وصفت صحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية جماعة الإخوان المسلمين في مصر بأنها أكبر الخاسرين في العالم العربي بسبب نجاحاتها السياسية. وقالت الصحيفة: إن نظام مبارك لم يكتف بسحق الجماعة عن طريق الاعتقالات بعد انتصاراتها في انتخابات مجلس الشعب، وإنما أجري عددًا من التعديلات علي الدستور لمنع أي سيطرة مستقبلية للإسلاميين علي الدولة. وقالت الصحيفة: إن المشهد السياسي في مصر والوطن العربي بات مختلفًا عما كان عليه قبل حوالي عامين عندما حققت التيارات الإسلامية في المنطقة نجاحات ضخمة علي الصعيد السياسي، سواء في مصر بفوز الإخوان ب 20% من مقاعد مجلس الشعب في انتخابات 2005 أو في فلسطين عندما اكتسحت حماس انتخابات 2006. وأضافت الصحيفة، في تقرير مطول علي صفحة كاملة لمراسلتها رولا خلف، أن فرحة الإسلاميين بانتصاراتهم في مصر ومناطق أخري من المنطقة لم تدم طويلاً، ذلك لأنهم في اللحظة التي بدأوا فيها باستعراض عضلاتهم السياسية، انتاب القلق ليس فقط الحكام الديكتاتوريين في البلدان العربية، وإنما أيضا الأنظمة الغربية التي تدعم هذه النظم. ووفقا للصحيفة فإن هذه الانتصارات أدت إلي تراجع الأنظمة العربية المدعومة أمريكيا عن السماح بالترويج للديمقراطية في بلدانها والعودة إلي قمع الأحزاب والحركات الإسلامية وتقويض أصوات المعتدلين. وأشارت المراسلة إلي أن النظم الغربية ربما شعرت بالارتياح إزاء النكسات التي تعرض لها الإسلاميون علي أيدي الأنظمة العربية، إلا أن الواقع يؤكد أنه من الصعب تحقيق أي استقرار مستقبلي في المنطقة دون إدماج هذه التيارات التي تعد قوي المعارضة الرئيسية في العالم العربي. ونقلت الصحيفة عن القيادي الإخواني عصام العريان قوله: إن الجماعة ستمارس نوعا من الصبر في صراعها المستقبلي مع نظام الحكم في البلاد. مضيفًا: «نحن لم نكن في البرلمان علي مر عقد التسعينيات من القرن الماضي ولكن شعبيتنا لم تتأثر». ونقلت المراسلة عن محللين قولهم إن أحد أوجه الخطورة في إقصاء هذه التيارات يتمثل في إتاحة الفرصة للأجنحة المتشددة في هذه الحركات كي تحجّم من تأثير التيارات المعتدلة. وأضافت أن إقصاء الإسلاميين يلعب دورًا أيضًا في تعميق حالة اللامبالاة السياسية لدي المواطن العربي «المنهك» جراء عجزه عن إحداث تغيير سياسي عن طريق صوته الانتخابي. وقالت إن الفلسطينيين كانوا أول الشعوب العربية التي دفعت ثمن اختيارها حماس من خلال الحصار الغربي والعربي علي قطاع غزة بهدف «نبذ حماس»، فضلاً عن تعميق الانقسام الداخلي في المجتمع الفلسطيني