المجد يبزغ من بيوت الشرف... والثائر يحمل مشروعا يبشر به الأمة للخلاص من أنظمة رجعية ومستبدة, فيحول السواكن إلى أرواح متمردة. وأما الفارس مجدى أحمد حسين، (رئيس حزب الاستقلال، ورئيس تحرير الشعب)، فقد حمل مشروعًا إسلاميًّا, وجهر بكلمة الحق، وحمل نوائبه؛ ليدفع الثمن بمطاردة هؤلاء الخونة له دائمًا، ومضايفته فى سجون المحروسة المدنية والعسكرية, المعلنة والمخفية. لم ترهبه السجون، ولم يخشَ المعتقلات بل رحب بها بصدر واسع؛ وذلك لأنه اعتاد عليها، و يرى أن هذه السجون، هى بيت الثوار والمتعطشين لحريات الشعوب. واجه بكل قوة جبروت السادات، فكتب أخطر المقالات التى تفضح نظامه, ولم يأبه بشيطنة مبارك الذى تحول نظامه إلى منظومة متكاملة من الفساد أفقرت الفقراء وصعدت بالسفهاء إلى صفوف الأغنياء, وتذكروا معركته مع يوسف والى، واتهامه له بقتل الشعب المصرى، وإبادته بالمواد المسرطنة عن طريق المبيدات المغشوشة التى دمر بها الزراعة المصرية, وقضى عليها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة على يديه، وأصبح الفلاح مصيره بين القبر أو السجن.. وتذكروا حملته للتضامن مع غزة واعتبارها رافدًا من روافد الأمن القومى المصرى، فساهم فى حملات الإغاثة، وذهب لأهلها وحيا صمودهم وحرق العلم الصهيونى؛ وعندما عاد لمصر رفض أن يعود من الأنفاق، وأصر على العودة من معبر رفح فيتم اعتقاله وحبسه عامين فى السجون العسكرية. وأما فى عصر العسكر، وزمن الانقلابيين فلم يهادن أو يستسلم بل كانت كلماته، كالرصاص على العسكر وعصابته؛ ليزداد غضب الشعب عليهم, فقال: "إن هذا زمن العار والدمار، وفضح المتخاذلين، ونشر وثائق المتآمرين. أقام الفعاليات التى تندد بالتعذيب فى السجون، الذى تحول إلى سلخانة لإبادة البشر ليصل عدد المعتقلين إلى 40 ألف معتقل. ولكن تذكروا حملته على المجلس العسكرى، فكشف أسراره وفضح صفقاته ونقل على صفحات الشعب العشرات من التحقيقات التى تفضحهم، وتكشف سر تضخم ثرواتهم مع أن أغلبهم كانوا يسكنون فى شقة بالإيجار، وعلى رأسهم سامى عنان؛ ليتحول بين ليلة وضحاها من أصحاب الملايين بفضل البزنس المشبوه, فرد عليه الببلاوى أو من سمى نفسه رئيس وزراء مصر بإغلاق الجريدة رغم أن دستوره المزور يمنع ذلك. ورغم حالته الصحية المتدهورة، وحاجته لعملية قلب مفتوح لم يتحملوا كلامه الذى تحول إلى منشور، أصبح الآن فى يد الثوار، ووثيقة تفضح الإعلام الفاسد الذى تحول إلى لعبة قذرة فى يد العسكر، فقاموا باعتقاله ونقله إلى "سجن العقرب شديد الحراسة"، ومنعوا عنه الزيارة والدواء رغم حالته الصحية الحرجة. مجدى حسين، الفارس النبيل، وعصفور الحرية المغرد، وصديق سيارة الترحيلات الدائم، ونزيل سجون مصر ومعتقلاتها يواجه الموت البطيء فى محبسه، ورغم تعاطف العديد من الجهات والهيئات العربية معه؛ إلا أن السلطة الانقلابية الغاشمة ورجالها يرفضون إنقاذه أو إجراء جراحة عاجلة له. نحن نعيش فى زمن سُحقت فيه الكرامة، والرجولة، والمروءة، والشرف، والعدل؛ تحت نعال العسكر ووكلائهم, وساد فيه الظلم، والطغيان؛ ولكن الثوار والأحرار، الذين يحملون أكفانهم على أيديهم؛ دفاعا عن مكتسبات الأمة وحقها فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، التى نالوها فى 25 يناير، ولكن سرعان ما انقض عليها العسكر كالذئاب المفترسة، ولكن هيهات هيهات، فالثوار لا يخضعون لغير الله، ولا يعبدون سواه، فلا يخافون ذئابًا بشرية، ولا طغاة.. فتحية لكل من بذل حياته، وكل ما يملك؛ دفاعا عن أمته، وتحية واجبة للمناضل الشجاع، الذى لا يخشى فى الحق لومة لائم، مجدى حسين الحر، الذى تحول إلى سيف بتار ضد كل مستبد وفاسد على مدار عقود طويلة؛ لتظل أعماله شامخة يستزيد منها الأحرار فى كل زمان ومكان. "الشعب"