قال باحث إسرائيلى بارز إن فرص الكيان الصهيونى فى مواصلة الردع فى مواجهة حركة حماس تؤول إلى الصفر، معتبراً أن حديث النخب العسكرية الصهيونية عن نجاحها فى ردع الحركة غير واقعي. وفى مقال نشرته صحيفة "هارتس" فى عددها الصادر، اليوم الإثنين، نوه "أفنير جلوب" الباحث فى "مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي" إلى أنه كلما وجه الكيان الصهيونى ضربات عسكرية لحماس كلما زادت رغبتها فى القتال. ونوه "جلوب" إلى أن إسرائيل قد أخطأت عندما اعتقدت أن حركة حماس لن تتجه لمواجهة "إسرائيل" خوفاً على مرافق حكمها الاقتصادية وقدراتها العسكرية. وحذر جلوب دوائر صنع القرار فى تل أبيب قائلاً: "إذا قررتم الرد على عمليات إطلاق الصواريخ التى ستقوم بها حماس، فإن عليكم أن تأخذوا بعين الاعتبار أنكم ستمسون بقوة الردع الإسرائيلية". ونوه "جلوب" إلى أن حرمان "حماس" من مكتسباتها في الحكم سينعكس سلباً على قدرة "إسرائيل" على دفع الحركة للمرونة والاعتدال، مشيراً إلى أن الضربات العسكرية الصهيونية تجعل قيادة أكثر تصميماً على مواصلة القتال. وحذر "جلوب" الحكومة الصهيونية من خطورة تضليل الجمهور الصهيونى عبر وعده بفترة هدوء طويلة، بدون إحداث تغيير إستراتيجي كبير ودرامتيكي. وأضاف: "على إسرائيل أن تدرك أنه طالما ظلت حركة حماس تسيطر على قطاع غزة فإن الحفاظ على قوة الردع تتطلب منح الحركة إنجازات واضحة" . وفى ذات السياق، بعث الإعلامى الصهيوني "بنى ليفى" برسالة إلى رئيس الوزراء الصهيونى بنيامين نتنياهو مطالباً فيها بالاستجابة لمطالب المقاومة الفلسطينية وعدم تصويرها على أساس أنها تهديد لإسرائيل. وفى الرسالة التى نشرتها صحيفة "معاريف"، حث "ليفى"، الذى يعتبر أحد أبرز الإعلاميين الصهاينة، نتنياهو إلى عدم التردد فى الموافقة على بناء ميناء فى قطاع غزة والتدليل للفلسطينيين أن "إسرائيل" غير معنية بالمس بأوضاعهم. من ناحيته قال المفكر الصهيونى "أورى أفنيرى" إن الحرب على غزة أثبتت مرة أخرى أن الرهان على خيار القوة لن يؤدى إلى القضاء على المقاومة الفلسطينية. وفى مقال نشرته صحيفة "هارتس"، شدد "أفنيرى" على وجوب أن يعى الصهاينة "أنه بدون الاعتراف بحق الفلسطينيين فى دولة مستقلة ومتطورة لهم، فلن ينعموا بالسلام والأمن"، مشيراً إلى أن الحكومة الحالية، مثل سائر الحكومات السابقة تفضل الأرض على السلام. وشدد "أفنيرى" على أن إسرائيل ليس بوسعها مواصلة الاحتلال للأبد فى القرن الحادى والعشرين، ولا يمكن لشعب أن يسيطر على شعب آخر وأن يتوقع فى نفس الوقت هدوء وأمن وطمأنينة.