أكد مايكل تشاسودوفسكي، الاستاذ في جامعة اوتاوا، أن الموقف الامريكي الداعم لحركة داعش في العراق ناجم عن أهداف بعيدة الأمد منها الاطاحة بحكومة نوري المالكي وتقسيم العراق الى ثلاثة بلدان مستقلة. ويرى الخبير في الشؤون السياسية بمعهد غلوبال ريسيرتش الدكتور مايكل تشاسودوفسكي الاستاذ في جامعة اوتاوا أن ما يحدث في العراق هو في الحقيقة ليس حرباً داخلية ولا صراعاً بين السنة والشيعة كما تروج له الادارة الامريكية التي تعد العامل الأساسي لهذه الازمة وراء الكواليس حيث أكد أن القاعدة والحركات المسلحة الاخرى التي تفرعت عنها قد قدمت لواشنطن خدمات استراتيجية جمة في الشرق الاوسط ابتداء من افغانستان مروراً بالعراق وصولاً الى تدمير البنى التحتية في سوريا. وأكد هذا الخبير بالادلة الدامغة أن القاعدة - ومشتقاتها - هي في الواقع اليد الضاربة للبيت الابيض ومقاتلوها بمثابة قوات مشاة يعملون لتحقيق أهداف السياسة الامريكية في المنطقة وآخر خدمة قدمتها هي تخريب سوريا بالكامل تقريباً والتغلغل في عمق الأراضي العراقية لتدمير ما تبقى من هذه البلاد التي أنهكتها الصراعات المسلحة التي قادها أصدقاء واشنطن وقد تمخض عن ذلك تأسيس حركة وحشية حملت اسم الدولة الاسلامية في العراق والشام - كما يزعم مؤسسوها السعوديون والقطريون و تحقيقاً للهدف المرتقب في تأجيج فتنة طائفية بين الشيعة والسنة قتلوا العراقيين شيعة وسنة في برنامج طائفي مخطط له مسبقاً وذلك لتمهيد الأرضية للبيت الابيض كي يطبق خطته السرية الموضوعة منذ أمد بعيد لتقسيم العراق الى ثلاث دويلات مستقلة ضعيفة واحدة يحكمها أمير من أهل السنة (خليفة) والاخرى جمهورية شيعية والثالثة كردية . وأضاف هذا الخبير: بما ان سلاح الطيران العراقي يعتمد على تقنية أمريكية فالامريكان يعرفون جيداً مدى قدرة سلاح الجو الذي يمتلكه العراقيون لذلك قدموا معلومات استخباراتية للدواعش حول ذلك لاجتناب الضربات التي تقضي عليهم، وبعبارة اخرى يمكن القول أن واشنطن تلعب دوراً منافقاً وتدعم كلا الطرفين بشكل غير مباشر لاستمرار القتال أطول مدة ممكنة. الولاياتالمتحدة تعمل على إبقاء طرفي النزاع مجهزين بأسلحة كافية لمواصلة القتال لأجل اتساع رقعة الحرب الداخلية فهي التي دربت مقاتلى داعش وزودتهم بالمعدات الحربية المتطورة وفسحت لهم المجال لجمع أكبر عدد من الارهابيين في أوروبا وغيرها وطلبت من اصدقائها الاتراك بفتح الحدود لهم على مصراعيها لاقتحام سيادة الاراضي السورية وقتل ابناء سوريا ببرودة دم كما دعمت مموليها سياسياً واعلامياً ولا سيما السعوديون والقطريون الذين يعملون تحت مظلة الأمريكان بشكل مباشر. – واكد هذا الخبير على أن هدف واشنطن هو تدمير البنى التحتية للعراق وتخريب اقتصاده لتحقيق مخطط فحواه التقسيم الطائفي - القومي. والتناقض في السياسة الامريكية واضح ولا يمكن لأحد إنكاره حيث أسست القاعدة ودعمت رموزها لتتخذها جسراً للوصول الى مطامحها والدخول في أي بلد تقتضي مصلحتها دخولها فالقاعدة في الحقيقة قد تأسست لتيسير عملية نجاح استراتيجية واشنطن في المنطقة مهما كلف الامر. وصرح تشاسودوفسكي بأن الادارة الامريكية اليوم اتخذت هذه الحركة الوهابية الارهابية ذريعة لتقسيم العراق وتأسيس دولة سنية موالية لحليفتها السعودية ولا تشكر خطراً لاسرائيل لان كل هذه المخططات تروم إضعاف دور محور المقاومة . والحصيلة التي توصل إليها هي ان المخابرات الامريكية قد وضعت خطة لتأسيس خلافة سنية في العراق مدعومة من السعودية وقطر تركيا، وقد حظى هذا المشروع بتأييد ومباركة من هذه البلدان . وتأكيدا لذلك أوضح معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى في تقرير نشره ، الثلاثاء، 24 يونيو، أنّ إدراك حكّام الرّياض بخطر "التهديد الإرهابي" الجدّي عليهم، لا يمنعهم من "التّواصل مع بعض قيادات الإرهابيين" العراقوسوريا "وتوفير التّنسيق اللّوجستي وتسريب الأموال والعتاد" إليهم. وبخصوص التّبرعات الخاصة إلى هذه الجماعات، يتحدّث تقرير المعهد أنّ "بعض المتبرّعين السّعوديين، ولضمان وصول مساهماتهم إلى سوريا، فإنهم يقومون بإرسال أموالهم إلى الكويت". وقد أُعتبرت الأخيرة واحدةً من "البيئات المهيأة لتمويل الإرهاب في الخليج "، بحسب التقرير. واعتماداً على التقرير، فإن السعوديين يمثّلون، حتّى الآن، "المصدر الأكبر لتمويل الجماعات المسلّحة في سوريا"، مضيفاً أن "العديد من الجهات المانحة التي يُعتقد أنها جهات خيريّة في الخليج ؛ قامت بتسريب مئات الملايين من الدولارات للمقاتلين في السنوات الأخيرة، بما في ذلك داعش والجماعات الأخرى". ويؤكّد معهد واشنطن أن السعودية – وغيرها – شكّلت مصدراً تمويليّاً هاماً بالنسبة لداعش، غير أنّ المعهد يشير أن هذا التنظيم "في طريقه الآن للاستغناء عن هذه التبرّعات"، وذلك بسبب مصادره الخاصة المتأتّية من المناطق التي سيطر عليها. وهي مسألةٌ تفتح المجال لعمليّات “استغناء” شاملة، تمتدّ حدّ الانقضاض على اليد التي أطعمت هؤلاء.