اتهم تقريرٌ صادرٌ عن منظمة "هيومان رايتس ووتش" الكيانَ الصهيوني بالاستخدام "المقصود والمتهور" لقذائف الفوسفور الأبيض على المناطق المكتظة بالسكان، خلال الحرب على قطاع غزة، وهو ما "قد يشكِّل جرائم حرب" حسب المنظمة. وطالبت المنظمة الحقوقية الدولية -ومقرها مدينة نيويورك- منظمة الأممالمتحدة والولايات المتحدةالأمريكية بالتحقيق في هذه الجرائم التي شكَّلت خرقًا لقوانين الحرب، وتسبَّبت في "موت مدنيين بطريقة لم يكن لها داعٍ"، حسب ما ورد في التقرير ويقول التقرير إن استخدام الكيان الصهيوني ذخائر الفسفور الأبيض، التي يبيح القانون الدولي استعمالها للتغطية على تحركات القوات في ميدان المعركة، كان عشوائيًّا خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة؛ إذ ألقتها القوات الصهيونية على مناطق آهلة بالسكان؛ ما تسبَّب في مقتل وإصابة الكثير من المدنيين وتدمير العديد من المباني؛ بينها مدرسة ومستشفى ومخزن للمساعدات الإنسانية تابعة لوكالة دولية. ووصف التقرير، الذي أجرته المنظمة المذكورة مباشرةً بُعيد انتهاء الحرب في أواخر شهر يناير المنصرم، إطلاق الاحتلال المتكرر قذائف الفوسفور الأبيض بأنه عملٌ غير متجانسٍ وجرى بدون تفريق، وهو يشكل دليلاً على جرائم حرب. وفنَّد التقرير ادعاءات الاحتلال قانونية استخدامه لهذه الأسلحة بالقول "إذا كان هدف الجيش "الإسرائيلي" استخدام قذائف الفوسفور الأبيض لإطلاق ستار من الدخان فكان يمكنه الاستعانة بقذائف دخانية غير قاتلة تنتجها شركة "إسرائيلية"". كما يوثق التقرير وقوع عدة هجمات بالفوسفور الأبيض على أحياء سكنية في قطاع غزة؛ منها هجومٌ وقع يوم 4 كانون الأول (يناير) 2009 أسفر عن مقتل خمسة من أفراد عائلة أحمد أبو حليمة في شمال غزة؛ حيث عثر على بقايا المادة في المنزل المستهدف. يضاف إلى ذلك أن باحثين تابعين لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" عثروا على مُخلَّفات قذائف الفوسفور الأبيض وأجزاء من المواد المبطنة للذخائر وعشرات من قطع اللباد المحترق التي تحتوي على المادة الحارقة في شوارع مدينة غزة وأسطح المنازل ومبانٍ أخرى؛ بينها مدرسة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التابعة للأمم المتحدة. وتضمن التقرير ردًّا واضحًا على اتهام الكيان الصهيوني حركةَ المقاومة الإسلامية "حماس" بتعريض المدنيين للخطر باستخدامهم "كدروع بشرية" واستدراج قواتها إلى مناطق ذات كثافة سكانية عالية داخل مدينة غزة، وقالت المنظمة إنها لم تعثر على أي دليل في الحالات التي وثقتها يؤكد صحة هذه المزاعم، مشيرة إلى أنه في بعض الحالات تحدَّث بعض المواطنين عن وجود مُسلَّحين لحركة "حماس" لكن ليس على النحو الذي يبرر استخدام الفوسفور الأبيض. ويسبِّب الفوسفور الأبيض أضرارًا خطيرةً إذا لامس الجلد البشري؛ حيث يلتصق به ويستمر بالاشتعال مع دوام وجود الأوكسجين، وفي حال نجاة المصاب من الموت فإنه سيعاني من جروحٍ مؤلمةٍ جدًّا لا تندمل بسهولة، كما يسبب الفوسفور الأبيض الموت إذا استنُشق أو ابتُلع.