الحزب على مدار 27 عاماً حيث لم يقم بعملية واحدة ضد أي هدف عربي داخل أو خارج لبنان ،ولا يستقيم مع نهج حزب الله الذي لايستخدم العنف إلا ضد الكيان الصهيوني عندما يعتدي على لبنان ثم إن هذا القول قفز على تحقيقات القضاء والتي لم تبدأ بعد.
ونود أن نؤكد على أنه إذا ثبت أن حزب الله كان يستهدف أعمال تخريبية ضد مؤسسات مصرية، فسنكون أول من يدينه ، ولكننا نعرف التاريخ الطويل غير المشرف لأجهزة أمن النظام في تلفيق القضايا ، وانتزاع اعترافات غير صحيحة تحت التعذيب حتى مع المصريين، بل ان التقارير الرسمية الدولية أثبتت أن الولاياتالمتحدة كانت ترسل بعض الاسلاميين إلى مصر لانتزاع الاعترافات منهم تحت التعذيب. وأن محاكمة عادلة وشفافة وعلنية (وليست سرية كمحاكمة مقتل سوزان تميم) هي التي يمكن أن تقنع الرأي العام بصحة هذه الاتهامات، ولكن الأمر الظاهر حتى الآن أن أجهزة النظام تضيف قصصاً وروايات لتشويه صورة حزب الله المقاوم ، ولاستثارة الشعب المصري ، وان طريقة النشر في هذه الحملات تشي بذلك ، حيث لم يعد للمحاكمة أي ضرورة ، فقد أصدر النظام حكمه بالفعل وبدأ في حملاته الاعلامية .
أما جوهر القضية فهو قيام حزب الله بدعم المقاومة في غزة، ولولا هذا الدعم ما كان هذا الصمود الرائع الذي رأيناه خلال حرب الابادة التي شنتها اسرائيل على غزة في ديسمبر ويناير الماضيين . والقول بأن هذه الشبكة تعمل في مصر منذ عام 2006 فهذا يعني أنها قامت بالفعل بإدخال الأسلحة التي لاتُصنع في غزة إليها. ومن الطبيعي أن ذلك ما كان له أن يحدث من خلال النظام المصري الذي لايدخل أي شئ الى غزة إلا بموافقة اسرائيل ! واسرائيل لاتوافق على ادخال الأسلحة بطبيعة الحال .. وإذا كان دعم المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني الغاشم اتهاما فدعونا نحاكم مصر عبد الناصر التي كانت سندا وعونا لكل حركات التحرر في الوطن العربي وإفريقيا.
إن أصل الموضوع أنه آن لمصر أن تفكك تحالفها الاسترتيجي والأزلي مع أمريكا والصهيونية وأن تلتزم بالموقف الشرعي القائم على موالاة المؤمنين دون الأعداء ، عملا بقول الله عز وجل : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقّ " . " تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ " الممتحنة (1) والواضح ِأن النظام المصري لايسر المودة لاسرائيل وأمريكا فقط بل يقول ذلك في العلن ويسمي العلاقات مع أمريكا " استراتيجية وأزلية " وأن السلام " استراتيجي" مع إسرائيل مهما فعلت
وعندما كانت غزة تذبح لم نجد حملة مماثلة ضد الكيان الصهيوني بل كان هم النظام أن يعلن أنه لن يفتح معبر رفح، وأن حماس هي التي استفزت اسرائيل !!
وكذلك فاننا نستنكر إعادة إثارة النعرة المصرية ضد كل ماهو عربي أو اسلامي، ونقول من واقع الوطنية المصرية الأصيلة والمستعدة للتضحية من أجل مصر بالدم ، إن اثارة النعرة المصرية ضد العرب والمسلمين، نوع من الاعلام الجاهلي الذي ينكر قول الله عز وجل ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) . فعلى مدار العقود الثلاثة الماضية اتخذ النظام المصري مواقف عدائية ضد أطراف عربية كل على حدة أو ضدهم كلهم مجتمعين، بينما كان الثابت الوحيد في السياسة المصرية هو الصداقة مع الولاياتالمتحدة واسرائيل والغرب.
اتقوا الله في مصر .. وان كانت لديكم الشجاعة فاعترفوا بجريمتكم ضد غزة وافتحوا معبر رفح ، ولا تحاربوا دعم المقاومة بالسلاح .. إذا فعلتم ذلك ترضون الله سبحانه وتعالى ، وتصبحون زعماء العرب ان كنتم ترغبون.