توفي الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب الكاتب المصري والمناضل النقابى صلاح الدين حافظ في منزله عن عمر يناهز 70 عاما بعد صراع طويل مع مرض السرطان. شغل صلاح الدين حافظ عدة مناصب في صحيفة الأهرام آخرها رئيس تحرير الطبعة العربية للجريدة وكان كذلك نقابيا متمرسا. اصدر صلاح الدين حافظ على مدى حياته المهنية الطويلة 15 كتابا، خصص آخرها، وكان بعنوان "تحريم السياسة وتجريم الصحافة"، لانتقاد ظاهرة غياب الحريات في مصر.. وتبنى صلاح الدين حافظ طوال حياته المهنية مواقف سياسية مستقلة وظل يدافع عن الحريات العامة والحريات السياسية وحرية التعبير وعن العدالة الاجتماعية وينتقد السلطة السياسية بجرأة حتى آخر أيامه. وفي العام 1968 وبينما كان أصغر سكرتير عام لنقابة الصحفيين المصريين وكان الكاتب الراحل احمد بهاء الدين نقيبا للصحفيين، أصدرت النقابة بيانا اغضب السلطة السياسية آنذاك لأنها تبنت مطالب تظاهرات الطلبة ودعت إلى إلغاء الرقابة على الصحف. وقبل وفاته بعدة أشهر أطلق صلاح الدين حافظ دعوة إلى عقد مؤتمر للمثقفين المصريين لتشخيص المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها مصر ووضع تصور لعلاجها ولكن ظروف مرضه منعته من تحويل هذه الدعوة إلى واقع. وتولى صلاح الدين حافظ منصب الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب منذ عودة مقره إلى القاهرة في العام 1996. وكان مقر الاتحاد نقل إلى بغداد بعد توقيع مصر معاهدة السلام مع إسرائيل في العام 1979 . كتابه الأخير وقال في مقدمة كتابه الأخير: "الصحافة في جوهرها تشتغل بالسياسة، والسياسة من ناحيتها تمارس الصحافة، والمعني هنا أن الصحفيين سياسيون بالضرورة، والسياسيين صحفيون بحكم العمل". وتخرج حافظ من قسم الصحافة في كلية الآداب في جامعة القاهرة عام 1960 وانضم لاحقا إلى جريدة الأهرام حيث عمل حتى وفاته مديرا للتحرير فيها. وقد ساهم في تسعينيات القرن الماضي بتأسيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان.
ولد صلاح الدين حافظ في مصر عام 1938 ميلادية وعمل في مؤسستي الأخبار والتعاون حتى انتقل عام 1965 إلى مؤسسة الأهرام التي عمل بها حتى وافته المنية. في العام الماضي فاز صلاح الدين حافظ بالجائزة التقديرية للصحافة التي تمنحها النقابة المصرية لرموز الصحافة سنويا. وقد كتب حافظ قُبيل وفاته مقالا بصحيفة الأهرام المصرية بعنوان "نحن وأوباما.. هل سيُغير أم سنتغير؟" وقال فيه: "إن باراك أوباما قد فعلها أخيراً في انتخابات الرئاسة الأمريكية يوم 4 نوفمبر 2008 وهو يوم يؤرخ له بقوة، يوم اقتحام أول رئيس أسود للبيت الأبيض، قارعاً جرس التاريخ". نسأل الله أن يتقبل الفقيد برحمته، وأن يسكنه جناته، وأن يلهمنا وآله وتلامذته وأصدقائه الصبر والسلوان.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.