أكّد الشيخ رائد صلاح (رئيس الحركة الإسلامية في فلسطينالمحتلة منذ عام 48)، أنّ الاحتلال يسعى من اقتحام مدينة أم الفحم صباح يوم الثلاثاء لتهجير مواطنيها، وليس كما زعم بأنّه يريد وقف مسيرة للمتطرفين اليهود. وقال صلاح خلال اتصال هاتفي بفضائية "الجزيرة": إنّ أكثر من 2500 جندي وقوات خاصة وحرس حدود الإسرائيليين اقتحموا المدينة وقصفوا المواطنين مِمّا أدّى لوقوع عدد كبير من الإصابات بين المواطنين الفلسطينيين، كما أنّ قوات الاحتلال قصفت المنازل مباشرة وليس المواطنين فقط. وأضاف رائد صلاح أنّ قوات الاحتلال منَعت محاولات نقل الجرحى إلى المستشفيات، مؤكدًا أنه إلى الآن لا تزال أصوات القنابل المسيلة للدموع وقنابل الغاز تطلق على المواطنين في أم الفحم. وشدّد صلاح على أن قوات الاحتلال أرادت من اقتحام أم الفحم إثارة الرعب بين المواطنين لأنهم يحاولون أن يُلَقّنوا أهالي المدينة درسًا لتكميم أفواه الناس.. وليس كما قيل لمنع مسيرة لليهود المتطرفين. وحول علاقة ما يحدث بوجود حكومة يمينية يترأسها المتطرف بنيامين نتنياهو ومعه الأكثر تطرفًا أفيجدور ليبرمان قال صلاح: إن اليمين المتطرف لم يكن جديدًا فهو بدأ منذ نكبة فلسطين عام 48 وما نشهده يُعِيد فترة الأربعينيات للوجود، بسياسة الاضطهاد الديني والعنصرية والعمل على القضاء علينا وتهجيرنا تدريجيًا. وأضاف: إن القضية لا تقف عند مدينة أم الفحم بل في كل المدن الفلسطينيةالمحتلة.. إنهم يُمَهّدون لتطبيق سياسات حمقاء لفرض الترحيل علينا كما كان عام 48. وتابع: كان هناك حشود من كل المجتمع الفلسطيني؛ لأن الموقف مَصِيري، وواضح أنّ الاحتلال يريد تسريح الفلسطينيين ولذلك فالقضية مصيرية والجميع جاء ليدافع عن مصيره ويقول: لا لمحاولة تهجيرنا ولا لمحاولة تدنيس مقدساتنا. وكان رئيس الحركة الإسلامية قد قال في خطابه أمام الجماهير قبل وصول المتطرف اليهودي باروخ مارزل: إنّ قضية أم الفحم اليوم هي قضية الجماهير العربية بحيث أن مارزل وزمرته من خلال استفزازهم اليوم لا يستفزون الفَحْمَاوِيّين فحسب وإنما الجماهير العربية أيضا. وأكّد أنّ هذه المظاهرة جاءت لتضرب مشاعر وأحاسيس المواطنين العرب وقد تحولت أم الفحم على إثر هذا الاعتداء الفاشي قضية الجماهير العربية عامة. وشكر صلاح جميع القيادات العربية من مختلف الطوائف والقيادات الجماهيرية والشعبية التي جاءت لنصرة أم الفحم. وقد شهدت مدينة أم الفحم إضرابًا شاملاً في كافة مرافقها ومؤسساتها ومحالها التجارية، فيما شهدت عدد من القرى والبلدات المحيطة بالمدينة وخاصة في منطقة وادي عارة إضرابًا تضامُنِيًّا مع أهالي أم الفحم لمدة ساعتين. ويتقدم المظاهرة الاستفزازية التي ترفع فيها الأعلام الإسرائيلية، اليَمِينيّان المتشددان باروخ مارزيل وايتمار بن غفير والنائب المتطرف ميخائل بن اري. وفي الوقت الذي دعا فيه أعضاء الكنيست العرب إلى أوسع حملة دعم جماهيرية في كافة الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 48، اتّهم العضو اليميني المتطرف بن اري في حديث إذاعي ، النواب العرب بالتحريض وتأجيج الخواطر. ويَدَّعي المتطرفون اليهود أنّ مدينة أم الفحم جزء لا يتجزأ ممَّا يسمى "دولة إسرائيل" وأن لهم الحق في دخولها دون أية قيود، وقد ساندهم القضاء الإسرائيلي في ذلك بأمرٍ من المحكمة العليا.