أكدت منظمة "هيومان رايتس ووتش" ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي جرائم حرب خلال محرقتها العام الماضي في قطاع غزة، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال دمر بوحشية الممتلكات المدنية في القطاع حتى ولو لم يكن هناك ضرورة عسكرية لذلك . ودعت المنظمة ,المعنية بمراقبة حقوق الإنسان حول العالم, أمس الخميس المجتمع الدولي إلى إنهاء الحصار عن غزة والضغط على إسرائيل لتيسير تدفق المساعدات الإنسانية والسلع التجارية، ومواد البناء اللازمة إعادة إعمار ما دمرته الحرب . ونددت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة ,ومقرها نيويورك سارة ليا ويتسون, بارتكاب جيش الاحتلال جرائم حرب ضد المدنيين في قطاع غزة، والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني . وطالبت ويتسون الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بإجراء تحقيقات مستفيضة ونزيهة في انتهاكات العدو الصهيوني للقانون الدولي الإنساني أثناء الحرب، والكشف علناً عن نتائج التحقيقات ومقاضاة المسئولين عن جرائم الحرب في محاكم تحترم المعايير الدولية . وقالت ليا ويتسون ,خلال مؤتمر صحافي في غزة لعرض تقرير حديث أعدته المنظمة حول تدمير الاحتلال لممتلكات مدنية خلال الحرب،: "إن المنظمة وثقت انتهاكات عدة بحق المدنيين، بما فيها استخدام الفوسفور الأبيض". وطالبت المنظمة بتعويض فوري وملائم لضحايا انتهاكات قوانين الحرب من جانب إسرائيل ، والعمل على تنفيذ توصيات "تقرير جولدستون" . ومن جانبه, عرض الباحث "هيومن رايتس ووتش" بيل فانسفلد نتائج تقرير تدمير العدو للممتلكات بشكل غير قانوني أثناء الحرب . وقال فانسفلد: "إن التقرير وثق 12 حادثة وقعت في مناطق متفرقة من القطاع دمر فيها الاحتلال 189 مبنى كلياً منها 11 مصنعاً و8 مخازن و170 بناية سكنية، ما خلف حوالي 971 مواطناً بلا مأوى، وهو ما يعد خرقاً واضحاً لقوانين الحرب". وأضاف "هذه الانتهاكات وقعت في أوقات لم يكن فيها قتال مشتعل في تلك المناطق المستهدفة، حيث تعمدت قوات الاحتلال خرق الحظر بموجب القانون الإنساني الدولي على تدمير الأعيان المدنية". وأكد أن إسرائيل دمرت هذه الممتلكات ليس لأن بها كمائن أو مقاومين أو لأي سبب عسكري، بل لأجل عقاب الشعب الفلسطيني، مشدداً على أن ما حدث بمثابة جريمة حرب تستوجب العقاب ومحاكمة المسئولين عنها . وأشار إلى أن قوات الاحتلال دمرت خلال الحرب حوالي 3540 منزلاً و268 مصنعاً ومخزناً، إضافة إلى مدارس وآبار مياه وبنية تحتية وأراضٍ زراعية واسعة . وأكد التقرير أن الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من ثلاثة أعوام تسبب في منع إعادة بناء الممتلكات الخاصة والبنية التحتية العامة المدمرة بعد الحرب، ما أثر على حياة السكان المدنيين .